
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـل مـن معيـنٍ علـى نجوى ووسواس
أو مـن سـبيلٍ إلـى تبريد أنفاسي
أكـر طرفـي فـي المضاي فيبسم لي
وأنثنـــي وأمــامي جــد عبــاس
ليـس الـذي فـات أيامـاً أعـددها
لكنــه العمـر والهفـي وياياسـي
والـدهر لا فلتـات السـعد يرجعها
ولا يجــدد مـا يبلـى مـن النـاس
لـو كـان فـي مقبـلٍ من مدبرٍ عوضٌ
لــم أودع الـذم للأيـام أطراسـي
قضـى لـي الـدهر بلـوى في تصرفه
لا بـرء منهـا وعـافي غير ذي باس
قــد كـن أمـرح فـي روضٍ مطـارفه
مطـــرزٌ طرفهـــا بــالورد والآس
أرضـــى مفضضـــة ريــا مذهبــةٌ
وفـي سـمائي نجومـق هـن إيناسـي
إن شــئت غنتنـي الأطيـار سـاجعةً
أو شـئت كانت ثغور الورد أكواسي
أو شــئت فـي ظـل أغصـان مهدلـة
تحنــو علــى بــألوانٍ وأجنــاس
ملأت عينـــي حســـناً لا مخالســةً
لكـــن مرامقـــة ملآي بإحساســي
فـالآن قـد ذهب العيش الرقيق وما
بــدلت منــه سـوى جـدب وإيبـاس
وأصـبح الـورد يخفـى حـر وجنتـه
عـن العيـون ويبـدي شوكه القاسي
عهــدٌ تصـرم لـم أظفـر بمـأربتي
منــه ولا أورقـت أعـواد أغراسـي
مــا للحمـام يغنينـي علـى فنـنٍ
غـض التثنـي منيـر النـور ميـاس
والروض كيف اكتسى بالوشي محتفلا
وراح فيـــه وقلـــبي واجــدٌ آس
دنيـا تغيـض مـن بشـرى وتبسم لي
كالعضـب مؤتلقـاً يهوى إلى الراس
هيهـات مـا تحفـل الدنيا بملتهف
ولا تبـــالي بإســـعادٍ وإنحــاس
لن يخلع الروض أبراد الحيا جزعاً
ويكتســي دارس الأفــواف للنــاس
أو يعبـس النـور مـن شجوٍ يهضمني
أو يخـرس الطيـر بلبالي ووسواسي
أن يسـلب الـدهر ما أولاه من هبة
فشيمة الدهر أعراء الفتى الكاسي
أو يشـعب الصـبر أكباداً فيذهلها
عـن ذكرنـا ففـؤادي ليس بالناسي
وكيــف أنسـاهم والقلـب يتبعهـم
علـــى جديـــد لبانــات وأدراس
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني.أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية.نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة.تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية.ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر.وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته.وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و(البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض.وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة.له (ديوان شعر - ط)، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و(إبراهيم الكاتب - ط) جزآن،قصة، و(قبض الريح - ط)، و(صندوق الدنيا - ط)، و( ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و(رحلة الحجاز - ط) و(بشار بن برد - ط)، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و(الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط).