
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا فـاترَ اللحـظِ قد أضرمتَ أحشائي
لــولاكَ مـا سـهِرَت بالليـل عينـائي
مـن سـين ثغـرِكَ دمـع العيـنُ منهَمَلٌ
وواوُ صـُد غـكَ تسـبى مقلـةَ الـرائي
مُـذ صـَحَّ بعـدُكَ زاد السـقمُ في بدَني
وقــرَّبَ الشـوقُ منّـي شخصـكَ النـائي
أنـتَ الخليـلُ فلا تجـزَع لنـارِ هـوى
فـي القلـب منـى ولا مـن حرّ أحشائي
أمــا رأيـك فـؤاد الصـبّ مـن ولـه
وهـو الغريـق هـوىً فـي بحـر أهواء
كـذاكَ طرفـى ذبيـحُ السـهدِ وهو إلى
ســـحر بعينيــكَ يصــبو لا لإغفــاءِ
لا تقطـع الوصـلَ وارفع ما خفضتَ جفا
واجـزَم بنصـب عـزائي بيـن أعـدائي
وصــاحب بــاتَ يلحــاني ويســألني
مـن ذا تحِـبُّ ودضـع كتمـيُ وإخفـائي
أحبَبتـــهُ ولســـانيِ لا يطـــاوِعُني
كــأنّني ثمِــلٌ مــن رشــفِ صــهباءِ
الحـالُ يغنيـكَ عـن تمييـز معرفَـتي
فمبتـــدأ خــبرى أفعــالُ أســماءِ
هيفـاءُ كالغصـنِ فـي ليـنٍ وفـي هيفٍ
وكالغزالـــة فــي نــورِِ وأضــواءِ
قـد فرَّقَـت بيـن طرفـي والكرى عبثاً
وألفــت بيــن أســقامي وأعضــائي
فمـاءُ عينـي جـرى مـن مـاء وجنتها
ونـارُ قلـبي عـدت مـن وقـدها دائي
غنّـى بهـا المطـربُ العُتـبيُّ من شغَفٍ
لمـا تغـزّل فيهـا الشـاعرُ الطـائي
أوَّدت فعالــك يــا أسـما بأحشـائي
واحيرتــي بيــن أفعــالٍ وأســماءِ
إن كــان قلبـكِ صـخراً مـن قسـاوتِه
فــإنّ طــرفَ المعنــى طـرفُ خنسـاء
ويــحَ المعنّـى الـذي عـذبتِ مهجتـهُ
مــاذا يكابِــدُ مـن أهـوال أهـواءِ
قـامت قيامـة قلـبي فـي هـواك فإن
أسـكُت فقـد شـهدَت بالسـقمِ أعضـائي
وأمرَضــَتني جفــونٌ منـك قـد مرِضـَت
وكـان أنجـحَ مـن طيـبِ الـدوا دائي
سـُكرى أفيضـت أبـاريق المـدام بـه
فرجَّعَــت صــوتَ تمتــام وفــأ فـاء
يـــا صـــاحِبيَّ أقلّا مــن ملامِكُمــا
ولا تزيـــدا بتــذكار الأســى دائي
هــذي الريـاضُ عـن الأزهـار باسـمة
كمــا تبســمَ عجبــاً ثغــرُ لميـاءِ
والأرضُ ناطقــة عــن صــنع بارئهـا
إلــى الــورى وعجيـبٌ نطـق خرسـاء
فمـــا يصــُدُّهُما والحــالُ داعيــةٌ
عــن شــربِ فاقعــةٍ للهــو صـهباء
مــن كــفّ أغيــدَ يحـدوها مشَعشـعةً
كمــا تــأوّد غصــنٌ تحــتَ ورقــاءِ
يـا سـرحةَ الشـاطىءِ المنسابِ كوثَرهٌ
علـى اليـواقيت فـي أشـكال حصـباءِ
حلَّــت عليـك عزاليهـا السـحابُ إذا
نــوءُ الثريـا اسـتهلَّت ذات أنـداء
وإن تبســّم فيــك النـورُ مـن جـذلٍ
ســقاكَ مــن كــلِّ غيـثٍ عيـنُ بكّـاء
رُحمـاك بـالوارفِ المعهـودِ منكِ فكم
لنــا بظلِّــكِ مــن أهــوى وأهـواءِ
بإطبَّـــةً بفنــونِ القيــظِ عالمــةً
أنـت الشـفاء لنـا مـن كـل رمضـاء
لا صـوّحَ الـدهرَ منـك الزهرُ وانبجسَت
عليـــك كــلّ هتــون الــودق دراء
وكـم نزلنـا مثيلاً منك ما حميت حمى
الهجيــــر أذا قننــــاً بحـــرّاءِ
نظــلُّ مـن فيئك الفضـفاض فـي ظُلَـلٍ
مــن الغمــام يقينــا كــلّ ضـراء
عصــابة الشــرب أمّـوا روض زاهـرةٍ
تعّـــزى لأكـــرم أخـــوال وآبــاء
خمــائل الــروض منشـاها ومرضـعُها
ضــرعُ النميريـن مـن نيـلّ وأنـواء
فاسـتمهدَت روضـها المخضـَلَّ وافترشت
نجـمَ الربـا ورقَـت عرشاً على الماءِ
قريــرةُ العيــن بالأنســامِ بـارِدَة
القلـب الـذي لـم تنَلـهُ غيـرُ سرّاءِ
فقيـلُ نعمـان بـل مغنـى حمـائم بل
كنــاسُ آرام بــل أفيــاءُ درمــاء
لهــا مطــارف ظـل سجسـج فمصـيفُها
قُــــرٌ يعــــادلُ طيـــبَ مشـــتاءِ
قديمـة العهـدِ هزتهـا الصـبا فغدَت
وهــي العجـوز تهـادى مشـى مرهـاء
لا يـدركُ الطـرف أقصـاها علـى كلـل
حــتى يعــودَ لــهُ لحظــاتُ حــولاءُ
وصــوتُ بلبُلهــا الراقـي ذرا غصـنٍ
فـي حلّـةٍ مـن دمقـس الريـشِ دكنـاء
كقــرع ديـريّ بنـا قـوسٍ علـى شـرفٍ
مســـبح فـــي ظلامَ الليــل دعّــاء
حقيّــةُ حيــثُ أحنــت الضـلوع علـى
نــار لشــجوى بهــا لا حـب لميـاءِ
تهكمــت بــي فلـم تضـمُم أضـالِعَها
علــى الهـوى وحنتهـا علـى المـاء
بدبعـةُ الحسـن قـد فاز الجناس لها
مــن المعــاني بأفنــانٍ وأفنــاء
وقـام عنهـا لسـان الحـالِ ينشـدُنا
للهـــوكم أرجٌ مــن بيــن أرجــاء
وكــم طربـتُ لمـا أبـدتهُ مـن ملـح
يصــبو لهــا كــلّ ذي عقــلٍ وآراء
وجـدتُ بـالتبر مـن مـالي ومن أدبي
فصـرت فـي كـل حـالٍ منهمـا الطائي
كأنهـا مـن جنـان الخلـد قـد كملت
حســنا وحســبك مــن خضـراء لفّـاء
كـأنّ أغصـانَها اللـدن الرشـاق إذا
هصــرت أعطافُهــا أعطــافُ وطفــاء
كأن صمغتها الحمرا بقشرتها الدكنا
ء قـــرصٌ علـــى أعكـــان ســمراء
كأنهـا فـوق دعـص المـوج إذ سـبحت
هضــــابه ســـبح وادٍ ربّ أفيـــاء
مـالت إلى النهر إذ جاش الخرير به
كأنهــــا أذنٌ مــــالت لإصــــغاء
كأنمــا النهــر مـرآةٌ وقـد عكفَـت
عليـــه تـــدهشُ مـــن حســنٍ ولالاء
ذو شـاطىء راق غـبّ القطـر فهو على
نهـــر الأبلّـــة يُـــزرى أي إزراء
كــأنه عنــد تحريــك النسـيم لـه
فرنـــذ ســـيف صـــقلتهُ كــفّ جلاء
كـــأنه شــبكٌ مــن لؤلــؤ نظمــت
أو جــوهر الســن أو تحبيـك وشـّاء
كــأنه حيــنَ يجــرى زُرقــةً وصـفا
رقــراق عيــنٍ بــوجه الأرض شــهلاءِ
إذا شـــدون حمامــاتُ الأراك علــى
شـــطانه فالــدنا مغنــى بغنّــاء
ورقٌ تغنّـــت بجنّــات رتعــنَ علــى
عيــدانها فأرتنــا رقــصَ هيفــاء
مـن كـلّ ورقـاء فـي الأفنـان صادحةٍ
بيـــن الحــدائقِ فيحــاء زهــراء
باكرتهــا فـي سـراةٍ مـن أصـاحبنا
لا ينطـــوون علــى بغــض وشــحناء
تــذاعبوا بمعــاني شـعرهم فـأروا
ظــرف الأحبّــة فــي ألفـاظ أعـداء
مـن كـل شـيخ مجـونٍ فـي لبـاس فتى
يقــرى المجــونَ بقـولٍ دون فحشـاءِ
علي بن عمر بن قزل التركماني الياروقي المصري، سيف الدين، المشدّ.شاعر، من أمراء التركمان، كان (مشدّ الديوان) بدمشق، ولد بمصر، وتقلب في دواوين الإنشاء، وتوفي بدمشق.له (ديوان شعر- خ).