
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لبــس الأفــقُ جلابيــب الغمـام
فـاختفى النورُ بها والنجمُ غار
وهزيـم الرعـد قـد هـز الاكـام
وانتضى البرق من السحب الشفار
سح من قلب السما الغيث الركام
وسـرى الريـح يغنـي في القفار
كلهــم فــي بيـت لحـم رقـدوا
غيـر ام اللَـه والطفـل الصغير
لبثــــت راكعـــة والمـــذود
قـام فيـه طفلهـا لا في السرير
تلــــك أم وفتاهـــا ربهـــا
آيــةٌ تقضــي علينــا بـالعجب
أي حـــبٍّ كـــان فيــه حبهــا
أي بشــــر وســــرور وطـــرب
كلمــا اهــوى عليــه قلبهــا
شـعرت ان الحشـا منهـا انجـذب
ثـــم قــالت ايهــذا الولــد
انــت ربــي وعلــى كـلٍّ قـدير
هكـــذا ظلـــت لــديه تســجد
وهـويتني نحوهـا الطرف القرير
اوشــك الليــل يـولي والثنـا
كــاد يفـترُّ بـه ثغـر الرقيـع
والالــه الطفــل عـاف الوسـنا
يصـطلي مـا بيـن انفاس القطيع
امــه فـي قربـه تشـدو الغنـا
وهــو مفــتر لهـا غيـر هجيـع
طرفــه فيهــا مجــالٌ واليــد
تتســـنى فــوق مجلاه المنيــر
بــات يقظانــاً وبــاتت تنشـد
والهــوى ينفـخ والغيـث هميـر
نـم حبيـبي فقـد امتـدَّ الغسـق
وتـوالى الغيـث في قلب السحاب
قــرس الــبرد فمـا هـذا الأرق
كيـف هذا الضحك في هذا العذاب
جســمك الغـض مـن البـدر فـرق
لا ســـرير لا صـــلاء لا ثيـــاب
انــت مــع ذا ضــاحك لا ترقـد
ضــاجع فــي مــذود لا تسـتدير
نــم حبيــبي حـان انـا نهجـد
فالـدجى شـدّ المطايـا للمسـير
ان تنــم وافتــك احلام الـذهب
وعلــى اجفانــك امتـد السـلام
فــالكرى يـذهب أنـواع التعـب
إنمــا الســهد عــذاب للأنـام
ليلـة يـا ابنـي تقضـي بالعجب
ليلـة تسـهر مـا طـال الـدوام
ليلـــةٌ عــذراء فيهــا تلــدُ
ربهـا طبقـاً لمـا قـال البشير
يـا بنـي آدم تيهـوا واسـعدوا
فلكـم قـد ولـد الفادي المجير
لـم تـزل مريـمُ فـي ذاك النغم
وابنهـا مبتسـمٌ يـأبى الرقـاد
ثــم قــالت ولــدي امـا تنـم
فانـا ابكـي لمـا طـال السهاد
لفظــت ذلــك والــدمعُ انسـجم
وانحنـت فـوق فتاهـا بارتعـاد
مـــذ رآهــا طفلهــا ترتعــد
وعلــى وجنتهــا الـدمع يسـير
اغمــض الجفــن وطـاب المرقـد
ومضـى يحلـم فـي شـأن المصـير
وقفــة فـي بيـت لحـم للعفـاف
لـم تـزل سراً عجبيباً في البشر
مريـم تضـجع فـي كهـف الخـراف
ابنهـا اللَـه المسـيح المنتظر
لا قميـــص لا فـــراش لا لحــاف
لا بكـــاء لا ضـــجيج لا ضـــجر
ركعـــت قــرب فتاهــا تعبــد
خــالق الأكـوان فحـاص الضـمير
ابنهــا وهــو الالــه الامجــد
نــائمٌ مــا بيـن تبـن وشـعير
وديع بن شديد بن بشارة فاضل عقل.صحفي لبناني، له نظم حسن.ولد في معلّقة الدامور، وأكمل دروسه العربية والفرنسية في مدرسة الحكمة ببيروت، واستقر بها، ومارس التعليم سبع سنين، وشارك في إصدار جريدة (الوطن) ثم (الراصد)، وانتخب نقيباً للصحافة مرتين، ورئيساً للمجمع العلمي اللبناني، مدة قصيرة فُضّ المجمع على أثرها (سنة 1930)، وكان من أعضاء مجلس النواب اللبناني، مدة وجيزة.توفي ببيروت.وله (ديوان شعر - ط)، وله: أربع روايات تمثيلية مطبوعة، و(شرح لرسالة الغفران) لم يطبع.