
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَحِـنُّ إِلَـى أَرْضِ الْحِجَـازِ وَحَـاجَتِي
خِيَـامٌ بِنَجْـدٍ دُونَهَـا الطَّرْفُ يَقْصُرُ
وَمَـا نَظَـرِي مِـنْ نَحْوِ نَجْدٍ بِنَافِعِي
أَجَــلْ لَا وَلَكِنِّـي عَلَـى ذَاكَ أَنْظُـرُ
أَفِـي كُـلِّ يَـوْمٍ عَبْـرَةٌ ثُـمَّ نَظْـرَةٌ
لَعَيْنِــكَ يَجْــرِي مَاؤُهَــا يَتَحَـدَّرُ
مَتَـى يَسـْتَرِيحُ الْقَلْـبُ إِمَّا مُجَاوِرٌ
حَزِيـــنٌ وَإِمَّــا نَــازِحٌ يَتَــذَكَّرُ
يَقُولُـونَ كَـمْ تَجْـرِي مَـدَامِعُ عَيْنِهِ
لَهَـا الـدَّهْرَ دَمْـعٌ وَاكِـفٌ يَتَحَـدَّرُ
وَلَيْسَ الَّذِي يَجْرِي مِنَ الْعَيْنِ مَاؤُهَا
وَلَكِنَّهَــا نَفْــسٌ تَــذُوبُ وَتَقْطُــرُ
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.