
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهـدى التَلاقـي صـُبحَ وَجهِكَ مُسفِرَا
فَحَمِـدتُ عِنـدَ الصُبحِ عاقِبَةَ السُرى
اللَـهُ أَكبَـرُ قَـد رَأَيـتُ بِكَ الَّذي
يَلقــاهُ كُــلُّ مُكَبِّــرٍ إِن كَبَّــرا
أُمنِيَّــةٌ قَــد أَبطَـأَت لَكِـن حَلَـت
كَالنَخــلِ طــابَ قِطـافُهُ وَتَـأَخَّرا
مـا ضـَرَّني مَع رُؤيَةِ الحُسنِ الرِضى
أَنّــي أُفـارِقُ مَوطِنـاً أَو مَعشـَرا
إِذ أُفقُـــهُ كُــلُّ البِلادِ وَعَصــرُهُ
كُـلُّ الزَمـانِ وَشَخصـُهُ كُـلُّ الـوَرى
دارُ المَكــارِمِ وَالمَناســِكِ دارُهُ
فَتَــوَخَّ فيهـا مَشـرَعاً أَو مَعشـَرا
دارٌ تَــرى دُرَّ الثَنــاءِ مُنَظَّمــاً
فيهــا وَدُرَّ المَكرُمــاتِ مُنَثَّــرا
إِحســــانُهُ مُتَيَقِّـــظٌ لِعُفّـــاتِهِ
وَمِـنَ العُلا الكَـرَمَ الأَكـدَرا كَـذا
تَــأميلُهُ نــورٌ لِقاصــِدِ بــابِهِ
فَتَظُــنُّ مَـن يَسـري إِلَيـهِ مُهَجِّـرا
يَلقـى ذَوي الحاجـاتِ مَسروراً بِهِم
فَكَــأَنَّ ســائِلَهُ أَتــاهُ مُبَشــِّرا
يَرضى الكَفافَ تُقىً مِنَ الدُنيا وَلا
يَرضـى الكَفـافَ إِذا تَلَمَّـسَ مَفخَرا
لَــم أَدرِ قَبــلَ سـَماحِهِ وَبَيـانِهِ
أَنَّ الفُـراتَ العَذبَ يُعطي الجَوهَرا
يـا أَهـلَ سـَبتَةٍ اِشـكُروا آثـارَهُ
إِنَّ المَــواهِبَ قَيـدُها أَن تُشـكَرا
هُــوَ بَينَكُــم سـِرُّ الهُـدى لَكِنَّـهُ
لِجَلالِـهِ السـِرُّ الَّـذي لَـن يُسـتَرا
هُــوَ فَــوقَكُم لِلأَمــنِ ظِـلٌّ سـابِغٌ
لَــو أَنَّ ظِلّاً قَــد أَضــاءَ وَنَـوَّرا
مــا كُـلُّ ذي مَجـدٍ رَأَيتُـم قَبلَـهُ
إِلّا العُجالَـةَ سـُبِّقَت قَبـلَ القِـرى
أَغنـــاكُم وَأَزالَ رِجســاً عَنكُــمُ
كَـالغَيثِ أَخصـَبَ حَيـثُ حَـلَّ وَطَهَّـرا
فَالأُســدُ مِــن صــَولاتِهِ مَــذعورَةٌ
وَالطَيـرُ مِـن تَـأمينِهِ لَـن تُذعَرا
فَهُـوَ الَّـذي سـَفَكَ الهِبـاتِ مُؤَمِّلاً
وَهُـوَ الَّـذي حَقَـنَ الـدِماءَ مُدَبِّرا
فَكَســانِيَ الآمــالَ غَيثـاً أَخضـَراً
وَكَفـى بَنـي الأَوجـالِ مَوتاً أَحمَرا
اِسـتَخلَصَ اِبـنُ خَلاصٍ الهِمَـمَ الَّـتي
بَلَـغَ السـَماءَ بِهـا وَيَبغي مَظهَرا
مِلـءُ المَسـامِعِ مَنطِقاً مِلءُ الجَوا
نِـحِ هَيبَـةً مِلـءُ النَـواظِرِ مَنظَرا
لَـو أَنَّ عِنـدَ النَجـمِ بَعـضَ خِلالِـهِ
مـا كـانَ في رَأيِ العُيونِ لِيَصغَرا
لَمّــا تَكَــرَّرَ كُــلَّ حيــنٍ حَمـدُهُ
نَسـيَ الـوَرى ثِقـلَ الحَديثِ مُكَرَّرا
ســَهُلَت لَــهُ طُـرُقُ العُلا فَتَخـالُهُ
مَهمـا اِرتَقـى فـي صَعبِها مُتَحَدِّرا
فَــردٌ تُصــَدِّقُ مِـن عَجـائِبِ مَجـدِهِ
مـا فـي المَسالِكِ وَالمَمالِكِ سُطِّرا
مـا إِن يَزالُ لِما أَنالُ مِنَ اللُها
مُتَناســـِياً وَلِوَعـــدِهِ مُتَــذَكِّرا
يــا كَعبَـةً لِلمَجـدِ طـافَ مُحَلِّقـاً
مَجـدُ السـَماكِ بِهـا فَعـادَ مُقَصِّرا
أَطــوادُ عِــزٍّ فَـوقَ أَنجَـدَ نـائِلٍ
وَكَأَنَّمــا بُركانُهـا نـارُ القِـرى
يـا رَحمَـةً بِـالغَربِ شـامِلَةً بَـدَت
فيـهِ أَعَـمَّ مِـنَ النَهـارِ وَأَشـهَرا
حِمــصُ الَّـتي تَـدعوكَ جَهِّـز دَعـوَةً
لِغَياثِهــا إِن لَـم تُجَهِّـز عَسـكَرا
قَــد شـِمتُ بَهجَتَهـا مُوَلِّيَـةً عَلـى
حَــرفٍ كَمـا زارَ النَسـيبُ مُعَـذِّرا
حُفَّـت مَصـانِعُها الأَنيقَـةُ بِالعِـدا
فَتَــرى بِسـاحَةِ كُـلِّ قَصـرٍ قَيصـَرا
مـا تَعـدَمُ النَظَـراتُ حُسناً مُقبِلاً
مِنهـا وَلا الحَسـَراتُ حَظّـاً مُـدبِرا
نَفسـي قَـد اِختـارَت جِـوارَكَ عَودَةً
فَلتَرحَــمِ المُتَحَيِّــرَ المُتَخَيِّــرا
إِن ضـَلَّ غَيـرُكَ وَهُـوَ أَكثَـرُ ناصِراً
وَنَهَضــتَ لِلإِســلامِ وَحــدَكَ مُظهَـرا
فَــالبَحرُ لا يُـروي بِكَـثرَةِ مـائِهِ
ظَمَــأً وَرُبَّ غَمامَـةٍ تُحيِـي الثَـرى
كَـم غِبـتُ عَنكَ وَحُسنُ صُنعِكَ لَم يَزَل
عِنـدي عَـبيراً حَيـثُ كُنـتَ وَعَنبَرا
وَالنَبـتُ عَـن لُقيا الغَمامِ بِمَعزَلٍ
وَيَـبيتُ يَشـرَبُ صـَوبَهُ المُسـتَغزِرا
تَنــأى وَتَـدنو وَالتِفاتُـكَ واحِـدٌ
كَالفِعــلِ يَعمَـلُ ظـاهِراً وَمُقَـدَّرا
لَـم أَدرِ قَبـلَ فِراقُكُـم أَنَّ العُلا
أَيضــاً تَسـومُ مُحِبَّهـا أَن يَسـهَرا
كَفّــاكَ تُقــتُ إِلَيهِمـا وَأَراهُمـا
لِعِلاجِ ســُقمي زَمزَمــاً وَالكَـوثَرا
فَاِمــدُد أُقَبِّـل ثُـمَّ أَحلِـفُ أَنَّنـي
قَبَّلـتُ فـي الأَرضِ السَحابَ المُمطِرا
إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق.شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن سبتة بالمغرب الأقصى. وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا.