
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خُـذها فَصـَبغُ الظَلامِ قَد نَصَلا
وَذَيلُـهُ بِالسـَنا قَـدِ اِشتَعَلا
وَأُقحُـوانُ الرُبـى بَـدا سَحَراً
وَأُقحُـوانُ النُجـومِ قَـد ذَبُلا
وَالوَردُ مِثلُ الخُدودِ قَد دَمِيَت
مِـن نَرجِـسٍ حَدَّقَت لَها المُقَلا
يَســقيكَ مِـن كاسـِهِ وَنـاظِرِهِ
دُرّاً بِكاســـَي صــَبابَةٍ وَطِلا
تَختَـدِعُ السـُكرَ مُقلَتـاهُ فَإِن
نَبَـت بِـهِ الكاسُ كانَ مُستَحِلا
إِن وَعَـدَ الوَصـلَ سـينُ طُرَّتِـهِ
قَـرَأتُ فـي عارِضـَيهِ لَفظَةَ لا
أَيَّــدَ حُبّــي كِتــابُ عارِضـِهِ
كَـذلِكَ الكُتـبُ تَعضـَدُ المَلَلا
لا تَعــذُلوني عَلــى مَحَبَّتِــهِ
فَسـَيفُ عَينَيـهِ يَسـبِقُ العَذَلا
مُســـــَلَّطٌ لا أَذُمُّ قُــــدرَتَهُ
وَظــالِمٌ أَشــكُرُ الَّـذي فَعَلا
وَباخِــلٌ بِــالنَوالِ عــادَتُهُ
قَــد عَلَّمَتنـي بِحُبِّـهِ البَخَلا
فَهاتِهــا وَاِســقِني بِراحَتِـهِ
وَطـاوِعِ اللَهوَ وَاِعصِ مَن عَذَلا
راحٌ يَزيـنُ الحَبـابُ حُمرَتَهـا
كَمـا يَزيـنُ التَبَسـُّمُ الخَجَلا
يُقَلِّــدُ المـاءُ جيـدَها دُرَراً
يَنهَبُهـا الشـَربُ بَينَهُم نَقَلا
إِن جَـدَّدَت بِـالمِزاجِ حِليَتَهـا
جَـدَّدَت شـُرباً يَسومُها العَطَلا
حاكِمُهـا يَظلِـمُ العُقـولَ وَلا
تَصـلُحُ حـالُ النُفوسِ إِن عَدَلا
نَجـمٌ لِلَيـلِ الهُمومِ أَكثَرُ ما
يَكشـِفُ تِلـكَ الدُجى إِذا أَفَلا
قُلـوبُهُم في جَنى النَعيمِ بِها
وَإِن بَـدَت فـي وُجـوهِهِم شُعَلا
قَـد يَنتُـجُ الضـِدُّ ضـِدَّهُ وَإِذا
شـِئتَ فَجـودَ الوَزيرِ خُذ مَثَلا
رَفيعَنـي حَظُّـهُ الحِمـامَ كَمـا
قَـد صـانَ وَجهي بِكُلِّ ما بَذَلا
يَـأتي بِلا مَوعِـدٍ نَـداهُ فَلَـو
كــانَ كَلامـاً لَكـانَ مُـرتَجَلا
لَـوِ اِكتَفـى سـاطِياً بِهَيبَتِـهِ
كَفَتـهُ بيـضَ السـُيوفِ وَالأَسَلا
أَو لَـم يُنِـل غَيـرَ بِشرِهِ صِلَةً
أَرضـى بِهـا كُـلَّ سـائِلٍ سَأَلا
يَقتَـرِعُ البَحـرُ وَالغمامَةُ مَن
أَدناهُمـا مِـن سـَماحِهِ سـُبُلا
تَـاللَهِ مـا شَرَّفَ السَحابَ سِوى
أَن ضـــَرَبوها لِجــودِهِ مَثَلا
وَلا بِلُــجِّ البِحـارِ مِـن كَـرَمٍ
إِلّا جِــوارٌ بِــدارِهِ اِتَصــَلا
كَــأَنَّ جَــدوى يَـدَيهِ مَأدُبَـةٌ
دعـا إِلَيهـا بِبِشـرِهِ الجَفَلى
لِلنَفــعِ وَالضـُرِّ عِنـدَهُ شـِيَمٌ
أَمَــرَّ فيهــا لِطــاعِمٍ وَحَلا
كَأَنَّمــا طَعـمُ عـادَتَيهِ هَـوى
بَـرَّحَ فيهـا العِتابَ وَالقُبَلا
لِاِبــنِ خَلاصٍ مُحَمّـدٍ هِـيَ تُهـدى
فَقَــد حَكَــت مَــدحَهُ غَــزَلا
فـاقَت بِـهِ سـَبتَةُ البِلادَ كَما
دَولَـةُ يَحيى قَد فاقَتِ الدُوَلا
وَاِعتَـدَلَ الـدَهرُ حينَ حَلَّ بِها
فَكـانَ شَمسـاً وَكـانَتِ الحَمَلا
أَحَبَّــهُ النــاسُ دونَ مُختَلِـفٍ
كَمـا أَحَبّـوا الشَبابَ مُقتَبَلا
أَجنـي بِـهِ زُخرُفَ المَعيشَةِ إِذ
لَـم يُبـقِ لـي جودُ كَفِّهِ أَمَلا
بَلَّغَـهُ اللَـهُ في الكَمالِ مَدىً
إِلَيـهِ تَصبو الوَرى وَقَد فَعَلا
إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق.شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن سبتة بالمغرب الأقصى. وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا.