
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـقت دجـى فرعهـا عن فرقها السحري
فســبحت ورق واديهــا علـى الشـجر
وأقبلـــت تتجلـــى فـــي غلائهــا
كالغصـن لـو يتحلـى الغصـن بالدرر
يزفهــا بلبــل الخلخــال مبتهجـاً
زف المبشـــر بالإقبـــال والظفــر
هركولــة رتقـت بالوصـل مـا فتقـت
نــاب الصــدود وشـقت شـقة الخطـر
فظلــت ألثــم موطاهــا ويحجبهــا
عـن نـاظري بـدني الممطور من بصري
كــأنه غــار مـن عينـي علـى فُنُـقٍ
تغـارُ منهـا حسـان الحـور والبشـر
مـا أطلعـت مثلهـا الجـوزاء نيـرةً
ولا حــوى مثلهـا الإكليـل مـن قمـر
ترنــو بعيــن مهــاةٍ كحلهـا حـورٌ
سـحارة الجفـن لـم تـترك ولـم تذر
يقـول شـائمها للـراح مـا ابتسـمت
هــذا هـو الحبـب الـدرّيّ فاسـتتري
وإن شـدت صـاح شـحرور الربـى طرباً
لـم تحكهـا يـا هزار الروض فاقتصر
كأنهــا جنــة حــفّ الجمــال بهـا
فقـام فيهـا مقـام الزهـر والثمـر
ذلــت لأردافهـا الكثبـان مـن كـبرٍ
وعـزَّ فـي صـدرها الرمـان مـن صـغر
لـو شـامها حـارس البستان قال لها
ســرقت رمــانتي نهـديك مـن شـجري
لهــا يـدٌ لـو تعـرَّت مـن دمالجهـا
ســالت تبـارك واقيهـا مـن الخطـر
وقامـــة كشـــطاط الرمــح لينــةٌ
طـوع العنـاق وطـوع اللهـو والسمر
ضـــممتها ضـــم مشــتاق بلا حــذرٍ
ضـم المخـاطر بيـن الخـوف والحـذر
وقلــت هــل منـحٌ يحظـى بهـا سـمِحٌ
مـن لائميـه ومـن ديـن السـلوِّ بـري
أذابـه الشـوق حتى لا تكاد ترى ال
عُــوّاد صــورته مــن شــدة الغيـر
فـــأتلعت لعنــاقي جيــد جاذيــةٍ
كـــأنه طلعـــةٌ عنهــا الغلاف ذُري
وأودعــت بيــد الضــرغام عاتقهـا
ولـم تخـف فتكـة الضرغام في العفر
حـتى إذا انقرض الديجور وانتفض ال
عصـفور وانبسـط الشـحرور في الشجر
ودعــت شمسـاً علـى غصـنٍ علـى جبـل
أبهـى مـن الصـبح في ليلٍ من الحبر
وقلــت للعيـن والحـادي يمـر بهـا
بــانت سـعاد ولاح الفجـر فـانفجري
فصــير القــادر الأجفـان فـي لجـجٍ
حاكت ندى عبده السمح السخيْ المضري
الثـابت العـزم والأبطـال فـي قلـقٍ
والراسـخ الحـزم والألبـاب فـي حيَر
والمنهــل الصـارم البتـار نهلتـه
مـن قمّـة الـرأس أو مـن قلة البصر
مـولى يخـوض الـوغى والليـل معتكرٌ
علــى ســنا ذابــلٍ أو صـارمٍ ذكـر
بســابحٍ لا يكــاد الطــرف يــدركه
يقــول للـبرق سـر مهلاً علـى أثـري
كـــأنه تخـــت ملــك فــوق ملــكٌ
لا يأخــذ النفــس إلّا أخــذ مقتـدر
كــأن نســر الــدراري فـوق غرتـه
مقيــدٌ أو قصــيص الريـش لـم يطـر
يرمـي العـداة بمـا تـذري سـنابكه
مــن الـثرى فـترى نبلاً مـن الحجـر
وصـــارمٍ كقضـــاء اللَــه منحــدرٍ
علــى العواتـق والهامـات والطـرر
مخلولـــق بــدم اللبــات تحســبه
بيـن الكمـاة لسـاناً مـد مـن سـقر
فــضَّ الســوابغَ مــن عـاداته ذكـرٌ
فــي فــرج كــل دلاص غيــر منـدحر
يســطو بــه وبحيــات القنـا أسـدٌ
جـمُّ الرمـاد شـديد السـاعدين جـري
يفتـض أبكـار أقمـار الحصـون علـى
نــور البــواتر بالعسـالة السـمر
لا يتقــي لهــب البــارود منحـدراً
كالسـيل يفتـق جيـب الليـل بالشرر
تخــاله وهــو فــردٌ مــن مهـابته
فـي فيلـقٍ مـن ليـوث الغـاب منتشر
أليــة بالهجــان الشــدقمية يــق
طعـن السباسـب نحـو الركـن والحجر
والصـافنات عليهـا القـوم معتسـفيْ
عــرض الفلا لا أولــى خـوف ولا حـذر
مـا أولد المجد من بكر العلى أسداً
إلّاه أفتــك مــن صمصــامه الــذكر
سـلَّ الحسـام لـدين اللَـه مـن صـغرٍ
ومتـع النـاس بعـد اليـأس بـالظفر
ولــم يجـب دعـوة الـداعي لمظلمـةٍ
ولـم يبـع نصـرة المظلـوم بالبُـدَر
فأصـبح الغـرب شـرقاً زاهيـاً ببهـا
ذاك الجهـاد الـذي أربى على الفكر
جلا النفــوس بــه مــن كـل موبقـةٍ
كمـا جلا الـبيض جاليهـا مـن الكدر
ولــم يـزل غازيـاً حـتى طغـت فـرقٌ
للمســلمين وخــانت خــالق البشـر
فأغمـد السيف واختار الشآم كما اخ
تـار المدينـة لمـا هـاجر المضـري
ولاذ بالصـــبر واســتحلى مرارتــه
مســـلماً لقضــاء اللَــه والقــدر
ومــن تـدرع بالصـبر الجميـل قضـى
لــه الإلــه بفــوز غيــر منبــتر
لعــل يــوم حُنيــن الصـعب يعقبـه
نهــار بـدرٍ ويقضـي اللَـه بـالظفر
يـا كعبـة الجـود من لباك فاز بما
يرضــي الإلــه وأضـحى خيـر معتمـر
فاقبــل حجيــج ثنـائي مـن مخـدرةٍ
تـاهت علـى غانيـات البدور والحضر
لا شــيء يعجبهــا إلّا رضــاك فــإن
فــازت بـه مهـرت بـاللؤلؤ النضـر
دامــت تــودك أبكـار القريـض ولا
زالــت تــدر لـك الأفكـار بالـدرر
ودمــتَ أســمحَ مومــوقٍ وأملـح مـر
مــوقٍ وأنجــح مخلــوقٍ مـن البشـر
سليمان بن إبراهيم الصولة.شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية، واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ولزمه مدة ثلاثين سنة، وله فيه قصائد، وسافر إلى مصر سنة 1883م فأقام إلى أن توفي بالقاهرة.له (ديوان -ط)، وله: (حصن الوجود، الواقي من خبث اليهود - خ).