
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَنِيئاً مَـرِيئاً مَـا أَخَـذْتِ وَلَيْتَنِـي
أَرَاهَـا وَأُعْطَـى كُـلَّ يَـوْمٍ ثِيَابِيَـا
َوَيَـا لَيْتَهَـا تَـدْرِي بِـأَنِّي خَلِيلُهَا
وَإِنِّـي أَنَـا الْبَاكِي عَلَيْهَا بُكَائِيا
خَلِيلَــيَّ لَـوْ أَبْصـَرْتُمَانِي وَأَهْلُهَـا
لَــدَيَّ حُضــُورٌ خِلْتُمَــانِي سـَوَائِيَا
وَلَمَّـا دَخَلْـتُ الْحَـيَّ خَلَّفْـتُ مَوْقِـدِي
بِسِلْســِلَةٍ أَســْعَى أَجُــرُّ رِدَائِيَــا
أَمِيــلُ بِرَأْســِي ســَاعَةً وَتَقُـودُنِي
عَجُـوزٌ مِـنَ السـُّؤَالِ تَسـْعَى أَمَامِيَا
وَقَـدْ أَحْـدَقَ الصـِّبْيَانُ بِي وَتَجَمَّعُوا
عَلَــيَّ وَشــَدُّوا بِــالْكِلَابِ ضـَوَارِيَا
نَظَـرْتُ إِلَـى لَيْلَى فَلَمْ أَمْلِكِ الْبُكَا
فَقُلْـتُ ارْحَمُـوا ضَعْفِي وَشِدَّةَ مَا بِيَا
فَقَـامَتْ هَبُوبـاً وَالنِّسَاءُ مِنَ اجْلِهَا
تَمَشــَّيْنَ نَحْـوِي إِذْ سـَمِعْنَ بُكَائِيَـا
مُعَــذِّبَتِي لَـوْلَاكِ مَـا كُنْـتُ سـَائِلاً
أَدُورُ عَلَى الْأَبْوَابِ فِي النَّاسِ عَارِيَا
وَقَائِلَــــةٍ وَارَحْمَـــةً لِشـــَبَابِهِ
فَقُلْــتُ أَجَــلْ وَارَحْمَــةً لِشـَبَابِيَا
أَصــَاحِبَةَ الْمِسـْكِينِ مَـاذَا أَصـَابَهُ
وَمَـا بَـالُهُ يَمْشـِي الْوَجَى مُتَنَاهِيَا
وَمَـا بَـالُهُ يَبْكِـي فَقَـالَتْ لِمَا بِهِ
أَلَا إِنَّمَـا أَبْكِـي لَهَـا لَا لِمَـا بِيَا
بَنِـي عَـمِّ لَيْلَـى مَنْ لَكُمْ غَيْرَ أَنَّنِي
مُجِيـدٌ لِلَيْلَـى عُمْرُهَـا مِـنْ حَيَاتِيَا
فَمَـا زَادَنِـي الْوَاشـُونَ إِلَّا صـَبَابَةً
وَمَـا زَادَنِـي النَّـاهُونَ إِلَّا أَعَادِيَا
فَيَـا أَهْـلَ لَيْلَـى كَثَّـرَ اللَّهُ فِيكُمُ
مِـنَ امْثَالِهَا حَتَّى تَجُودُوا بِهَا لِيَا
فَمَـا مَـسَّ جَنْبِـي الْأَرْضَ حَتَّى ذَكَرْتُهَا
وَإِلَّا وَجَــدْتُ رِيحَهَــا فِـي ثِيَابِيَـا
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.