
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لنـا بـاللوى مغنـىً عهدناه آهلا
سـقى اللَـه روضـاتٍ بـه وخمـائلا
كسـاه السـحب الجون من نسج نبته
عقـــود جمـــان نظمـــت وغلائلا
تـود النجوم الزهر لو كان بعضها
وبـاتت حـوالي الأفق منها عواطلا
وتهـوى الصـبا لوصـافحت عذباتها
وهبــت حنوبـاً أو ألمـت شـمائلا
فـإن حـالت الأيـام بينـي وبينـه
ومــدت فجاجــاً بيننـا ومجـاهلا
فمـا أنـا ممـن يخلق الدهر عهده
وتـوهى النـوى أسبابه والوصائلا
سأصـــبر للأيــام حــتى أردهــا
بصـبري لمـا أرجـوه منها حبائلا
وأعمـــل فيهــا عزمــة عربيــة
تفـوت العوالي إن مضت والعواملا
يجيــش بهـا صـدري فـأعلم أننـي
تبــوأت عنـد الفرقـدين منـازلا
وإن سـلبت قـدري حقوقاً من العلا
تحلـى بهـا غيـري وأصـبحت عاطلا
فمـن قبـل كم عادت كريماً وأنكرت
حقوقـاً لـه فـي أهلهـا وفواضـلا
حرمـت العلا إن لم أكن خير أهلها
عفافـاً وإقـداماً وحزمـاً ونـائلا
ولـم أك ذا نفـسٍ علىـالخطب مـرة
عزيــزٌ عليهـا أن ترانـي خـاملا
أكلفهــا مرمــى مرامـي فتنـبري
أشـد مـن الضـرغام زنـداً وكاهلا
ولي خلقٌ أندى من الروض في الضحى
رقيـق بـه أسبى الحسان العقائلا
ومن كان مثلي في ذرى الأدب اعتلى
يعـاف الـدنايا سـيمةً والرذائلا
ومـن قبل آبائي على النجم خيموا
فشــادوا حصـوناً فـوقه ومعـاقلا
ورثــت أبــا بكـرٍ فخـاراً وعـزة
ومـن بعده أورثت في المجد واصلا
بهـا ليـل في عليا جهينة أصعدوا
على خير ما يحذوا الأخير الأوائلا
فـذرني أسر حيث المكارم واحد لي
علـى نغمـات المجد إن كنت فاعلا
لعــل زمانــاً مــد للصـفو ظلـه
وراق لــوراد الأمــاني منــاهلا
فقـد أطلـع الرحمـن كـوكب عبـده
ليعلـو فـي أفـق المعالي منازلا
إمـامٌ تجيـب السـائلين عن التقى
مسـاجد بتـن الليـل منـه أواهـل
وتحيـي سـجاياه المحافـل بالهدى
فتحسـب نفـح المسك تلك المحافلا
وموقــف أفكــار جلا الشـك دونـه
علىـأنه يعيـي النهـى والمقاولا
وإن يـرق أعـواد المنـابر أصغرت
بمقـــوله قســّاً وســحبان وائلا
وميــدان علــم فيــه أول شـوطه
يـرد الكـرام السـابقات فسـاكلا
عـذلنا الليـالي إذ تجاهلن قدره
وكـانت سـجيات الزمـان التجاهلا
ورب حسـام عـاش فـي الغمـد حقبةً
وأغفلـت الأقـدار عنـه الصـياقلا
ودرٍّ ثــوى جــوف المعــادن مـدةً
رأيـت بهـا جيـد المحاسـن عاطلا
ولكــن طيــب المسـك لا بـد ذائع
يشــق إلـى مستنشـقيه الحـوائلا
ومـا البدر إذا يبدوا هلالا بناقص
إذا كملــت أيــامه عـاد كـاملا
ولكنمــا يخفـى علـى الأرض ضـوءه
وفـي الملأ الأعلـى يضيء المنازلا
صـفحنا عـن الأيـام قـد أنجزت له
مواعــد قـد كـانت بهـن بـواخلا
ســتعلم أي الماجــدين لـه وفـت
فـأعلت بـه شـأن العلا والفضائلا
ســتحيي بــه للـدين عهـد محمـد
ويخصـب ربـع كـان فـي مصر ماحلا
محمد بن عبد المطلب بن واصل.من أسرة أبي الخير، من جهينة.شاعر مصري، حسن الرصف، من الأدباء الخطباء. ولد في باصونة (من قرى جرجا بمصر) وتعلم في الأزهر بالقاهرة، وتخرج مدرساً، وشارك في الحركة الوطنية، بشعره ومقالاته وخطبه.وتوفي بالقاهرة.له (ديوان شعر ).وله:(تاريخ أدب اللغة العربية) ثلاثة أجزاء، و(كتاب الجولتين في آداب الدولتين) الأموية والعباسية، و(إعجاز القرآن) وروايتا (الزباء) و(ليلى العفيفة) كلها لا تزال محفوظة.