
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يقولــونَ لــي صـفه فـأنت بوصـفهِ
خــبيرٌ أجـل أنـي بأوصـافهِ أنـبي
تعشـــقته حـــتى تتبعــتُ ســيره
وأدركتــه أوكـدت إذ دربـه دربـي
ولمــا تلاقينــا وأبصــرت قلبــه
جعلـت يـدي مثـل الحجاب على قلبي
مخافــةَ أن يبــدو لعينـي مراقـبٍ
فيبصــر فيـه مـا تسـتر مـن عُجـبِ
إنـاءٌ عليـه الشـمس ألقـت شعاعها
وليـس لـه غيـر الزجـاج من الحجب
ولـم أرَ مثل ابن القوافي فقد حوى
عجــائبَ أضــدادٍ تجـلُّ عـن الحسـب
يطــوف بلاد اللــه وهــو بأرضــه
ويفتتــح الـدنيا وحيـداً بلا حـرب
وينفــر حــتى لــو أتـاه حـبيبه
لأعــرض عـن هـذا الحـبيب بلا ذنـب
ويـؤنس حـتى تلتقـي الطيـر حـوله
وتلقــط منـه مـا أعـدَّ مـن الحَـبّ
ويهــدي إِلـى سـبل الرشـاد وأنـه
ليحســبهُ أهــل العقــول بلا لُــبِّ
ويتخـــذ النــاس الأرائك مقعــداً
ومــا راقـه إِلا بسـاطٌ مـن العشـب
ويسـمو إِلـى شـهب النجـوم محلقـاً
إليهــا بمعـراج التصـور والجـذب
ويوشـكُ لا كفـران يرقـى إِلى السما
ويطمـع حـتى بـالمثول لـدى الـربَّ
ويجمـع مـا بيـن النقيضـين قلبـه
كما يتلاقى الهدب في النوم بالهدب
فيجعـل نجـمَ الأرض مـن أنجم العلا
ويجعـل نجـم الأفـق من أنجم الترب
ويســكر حــتى لا يفيــق بلا طلــى
ويصــحب أهــل الأرض وهـو بلا صـحب
ويقنعــك الــبيتُ الوحيـد سـكنَته
ويبهنـي أُلوفـاً لا يقـول بها حسبي
يـرى فـي ظلام الليـل والشمس غرّبت
ويعمـى ومـا مـالت إِلى جهة الغرب
وإن أعــوزته الـراح فـي خلـواتهِ
ترشـّفها بـالوهم مـن وجنـة الحِـبّ
ويـا طالمـا صـاغ الـدراري فزينت
عــروس أمـانيه بعقـدٍ مـن الشـهب
يحــنُّ بلا شــوقٍ ويشــقى بلا عنــا
ويبكــي بلا ثكـلٍ ويهـوى بلا قلـب
فكــذبٌ بلا إثــمٍ وبــأس بلا قــوى
وســكرٌ بلا خمــرٍ وشــغلٌ بلا كســب
فمـن كـان يـزري بـالقريض فإننـا
رضـينا مـن الدنيا بتعذيبه العذب
ومـن كـان يسـتحلي من الشعر كذبه
فهــذي حيــاة الشـاعرين بلا كـذب
طانيوس بن متري عبده.من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً.ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل.من قصصه المترجمة (البؤساء -ط)، و(عشاق فينيسيا -ط)، و(مروضة الأسود -ط)، و(جاسوسة الكردينال -ط)، و(عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و(الساحر العظيم -ط)، وغير ذلك وهو كثير.