
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَجَلَّـــى شـــِهَابُ للســَّعَادَةِ آفِــلُ
وأخصــَبَ مَرعًــى لِلمَكَــارِمِ مَاحِــلُ
وَرَاقَ مُحَيَّــا الـدَّهرِ وَافتَـرَّ ثَغـرُهُ
وَحُلِّــيَ جِيــدٌ مِنــهُ وَاشـتَدَّ كَاهِـلُ
فَغُــرُّ اللَّيَـالِي تَسـحَبُ الأمـنَ حُلَّـةً
كَمَــا سـَحَبَت وَشـيَ البُـرُودِ عَقَـائِلُ
وَقَــد أخَــذَت كَـفُّ الإمَـارَةِ فَخرَهَـا
كَمَـا أخَـذَت حُسـنَ الحُلِـيّ العَوَاطِـلُ
بِمَـن جَـاوَزَ الغَايَـاتِ حَتَّـى لَوَ أنَّهُ
أرَادَ الــدَّرَارِي أمَّهَـا وَهـوَ نَـازِلُ
فَتًـى لَـم تَنَـم إلاَّ بِنَـائِلِهِ المُنَـى
كَـــأنَّ أكُــفَّ المَــانِحِينَ بَوَاخِــلُ
وَلَــم تَضــحَكِ الأيَّــامُ إلاَّ لِــوَجهِهِ
كَــأنَّ اللَّيَـالِي السـَّالِفَاتِ ثَوَاكِـلُ
يَجُــوزُ الأمَـانِي مِنـهُ غَيـرُ حَسـُودِهِ
وَيُــدرِكُ مِنـهُ السـُّؤلَ إلاَّ المُخَاتِـلُ
بِهِمَّتِـــهِ إلا عَــنِ المَجــدِ مُعــرِض
وَفِـي حُكمِـهِ إلاّ عَلَـى المَـالِ عَـاذِلُ
أهَــــانَ وَأعلـــى وَفـــدَهُ وتلاده
فَمَــا عــزّ مَطلُــوب وَلاَ ذَلَّ ســَائِلُ
يُقِــرُّ لَــهُ بِالفَضــلِ وَافٍ وَنَــاقِصٌ
وَيَقضــِي لَـهُ بِـالعِلمِ حَـبرٌ وَجَاهِـلُ
وَحَتَّـى النُّجُـومُ الزُّهـرُ تَجرِي بِأمرِهِ
وَحَتَّــى لِسـَانُ الـدَّهرِ عَنـهُ يُجَـادِلُ
ثَنَـاءٌ بِزَهـرِ الـرَّوضِ فِي الأرضِ مُرتَدٍ
وَمَجـدٌ بِفَخـرِ النَّجـمِ في الأفقِ نَازِلُ
وَذِهــنٌ هُـوَ المِصـبَاحُ لَكِـن فَرَاشـُهُ
صـًرُوفُ الـدُّنَا وَالحَادِثَـاتُ النَّوَازِلُ
تَغُـورُ الـدَّرَارِي غَيـرَةً مِـن صـِفَاتِهِ
وَتَلبَــسُ أثـوَابَ الخُمُـولِ الخَمَـائِلُ
جَـزَى السـُّوءَ بِالحُسنَى سَمَاحاً كَأنَّمَا
لَــدَيهِ ذُنُــوبُ المُجرِمِيــنَ وَسـَائِلُ
وَدَاوَى جُنُــونَ الحَادثَــاتِ وإنَّمَــا
تَمَائِمُهَـا مِنـهُ السـَّجَايَا الفَوَاضـِلُ
بِمُلــكِ أبِــي عُثمَـانَ أًنشـِرَ غَـابِرٌ
وَشـــُيِّدَ مُنهَـــدٌ وَجُـــدّدَ مَاثِـــلُ
تَعَجَّبــتُ مِــن إيجَـازِهِ وَهـوَ قَـائِلُ
عَلَـى كَـثرَةِ اسـتِغرَاقِهِ وَهـوَ فَاعِـلُ
فَلَــو لاَ غُـرُورُ الـدَّهرِ شـَبَّهتُهُ بِـهِ
وَلَكِــــنَّ ذَا وَافٍ وَذَلِـــكَ خَاتِـــلُ
فَلَـو لَـم يُفَـرَّج عَـن قُرَيـشٍ قَبِيلَـةً
لَكَـانَ لَـهُ فـي المُكرَمَـاتش قَبَـائِلُ
كَمِــيُّ تَجَلَّــت مِــن بَنِـي حَكَـمٍ بِـهِ
ظُبـاً مَـا لَهَـا غَيرَ المَعَانِي صَيَاقِلُ
أنَـــاسٌ هُــمُ لِلمُعتَفِيــنَ نَــدَاهُمُ
بُحُـــورٌ وَلِلمُستَضـــعَفِينَ ســـَوَاحِلُ
شــَبَابٌ إذَا جَاشــَت عَلَيهِــم مَلاَحِـمٌ
كُهُــولٌ إذَا انضـَمَّت عَلَيهِـم مَحَافِـلُ
وَلَـولاَ النَّـدَى فيهِـم لَـذَابَت سِلاَحُهُم
فَهُـم تَحتَهَـا يَـومَ الهِيَـاجِ مَشـَاعِلُ
وَلَـولاَ اضـطِرَابُ البَـأسِ بَينَ بَنَانِهم
إذَن أَثمَـرَت فِيهَـا الرّمَاحُ الذَوَابِلُ
أمِيــرَ الهُـدَى إنَّ الزَّمَـانَ هَجِيـرَةٌ
وَأنـــتَ مَقِيــلٌ غَيــرُ ظِلِّــكَ زَائِلُ
لِيَهنِــكَ عِيــدٌ فــي لِقَـائِكَ عَاشـِقٌ
وَلَيـسَ لِصـَبّ هَـامَ فـي المضجدِ عَاذِلُ
رَئِيــسٌ مِــنَ الأيَّــامَ أكـرَمَ نُزلَـهُ
رَئِيـــسٌ مِــنَ الأملاَكِ ضــَخمٌ حُلاَحِــلُ
تَلَقَّـى بِعِيـدِ الفِطـرِ دُونَـكَ رَاجِعـاً
فَــأخبَرَهُ مَـا أنـتَ بِالوَفـدِ فَاعِـلُ
فَــأغرَاهُ مَـا أثنَـى عَلَيـكَ شـَقِيقُهُ
فَجَـاءَكَ لَـم تَبعُـد عَلَيـهِ المَرَاحِـلُ
كَصــَادِرِ رَكــبٍ عَنــكَ لاَقَــاهُ وَارِدٌ
فَرَغَّـــبَ فِيـــكَ الآخِرِيـــنَ الأَوَائِلُ
ألاَ كُــلُ يَــومٍ فــي جَنَابِـكَ مَوسـِمٌ
جَدِيــدٌ وَلَكِــن أنـتَ لِلضـَّيفِ قَابِـلُ
بَــرَزتَ لَـهُ مَـا بَيـنَ بَـأسٍ وَزِينَـةٍ
وَفي الرُّعبِ عَن أن يَنظُرَ الحُسنَ شَاغِلُ
وَلاَ شــَجَرٌ فِـي الأرضِ إلاَّ مِـنَ القَنَـا
وَلاَ أنجُــمٌ فِـي الأفـقِ إلاَّ المَنَاصـِلُ
وَحَولَــكَ مِــن عُــوجِ القِسـِيّ أهِلَّـةٌ
تَوَســـَّطَهَا بَـــدرٌ لِوَجهِــكَ كَامِــلُ
وَكُــلُّ شــُجَاعٍ ســَيفُهُ حَاســِدٌ لَــهُ
وَعاشـِقُ هَـامٍ فَهـوَ مِـن ذَيـنِ ناحِـلُ
وُجُــوهٌ كَمَــا ســَلوهُ غُــرُّ بَوَاسـِمُ
قُــدُودٌ كَمَــا هَــزُّوهُ لُـدنٌ مَـوَائِلُ
عَـزَزتَ فَـإن تَخشـَع فَمِن كَثرَةِ العُلاَ
وَســـِلكُ العُلاَ فِـــي دُرّةِ مُتَضــَائِلُ
وَلَــم أدرِ أنَّ الشـَّمسَ قَبلَـكَ صـُورَةٌ
لشـــَخصٍ وَلاَ أنَّ النُّجُـــومَ شــَمَائِلُ
وَلَـولاَكَ لـم يسـكُن مـنَ الشِّركِ طَائِشٌ
وَلاَ ذَلَّ مُعتَـــــزُّ وَلاَ لاَنَ صـــــَائِلُ
فَمَــن خَـذلَتهُ فـي الحُـرُوبِ جُنُـودُهُ
فَـأنتَ الَّـذِي الأعـدَاءُ عَنـهُ تُنَاضـِلُ
وَمَـن حَـاز لَفظَ النَّصرِ من لَفظِ قَاهِرٍ
فَقَـد حُـزتَ مَعنَى النَّصرِ وَاسمُكَ فَاضِلُ
وَمَــن كَـانَ يَسـعَى لِلمَقَاتِـلِ سـَهمُهُ
فَأســهُمُكُم تَسـعَى إلَيهَـا المَقَاتِـلُ
تــدَاوي بليــن تحتــه شـدّة وَمَـا
يـدُوم خضـابٌ عَـن سـوَى الشَّيب ناصِلُ
تُضــَاهِي فَتُغنِــي عـن مَقَـالِ مُرَجَّـحٍ
أيُحكَــمُ وَالخَصــمَانِ قِــسُّ وَبَاقِــلُ
هَـبِ المُلكَ شَيئاً يُشرِ كُونَكَ في اسمهِ
فَهَـل يَسـتَوِي فِـي الرُّمحش زُجُّ وَعَامِلُ
وَلَـو كُـلُّ حُسـنٍ رَاقَ فـي كـلّ مَوضـِعٍ
إذَن حَسـَدَت سـُودَ العُيُـونِ المَكَاحِـلُ
إذَا مَـا جَبَـانٌ حُمِّـلَ الدّرعَ لَم يُفِد
ســِوَى أنَّــهُ مِــن عَضــّهَا مُتَثَاقِـلُ
ألاَ كُــلُّ مُلــكٍ لَــم تَسُســهُ مُضـَيَّعٌ
وَكُـلُّ إحتجَـاجٍ لَـم يَقُـم بـكَ بَاطِـلُ
وَفِــي كُــلّ صـَدرٍ مِنـكَ حُـبُّ مُخَـامِرٌ
يُمَــــازِجُهُ رَوعٌ هُنَـــاكَ مُـــدَاخِلُ
وَلَـو أمِـنَ الإنسـَانُ مِـن شـَرّ نَفسـِهِ
لَمَـا هَـابَ حَـدَّ المُرهَفِ العَضبِ حَامِلُ
أتَتنَــا بِـكَ الأيَّـامُ عِنـدَ مَشـِيبِهَا
كَمَـا جَلَبَـت عُـرفَ الرّيَـاضِ الأصـَائِلُ
فَـإن يَتَقَـدَّم مَـن سـِوَاكَ فَمِثـلَ مَـا
تُقَـدَّمُ مِـن قَبـلِ الفًـرُوضِ النَّوَافِـلُ
وَإن يَتَــأخَّر وَهُــوَ أخــزَى فَإنَّمَـأ
تَـــأخَّرَ لَمَّــا قَــدَّمَتكَ الفَوَاضــِلُ
كَسـَوتُ سـَوَادَ الحـبرِ باسـمِكَ رَونَقاً
فَقَـالَ الـدُّجَى يـا صـُبحُ لَونُكَ حَائِلُ
وَهَــذِي قَضــَايَا عَــن عُلاَكَ رَوَيتُهَـا
فَــإنِّي بِهَـأ وَهِـيَ الكـوَاكبُ نَـائِلُ
إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق.شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن سبتة بالمغرب الأقصى. وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا.