
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـــررت فلـــم يغــن الفــرار
مـع اللَه لم يعجز في الأرض هارب
وواللَـه مـا كـان الفرار لحالة
سـوى حذر الموت الذي أنار راهب
ولـو أننـي وفقـت للرشد لم يكن
ولكــن أمـر اللَـه لا بـد غـالب
وقـد قـادني قهـر اليـك بـذمتي
كمــا فــي رحــى الحـرب هـارب
وأجمـع كـلّ النـاس أنـك قـاتلي
وربــة ظــن ربــه فيــه كـاذب
ومــا هـو الا الانتقـام فتشـتفي
وتــترك منـه واجبـاً لـك واجـب
والا فعفــو ترتجـي اللـه فعلـه
ويجزيـك منـه فـوق ما أنت طالب
ولا نفــس الا دون نفســك فليكـن
علـى قـدرها قدر الذي أنت واهب
فما خاب من جزواك من جاء سائلا
ولا ردّ دون الســعي عنـدك راغـبُ
وقـد منحـت كفاك ما يعجز الورى
وعمّـت عمـوم الغيث منك المواهبُ
جعفر بن عثمان بن نصر، أبو الحسن، الحاجب المعروف بالمصحفي.وزير، أديب، أندلسي، من كبار الكتاب، وله شعر كثير جيد، أصله من بربر بلنسية، استوزره المستنصر الأموي إلى أن مات، وولي جزيرة ميورقة إلى أيام الناصر، ولما ولي الحكم استوزره، وضم إليه ولاية الشرطة، وآلت الخلافة إلى هشام المؤيد بن الحكم، فتقلد حجابته وتصرف في أمور الدولة، وقوي عليه المنصور بن أبي عامر بخدمته لصبح (أم هشام المؤيد) فاعتقله وضيق عليه، فاستعطفه جعفر بمنظومه ومنثوره، فلم يرق له، وصادره في ماله حتى لم يترك له ولا لأبنائه ما يسدون به أرماقهم، ثم قتله وبعث بجسده إلى أهله.