
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحمــد للــه الــذي قـد حللا
للنـاس صـيد البر من جوف الفلا
وخلـــق الأطيـــار والحيوانــا
جميعهـــا لتخـــدم الإنســـانا
وجعــل النزهــة تنفــي الغمـا
والصـيد يجلـو البـؤس ثم الهما
وخصـــص النزهـــة بالتســـيار
لاســـميا فـــي قنــص الأطيــار
وبعـــده ان اقتنــاص الشــارد
الــذ مــن كــل اكتســاب وارد
حيـــث بـــه رياضــة الأجســام
وهــو دليــل المــرء بالأقـدام
قـــد ســنة الأســود والكمــاة
فحبــــه الملــــوك والـــولاة
وقـــال آل الفضــل والفراســه
ومــن لهــم معرفــة السياســه
مـن يعشـق الصـيد هـو اليقظـانُ
وتــارك الصــيد هــو الكســلانُ
وعلمــاءُ الطــبِّ عنــهُ قــرروا
أنَّ لــــهُ منافعــــاً تشـــتهرُ
فهــو الـذي يمنـع داء الثقلـه
مـن كـل جسـم ثـم يشـفي العلـه
لان بالســـير نشـــاط البـــدن
وفيـــهِ تحليـــلٌ لخلــطٍ عفِــن
وطـــائر الصــيد لــهُ أنــواعُ
معلومــةٌ قــد حــدَّها الإجمــاعُ
أســماءُها لـدى الـورى مشـتهره
معــدودة مـذكورة فـي البـذدره
الحـــرُّ والصـــفيُّ هــذا قســمُ
وأحســن الشــكلين حــرٌّ يســمو
وصـيد هـذا النـوع فـي أرض سَهل
وهـو عـديم النفـع فـي أرض جبل
كـــذلك الشـــاهين والجفــانزُ
لكنمــا الثــاني بحســنٍ فـائزُ
ثـم الـذي يعلـو علـى القسـمين
بــازٌ عريــض ظــاهر الكتفيــن
وهــو الــذي لقــب بالــدوغانِ
لكنـــهُ نـــوع علـــى أفنــانِ
أحســـــنهُ المســـــودُ الأردانِ
وهــو الشــهير بالقـدي دوغـان
فـإن ذا الكاسـر محمـود الخـبر
وفعلــه بالصــيد حسـناً مشـتهر
وإنمـــا الأرفــع منــهُ رتبــه
الأســـبريُّ المرتقــي بالنســبة
أنــــواعهُ غريبـــة الألفـــاظِ
نـــوع الأجٌ ثـــم نــوعٌ غــاظي
أعلاهمــا الشــهم الالاج الكاسـر
ودونـهُ الغـاطي السـني البـاهر
لأن هــذا القســم صـياد الجبـل
وهـو الـذي يفتـك فـي أبهى عمل
يصــعدن أدنــى عريــض الـوادي
فيخــرق الريــح كســهمٍ غــادي
وكــل طيــر ذكــرٍ فيهــم يـرى
مـن هـذه الأنـواع سـمّي بـالجرى
وأجمــل الأنــواع فــي الأطيـارِ
الأســــبريُّ الأحمـــر الأبصـــار
وهــو الـذي منشـأهُ الكـرج وذا
مـولى بنـي الصـقر فقـل واحبذا
مســــبولةٌ أجنـــاحهُ مزرقـــه
متســع الصــدر بهــي الخلقــه
مشـــتهر هــذا بحســن الطلــب
مخصـــّصٌ فــي ســرعةِ المنقلــب
فهــــذه أجناســـهم بالجمـــل
وإنمــا المطلــوب حسـن العمـل
لأنّ للصـــيد وللبـــازي ســـنَن
محــدودة قـد سـنها ذوو الفطـن
فينبغــــي لــــهُ غلام خـــادم
يكــــون فـــي تـــدبيره ملازم
يطعمـهُ اللحـم النظيـف الناصحا
مبتعــداً عــن كـل شـيءٍ مالحـا
وإن يـــوخر هضــمهُ عــن حــدِّهِ
أقـــامهُ علـــى مثــاني يــدهِ
وحينمــا يــدعى ويــأتي دعــهُ
يلقـــمُ مــن دعــوٍ ولا تشــبعهُ
وأمسـك لـهُ بـالقوت حـدّاً واحدا
فلا ضـــعيفاً أو ســـميناً زائدا
واجعلــهُ فــي طبقــةِ مســاهمه
لطبعِـــه وهـــي لـــهُ ملائمَــه
ويبتــدي التعليــل والمعلــولُ
فــي نســقٍ إذ يبتــدي أيلــولُ
وإن بـدا تشـرين والبـازي نشـا
فـي حسـن تـدبير فصـد بمـا تشا
ولا تصـد يومـاً بـهِ الريـح بـدا
لأنـــهُ غيـــر مصـــادٍ أبـــداً
كــذلك اليــوم الكــثير الحـرِّ
فلا تصــــد فــــإنهُ ذو صــــرِّ
لكنمــا الصــيد بيــوم معتـدل
مــا بيـن غيـمٍ ثـم شـمسٍ متّصـل
وكــن خــبيراً محكــم التهـذيب
واتخـــذ الأعمـــال بــالترتيب
فموضـــع الصـــيد يكــون وادي
كمــــا روى أيمـــة الصـــيادِ
واجعــل وكيلاً ياخــذ الرجــالا
يملّكـــون المصـــيد الحجــالا
كـــذاك نــاطوراً وصــياحا حلا
عرفهمــا النشـاش يـوحي الحجلا
وإن بالنــاطور نعنـي الراقبـا
يرقــب طيـراً حاضـراً أو ذاهبـا
وهـو الـذي يصـرخ ان مرّا الحجل
هـا واصـلٌ هـا واصـلٌ ها قد وصل
وإن هــوت خوفــاً لســتر حجلـه
نــادى عليهــا وقعـت بـالعجله
حــتى إذا قــامت وطـارت صـاحا
الرجـــل الصـــياح ثــم لاحــا
وعلـــت الضـــجة مـــن نــداهُ
إيـاك هـا هـو يـا أخـيَّ هـا هو
كذا إذا ما الحجل الهاوي انستر
غقـامه النشـاش فـي ضـرب الحجر
وضــــربه يكــــون بـــالتنحي
وهـــو الــذي لقّــب بــالموحي
وصـاحب الصـيد الكريـم المـولى
يجلــس ثــمّ فـي المحـل الأعلـى
وعنــدهُ تلــك الـبزة الكاسـره
معــــدودةٌ لقنــــص وحاضـــره
وكلمـــا مـــرّ عليـــهِ حجـــلُ
فيرســل البــازي لــهُ ويعجــلُ
وليكـــن الإرســال بالمقــابله
فــــإنه يأخـــذهُ بالعـــاجله
وحينمــا ترســل نــادي عجلــه
إيــاك فــالطير أتـى والحجلـه
لكــن يكــون بالســرار حاضــر
شــاب خفيــف بــالتلبي مــاهر
ليــدرك البــازي علــى هبتــه
أجــرى مـن الريـاح فـي سـرعته
فــــإن رآه أخــــذاً يقــــولُ
اللَــه هــو وهــو لـهُ الـدليلُ
وبعـــد أن يخلّـــصَ المصـــادا
يطعــم منــهُ الـراس والفـؤادا
أمـــا الصـــغارية ذات النــشّ
فإنهـــا مــع الملــبي تمشــي
حـتى إذا مـا ضاع من بعض الحجل
شـيءٌ فيلقـاهُ الصـغارى بالعجـل
واعلـم بـأن الصـيد ليـس يصـلحُ
إن لـم يكـن فيـه الصغارى تمرحُ
وداوم الصـــيد بهــذا العمــلِ
لمنتهـــى نيســـان ثــم بطــل
وروّض الــــبزاة مـــن نـــوّار
لمنتهــى أيلــول وهـو الجـاري
فصـــيرنهُ فـــي مكـــانٍ رطــبِ
ليطفــي حــرّ طبعــهِ الملتهــبِ
وينـزع الريـش العـتيق الفـاني
وبكتســي ريشــاً جديــداً ثـاني
ولقبــــت رياضــــة القنـــاص
مـا بيـن أهـل الصـيد بالقرناص
لكنـــه قـــد نــوّع التــدبيرُ
والحــق مــا قـد قـالهُ الأميـرُ
فإنمــا جمهــورهم قــد حــدّدا
يكـــون فـــي مظلــةٍ منفــردا
وقـــولهم رُدَّ بـــأن الكاســـر
إن ينفــرد بعــد جموحـاً نـافر
وقـال رب الفضـل وهـو المشـتهر
بكــل فضــلٍ الأميــر المعتــبر
يكـون ذا القرنـاص بيـن النـاسِ
يبقـى بـهِ البـازي أخا استيناسِ
والصـايدون ابتعـوا ذي العـاده
واتخــذوها عــن إمـام السـاده
فهــــذه منظومــــةٌ مرجــــزّه
فيهـا مبـاني الصـيد تمت موجزه
قــد صــُدِّرَت بالحمـد ثـمَّ خُتِمَـت
داعيـــة لمــن مزايــاهُ ســمَت
أعنـي بـه الشـهم أميـر الأمـرا
مـن سـاد فـي عليـاه كـل الكبر
خيــر بشــيرٍ قـد سـما بالعـدلِ
وضــاءَ مجــداً بشــهاب الفضــل
أدامـــهُ اللَـــه بعــزٍّ وهنــا
لأنـــهُ رب المعـــالي والثنــا
أخصــــهُ بالنصـــر والإقبـــالِ
مــا كــرّت الأيــام والليــالي
بطرس بن إبراهيم كرامة.معلم، من شعراء سورية، مولده بحمص.اتصل بالأمير بشير الشهابي (أمير لبنان) فكان كاتم أسراره.وكان يجيد التركية، فجعل مترجماً في (المابين الهمايوني) بالآستانة فأقام إلى أن توفي فيها.أما شعره ففي بعضه رقة وطلاوة، له (ديوان شعر - ط)، و(الدراري السبع - ط) مجموعة من الموشحات الأندلسية وغيرها.