
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجـادَ القَطـرُ مِـن غادٍ وَسارِ
عَلـى تِلـكَ المَعاهِدِ وَالدِيارِ
فَكَـم لي وَقفَةً فيها اِشتِياقاً
وَزَنـدُ الوَجدِ في الأَحشاءِ وارِ
إِذا كَفكَفـتُ مِـن عَبَراتِ دَمعي
يُهَيِّجُهــا اِشـتِعالٌ مِـن أُوارِ
وَكَـم لـي في حِماها مِن لَيالٍ
يَفـوتُ ضـِياؤُها وَضـَحَ النَهارِ
جَلَـوتُ بِها وُجوهَ الحُسنِ تُزهى
كَزَهرِ الرَوضِ بَل زَهرِ الدَراري
فَصـِرتُ مُسـامِراً لِلنَجـمِ سُهداً
فَلا أُغضـي الجُفـونَ عَلى غِرارِ
تُسـاجِلُ مُقلَـتي الأَنواءَ سَكباً
إِذا فاضـَت بِأَدمُعِهـا الغِزارِ
وَعَيـنٍ كَالسـَفينِ تَسـيرُ زَهواً
تَخــوضُ عُبـابَ آلٍ فـي قِفـارِ
فَـدَعني فالسـُرى هَمّـي وَعَزمي
فَـإِنَّ لِغايَـةِ المَجدِ اِبتِداري
لَعَلّــي أن أَحُــلَّ دِيـارَ عِـزٍّ
مَغاني المُصطَفى مَثوى الفَخارِ
دِيـارٌ حَلَّهـا خَيـرُ البَرايـا
وَخَيـرُ الخَلـقِ مِـن بادٍ وَقارِ
ســَرِيٌّ ســابِقٌ فـي كُـلِّ فَضـلٍ
كَريـمُ أَرومَـةٍ زاكـي النِجارِ
وَمَخصـــوصٌ بِتَشـــريفٍ وَعِــزٍّ
وَمَجـدٍ شـامِخٍ سـامي المَنـارِ
عَلا فَـوقَ الطِباقِ السَبعِ قُرباً
وَخَـصَّ بِمَقصـِدٍ دانـي الجِـوارِ
إِمـامُ الخَلقِ نورُ الحَقِّ يَبدو
ضـياءً مِـن سـَناهُ لِكُـلِّ سـارِ
وَآيــاتٌ لَــهُ ظَهَـرَت فلَيسـَت
يُباريهــا مُبــارٍ أَو مُجـارِ
تَفـوتُ العَـدَّ لَيـسَ يُطـاقُ عَدٌّ
لِرَمـلِ البَحرِ أَو قَطرِ البِحارِ
فَجاهَــدَ كُـلَّ حِـزبٍ مِـن ضـَلالٍ
بِســُمرٍ أَو بِـبيضٍ مِـن شـِفارِ
فَعـادَ الجَمـعُ مِنهُـم لِاِفتِراقٍ
وَعَـودُهُمُ الصَليبُ إِلى اِنكِسارِ
عَلَيـكَ تَحِيَّـةٌ مـا اِنهَـلَّ غَيثٌ
وَصـابَ مِنَ العَوادي وَالسَواري
وَدامَ عَلـى سـَليلِكَ ذي حِفـاظٍ
عَريـقِ أَصـالَةٍ حـامي الذِمارِ
سـَما صـَعَداً إِلى أَن حَلَّ أَوجاً
أَطَـلَّ عَلـى الغَزالَةِ وَالجَوارِ
إِذا مـا رامَ ذا كُفـرٍ وَأَيـدٍ
فَلَيـسَ لَـهُ اِعتِصـامٌ بِالفِرارِ
وَمَقــرونُ النَجـاحِ بِكُـلِّ رَأيٍ
وَتَأييـدِ العَـزائِمِ بِانتِصـارِ
وَغـارَ الغَيـثُ مِن يُمناهُ حتّى
يَكـادَ يَفيـضُ فَيـضٌ مِنـهُ جارِ
فَـأَكثَرُ جـودِهِ بِـالقَطرِ سَكباً
وَأَيسـَرُ جـودِ كَفِّـهِ بِاليَسـارِ
جَــرى بِســُعودِهَ وَبِمُشــتَهاهُ
نُجـومٌ لُحـنَ فـي فَلَـكٍ مُـدارِ
لَـهُ سـِيَرٌ مِنَ العَدلِ اِستَفاضَت
عَلـى قـاصٍ وَدانٍ فـي المَزارِ
وَزانَ عُلاهُ فـي الـدُنيا جَمالٌ
وَأَمـرٌ قـائِمٌ فـي الخَلقِ جارِ
وَزانَــت مِلَّـةُ الإِسـلامِ دَأبـاً
كَما اِزدانَ المَعاصِمَ بِالسِوارِ
أبو علي الحسن بن أحمد المسفيوي.شاعر من أهل مراكش، ومن شعراء المنصور المتميزين.ضاعت أشعاره كما ضاعت موشحاته.