
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَمِــن خافِقــاتٌ قَــد تَعَــوَّدَتِ النَصــرا
هَــوافٍ بِهــا الإِسـلامُ وَالمُلـكُ قَـد قَـرّا
يُريهــا الهُــدى بيضــاً لِمُستَرشـِدٍ بِهـا
وَإِن كــانَ يُبـديها نَجيـعُ العِـدى حُمـرا
لَئِن لَقَّبوهــــا بِالعُقــــابِ فَإِنَّهــــا
قَــد اِتَّخَــذَت قَلــبَ العَـدوِّ لَهـا وَكـرا
لَقَــد فَتَــكَ الأُســطولُ فـي الشـَرِّ فَتكَـةً
غَـــدا غِبُّهــا حُلــواً وَمَشــهَدُها مُــرّا
أَتَتـــكَ بِفَتـــحٍ أَورَدَ المُلـــكَ عَــذبَهُ
وَأَهـدَت بِـهِ الحَـربُ العَـوانُ يَـداً بِكـرا
حَكَــت فـي بَـديعِ الشـَكلِ عَنقـاءَ مُغرِبـاً
وَســـَمّيتِ الغُربــانَ إِذ نَعَــت النُكُــرا
جَــرى اِبــنُ خَلاصَ وَالأَنــامَ إِلــى مَــدىً
فَقــامَ جَميعــاً بِالَّــذي فــاتَهُم طُــرّا
وَكَــم ديمَـةٍ جـادَت فَـأَروَت صـَدى الثَـرى
وَلَــم يَـروَ ظـامٍ يَقصـُدُ اللُجَـجَ الخُضـرا
فَشــا خَــوفُهُ فــي الـرومِ حَتّـى حُسـامُهُ
لَهُــم صــَنَمٌ ســَنّوا السـُجودَ لَـهُ جَهـرا
وَأَحســــَبُهُم قَــــد ثَلَّثـــوهُ فَـــإِنَّهُم
يَرَونَ عَلَيهِ النورَ وَالمارَ الماءَ وَالجَمرا
لَقَــد عــاقَهُم عَــن كُــلِّ وَجــهٍ وَمَـذهَبٍ
فَأَمســَوا وَهُــم ســُكّانُ أَوطـانِهِم أَسـرى
غَــذا حَيــوانَ البَــرِّ وَالبَحــرِ ســَيفُهُ
فَلَـــو نَطَقَـــت قــامَت تُقَرِّظُــهُ جَهــرا
بِمَلحَمَـــةٍ فــي البَحــرِ تُشــبِعُ حــوتَهُ
وَفـي البَـرِّ أُخـرى تُشـبِعُ الذيبَ وَالنَسرا
جَــوارٍ إِذا المَـوجُ الخِضـَمُّ اِزدَهـى بِهـا
تَخَيَّلتَهـــا الكُثبـــانَ حامِلَــةً زَهــرا
مَســاعٍ ثَنَــت شــاكي السـِماكينِ أَعـزَلا
جَبانـــــــاً بِهـــــــا النَصــــــرا
وَمَرقــىً ســَما عِنــدَ الســُها وَمَســالِكٌ
إِلـى المَجـدِ لَـم تُشـرَع فَمَذهَبُها الشِعرى
بَصــيرٌ بِطُـرقِ البَـأسِ وَالجـودِ لَـم تـزَل
وَقــــائِعُهُ جَهـــراً وَمَعروفُـــهُ ســـِرّا
لَـــهُ ســـِيَرٌ أَذكَرنَنـــا عُمَــراً إِلــى
مَواقِــفَ فــي الهَيجـاءِ أَنسـَينَنا عَمـرا
رَبيــعَ النَـدى نـورَ الهِدايَـةِ لَـم يَـزَل
فَيَنصــــُرُ مُقتَـــرّاً وَيُطعِـــمُ مُعتَـــرّا
إِذا مـا اِحتَـبى في القَومِ أَو خَطَرَ اِقتَدى
بِحِكمَتِـــهِ لُقمـــانُ أَو عَـــزَهُ كِســـرى
يَقــــودُ عَصـــِيّاتِ القُلـــوبِ بَيـــانُهُ
فَلَـــولا تُقـــاهُ كُنــتُ أَحســَبُهُ ســِحرا
مَحِيّـــاً ضــِياءُ الشــَمسِ فيــهِ ذُبالَــةٌ
وَكَــفٌّ يَميــنُ الغادِيــاتِ لَهــا يُســرى
وَلَـــو أَنَّ عِنــدَ الزُهــرِ بَعــضَ خِلالِــهِ
لَمـا كـانَ رَأيُ العَيـنِ يَستَصـغِرُ الزُهـرا
لَئِن جــاءَ فــي أُخــرى الزَمـانِ زَمـانُهُ
فَـــإِنَّ ذُبــابَ الســَيفِ أَشــرَفُهُ قَــدرا
أَتـــى بَعــدَهُم أَعلــى وَأَنجَــدَ مِنهُــمُ
كَمـا شـُفَعُ الأَعـدادِ فـي الرُتبَـةِ الصُغرى
حَكـى يوسـُفاً فـي العَـدلِ وَالصِدقِ واِغتَدَت
عَطايـــاهُ نيلاً وَاِغتَــدَت ســَبتَةٌ مِصــرا
وَكــانَت ثُغـورُ الغَـربِ تَبكـي أَسـىً فَقَـد
غَــدا كُــلُّ ثَغـرٍ مـا عَـدا سـَبتَةً ثَغـرا
تَــــدومُ عَطايــــاهُ وَيُحمَـــدُ غِبُّهـــا
وَصــَوبُ الحَيــا إِن دامَ إِلمــامُهُ ضــَرّا
وَمــا فــي أَيــاديهِ الكَريمَــةِ مَطعَــنٌ
تُعــــابُ بِــــهِ إِلّا تَعَبُّـــدُهُ الحُـــرّا
مَلَأتُ يَــدي مِنــهُ وَمِــن نَجلِــهِ الرِضــى
وَمَــن رُزِقَ اليُسـرَينِ لَـم يَرهَـبِ العُسـرا
وَأَنَّــسَ مِــن وَحــشِ المُنــى جــودُ كَفِّـهِ
وَأَلبَــسَ أَعطــافي بِــرودَ المُنـى خُضـرا
أَلا واِلبِـــــــــــس النُعمــــــــــى
أَبــو القاسـِم المَعيِـي الكِـرامَ بِغايَـةٍ
مِـنَ السـَبقِ فيهـا يَحسـُدُ القَـرَّحَ المُهرا
إِذا نـــالَ بِالأَهـــلِ القَضـــاعيُّ خُلَّــةً
مِـــنَ الفَضــلِ زادَتــهُ ســَجِيَّتُهُ عَشــرا
خَلَعــتَ عَلــى عِطفَيــهِ مَجــدَكَ فَاِرتَــدى
كَـذا الأَصـلُ يَكسـو فَرعَـهُ الـوَرَقَ النَضرا
تَحَلّــى المَعــالي فــي صــِباهُ وَإِنَّمــا
يُـرى الحِلـيُ مِـن بَينِ الأَنامِلِ في الصُغرى
وَتَـــمَّ ثَنـــاءً فــي الشــَبابِ وَهَكَــذا
تَـرى الـرَوضَ فـي أَسـحارِهِ يَبعَـثُ النَشرا
أَتــاكَ وَقَــد أَضــحى مِـنَ الخَشـيِ قَلبُـهُ
وَلا أَضــلُعٌ تَحــويهِ إِلّا القَنــا السـُمرا
بِحَيـــثُ بَـــدَت عـــوجُ القِســيِّ أَهِلَّــةً
وَقَــد أَحــدَقَت مِــن وَجهِـهِ قَمَـراً بَـدرا
لَعَمـــري لَقَـــد حـــاطَ البِلادَ مَســيرُهُ
وَأَوســـَعَها حُســـناً بِـــأَوبَتِهِ الغَــرّا
هُـــوَ الكَــوكَبُ الــدُرِّيُّ يَحــرِسُ أُفقَــهُ
إِذا اِنقَــضَّ أَو يَكســوهُ نـوراً إِذا قَـرّا
بِطَنجَـــةَ لَمّــا ســارَ يَتبَعُــهُ الرِضــى
وَســـِبتَةَ لَمّـــا زارَ تَقــدُمُهُ البُشــرى
كَمـــا اِختَــرَقَ الغَيــثُ البِلادَ مُحَبَّبــاً
تَهُــــشُّ لَــــهُ أَرضٌ وَتَشـــكُرُهُ أُخـــرى
أَلا هَكَــذا فَليَســعَ لِلمَجــدِ مَــن ســَعى
وَيَجــري لِآمــادِ المَكــارِمِ مَــن أَجــرى
وَدونَـــكَ أَبكــارَ القَــوافي وَإِن بَــدا
عَلَيهــا حَيــاءٌ فَهُـوَ مِـن شـِيَمِ العَـذرا
مُنَضــــَّرَةً بيـــضَ الوُجـــوهِ تَخالُهـــا
عَلــى صــَفحَةِ الطَـرسِ الـدَراريَّ وَالـدُرّا
بَنـــو العَبـــدِ رَقٌّ مِثلُـــهُ وَخَــواطِري
عَبيــدُكَ لَكِــن تُنتِــجُ الكَلِــمَ الحُــرّا
أَمِنــتُ بِــكَ الأَيــامَ بَــل خِفتُهـا فَقَـد
أَفَــدتُ غِنـىً أَخشـى عَلـى مِثلِـهِ الـدَهرا
إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق.شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن سبتة بالمغرب الأقصى. وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا.