
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـد كتمـت الوجـد والمـدمع باح
عنــدما ســال نجيعــاً أحمــرا
وتشـــجعت فـــأخفيت الجـــراح
فكســاني الســقم ثوبـاً أصـفرا
سـاكني بغـداد قـد طـاب السـكن
لكمــو والعيــش فينــان أنيـق
أتــرى تغسـل عـن قلـبي الشـجن
شـربة مـن مائها الصافي الرقيق
أتــرى أنشـق فـي المـرج الأغـن
نسـمة مـا مثلهـا المسك الفتيق
ليتنــي أفضـي بـأطراف الرمـاح
والصــفاح الــبيض لا أن أهجـرا
أنــا كالطـائر مقصـوص الجنـاح
أيـن لـي أن أعتلـي شـم الـذرى
مـن لمكلـوم الحشى دامي الجفون
شـــرب الســم بكاســات دهــاق
كـان لا يخشـى مـن الدهر الخؤون
إن أراش السـهم أو سـل الرقـاق
فرمــاه بــالنوى ليـت المنـون
أقصــدته قبــل توديـع الرفـاق
فهــو ســكران علــى هيئة صـاح
يعهــد النجــم ويرعـى القمـرا
يقطــع الليــل بحـزن والتيـاح
ومــن العينيــن يـذري الـدررا
أفلا ترجـــع أيـــام الوصـــال
ويلاقــي الصــب غــزلان الصـريم
ويــرى فــي غـرة الشـمس الهلال
ويـرى فـي فرقهـا الليل البهيم
بيـن طرفـي والكـرى حـرب سـجال
مـذ تـواريت عـن الكـوخ القديم
ولقــد يثملنــي نفــح الريـاح
هــب فــي الــروض نـدياً عطـرا
فهــو عــن غــر ميـامين صـباح
فــي القراغــول يـذيع الخـبرا
يـا شـقيق الـروح في دار السلام
هلكـــت روحــي بهجــران وصــد
وبرانــي حبكــم بــري السـهام
فتلفعــــت بـــايراد الجلـــد
ونفـى عـن مقلـتي طيـب المنـام
فــإليكم أشــتكي طــول السـهد
فكــأني شــارب أقــداح رابــح
كلمــا ذكــر القراغــولي جـرا
وكـــأني بلبـــل غنــى وصــاح
وبكــى الــروض عفــا وانـدثرا
وهنيئاً إذ تعاطيــــك القبـــل
غــادة ناعمــة الكــف الخضـيب
ويغازلنــــك ربـــات الكلـــل
هـــذه تنــآى وهاتيــك تــؤوب
يـا أخـي مـا أهرقـت مـن المقل
أدمعـــاً لكنـــه ذوب القلــوب
أيــن منــي أعيـن مرضـى صـحاح
خزرهــا يــذكي بقلـبي الشـررا
كنـت منهـا بيـن حـزن وانشـراح
أبتغــي القـرب وأخشـى الخطـرا
وهنيئاً لـــك هنـــد والربــاب
والطلا يســقيكها ريــق الحـبيب
أنـا مهمـا لـذ لـي العيش وطاب
فــي حمـى كركـوك مهجـور غريـب
وإذا عــاقرت أقــداح الشــراب
فهـي لا تطفيـء مـن نفسي اللهيب
ليـس يعرونـي لدى السكر ارتياح
لــي قلــب بالأســى قــد سـكرا
فليغنــوا ولتغــالي بــالنواح
يــا أبـا المنـذر حـتى تقـبرا
وجــرى قتلــي رميــاً بـالخطوب
لا بهزهــــاز وعســـال قـــويم
لا تخلنــي فــرح القلــب طـروب
أنـا مـن أفـتر عـن ثغـر بسـيم
ولعمــري فلقــد يـروي الشـحوب
فــي محيـاي عـن الـداء الأليـم
وفـؤادي مـن جفـاكم مـا استراح
يـــرد الـــدمع ومنــه صــدرا
فارفقوا بي ليس في الحب الصراح
والـــولاء المحــض إن ننشــمرا
نعمان ثابت عبد اللطيف.شاعر شاب، من رجال السلك العسكري في العراق أيام غازي، مولده ببغداد، تخرج فيها بالكلية العسكرية 1927، وأولع بالأدب وصنف كتباً أكثرها رسائل بقيت مخطوطة عند أسرته.استشهد في حادث طائرة عسكرية عراقية قامت للاستطلاع في فضاء السماوة.له ديوان شعر (شقائق النعمان - ط)، وله: (الجندية في الدولة العباسية - ط)، (جواسيس الجبهة أو ذكريات ضابط استخبارات ألماني - ط)، (اليزيديون - ط)، (آثار العراف - ط).