
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُقَلِّــدُ وَجــدي فَليُبَرهِــن مُفَنِّـدي
فَمـا أَضـيَعَ البُرهـانَ عِندَ المُقَلِّدِ
هَبـوا نُصـحَكُم شَمساً فَما عَينُ أَرمَدٍ
بِـأَكرَهَ فـي مَـرآهُ مِـن عَيـنِ مُكمَدِ
غَـزالٌ بَـراهُ اللَـهُ مِـن مِسكَةٍ سَبى
بِهـا الحُسـنُ مِنّـا مُسـكَةَ المُتَجَلِّدِ
وَأَلطَـفَ فيهـا الصـُّنعَ حَتّى أَعارَها
بَياضَ الضُحى في نِعمَةِ الغُصُنِ النَدي
وَأَبقـى لِذاكَ المِسكِ في الخَدِّ نُقطَةً
عَلـى أَصلِها في اللَونِ إيماءَ مُرشِدِ
وَإِنّــي لِثَـوبِ السـُقمِ أَجـدَرُ لابِـسٍ
وَموسـى لِثَـوبِ الحُسـنِ أَملَـحُ مُرتَدِ
تَأَمَّــل لَظـى شـَوقي وَموسـى يَشـُبُّهُ
تَجِـد خَيـرَ نـارٍ عِنـدَها خَيرُ موقِدِ
دَعـوهُ يُـذِب نَفسـي وَيَهجُـر وَيَجتَهِد
تَـرَوا كَيـفَ يَعتَـزُّ الجَمالُ وَيَعتَدي
إِذا مـا رَنـا شَزراً فَمِن لَحظِ أَحوَرٍ
وَإِن يَلــوِ إِعراضـاً فَصـَفحَةُ أَغيَـدِ
وَعَــذَّبَ بــالي نَعَّـمَ اللَـهُ بـالَهُ
وَســَهَّدَني لا ذاقَ بَلــوى التَســَهُّدِ
تَطلَّــعَ وَاللاحــي يَلــومُ فَراعَنـي
وَكِـدتُ وَقَـد أَعـذَرتُ يُسـقَطُ في يَدي
وَنـادَيتُ لا إِذ قـالَ تَهـوى وَإِنَّمـا
رَمـاني فَكـانَت لا اِفتِتـاحَ التَشَهُّدِ
وَيـا طيـبَ سـُكرِ الحُـبِّ لَولا جُنونُهُ
مَحـا لَـذَّةَ النَشـوانِ سُخفُ المُعَربِدِ
شــَكَوتُ مِزاجــاً لِلطَــبيبِ وَإِنَّمـا
طَبيـبي سـَقامٌ فـي لَـواحِظِ مُبعِـدي
فَقـالَ عَلـى التَـأنيسِ طِبُّـكَ حاضـِرٌ
فَقُلـتُ نَعَـم لَـو أَنَّـهُ بَعـضُ عُـوَّدي
فَقـالوا شـَكا سـوءَ المِزاجِ وَإِنَّما
بِـهِ سـوءُ بَخـتٍ فـي هَوى غَيرِ مُسعِدِ
بَكَيـتُ فَقـالَ الحُسـنُ هَـزلاً أَتَشتَري
بِمــاءِ جُفــونٍ مــاءَ ثَغـرٍ مُنَضـَّدِ
وَغَنَّيتُــهُ شــِعري بِــهِ أَســتَميلَهُ
فَأَبـدى اِزدِراءً بـاِبنِ حُجـرٍ وَمَعبَدِ
كَـأَنّي بِصـَرفِ البَيـنِ حانَ فَجادَ لي
بِــأَحلى ســَلامٍ مِنـهُ أَفظَـعُ مَشـهَدِ
تَغَنَّمـتُ مِنـهُ السـَيرَ خَلفـي مُشَيِّعاً
فَأَنشـَأتُ أَمشـي مِثـلَ مَشـيِ المُقَيَّدِ
وَجـاءَ لِتَـوديعي فَقُلـتُ اِتَّئِد فَقَـد
مَشـَت لَـكَ نَفسي في الزَفيرِ المُصَعَّدِ
جَعَلــتُ يَمينــي كَالنِطـاق لِخَصـرِهِ
وَصـاغَت جُفـوني حَلـيَ ذاكَ المُقَلَّـدِ
وَجُــدتُ بِـذَوبِ التِـبرِ فَـوقَ مُـوَرَّسٍ
وَضــَنَّ بِــذَوبِ الــدُرِّ فَـوقَ مُـوَرَّدِ
وَمَســَّحَ أَجفــاني بِطَــرفِ بَنــانِهِ
فَـأَلَّفَ بَيـنَ المُزنِ وَالسَوسَنِ النَدي
أَيـا عِلَّةَ العَقلِ الحَصيفِ وَصَبوَةَ ال
عَفيــفِ وَغَبــنَ الناسـِكِ المُتَعَبِّـدِ
رَعَيــتُ لِحـاظي فـي جَمالِـكَ آمِنـاً
فَــأَذهَلَني عَـن مَصـدَرٍ حُسـنُ مَـورِدِ
وَأَنَّ الهَـوى فـي لَحـظِ عَينِـكَ كامِنٌ
كُمـونَ المَنايا في الحُسامِ المُهَنَّدِ
أَظَــلُّ وَيَــومي فيـكَ هَجـرٌ وَوَحشـَةٌ
وَيَـومي بِحَمـدِ اللَـهِ أَحسَنُ مِن غَدي
وِصـالُكَ أَشـهى مِـن مُعـاوَدَةِ الصِبا
وَأَطيَـبُ مِـن عَيـشِ الزَمـانِ المُمَهَّدِ
عَلَيـكَ فَطَمـتُ العَينَ عَن لَذَّةِ الكَرى
وَأَخرَجـتُ قَلـبي طَيِّبَ النَفسِ عَن يَدي
إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق.شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن سبتة بالمغرب الأقصى. وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا.