
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقــامت كرومــك فــي شــهر آب
مـن المـاء يفهـق مثـل الجوابي
فيـا حبّـذا طيبهـا فـي الخريـف
إذا قهقهـت فـي أعـالي الهضـاب
يعــــاقيب تحســـب أوجالهـــا
مــع الصـبح فيـه تيـوس تيـابي
ويــا حبــذا هـي فـي ذي معـون
إذا الصــيف ســاعدها بانسـكاب
بنضــح الــدواجن بعـد السـيول
فأبصــرت فيهـا كوشـي الزرابـي
وفـي غيرهـا مـن كـروم السـواد
إلــى حــد حرفـة تحـت الـذباب
مــن اللـوز والـورد والأقحـوان
ومـن كـل زوج مـن النبـت رابـي
فلا طيــب أطيــب مــن ريـح ورد
إذا بــات يعلــوه طـل الضـباب
وأصــبح يــأرج بيــن الكــروم
كريــح القرنفــل بيـن السـخاب
فلا شــئ أبهــج منــه إذا مــا
تـداعت لـه الطيـر بيـن الشعاب
تــداعت بــوارع صــفر البطـون
وغنَّــت أيــاطف حمــر الرقــاب
وصــاحت جــوالب جــوف فنــاحت
بطــول الــترنم بعــد اكـتئاب
ومنهــا أيــارد تحكـي الصـنوج
بأصــواتها الباهيــات العجـاب
وخضــر العــدارج بيـن الغصـون
تراطـــن فيهــا كريــح غضــاب
إذا مــا ترنّمــن مــن فــوقهن
نفخــن الحواصــل مثـل الكيـاب
وخــــوفهن بلحــــظ العيـــون
وطـــول المنـــاقر والانتصــاب
إذا مـــا أتيــت تــزور البلاد
طربــــت لأصـــواتهن الطـــراب
فلا تـــبرزن لكلـــب الشـــتاء
فكلـــب الشـــتاء أضــر الكلاب
تراهــن ينظــرن أطــواق حمــر
حســـان ليســـلبنها باغتصــاب
حســدن الأيــاطف حســن الغنـاء
فصـــار بهـــنّ أشــدّ الضــراب
فلمــا تخـوفن منهـن طـرن إلـى
كــل غصــن مــن الطلــح نـابي
يغـــــردن فيــــه لألا فهــــنّ
وأفراخهـــن فهيّجــن مــا بــي
وذكرننــي مـا مضـى مـن شـبابي
وأنــا أدكــارك بعــد الخضـاب
كــــأن تجــــاوب أصــــواتهن
حكيـن المزاميـر فـي ذي الخشاب
فــدع ذا وقـل فـي شـهور بـداه
الحميــر والـروم أهـل الكتـاب
إذا اسـتقبل النـاس وجه الربيع
وقـابلت تشـرين فـي ذي الصـراب
ففــي ذي الصــراب فكـن طالبـاً
للمــــس نســـائك لا للقحـــاب
لمــــا تســــتحل ولا تطلبـــن
حرامــاص فتجـزى بسـوء العقـاب
وأكـثر مـن القيـء بعـد الجماع
وكــل مـن كراثـك أكـل الغـراب
بخـــل الـــدنان ودع مــا حلا
ومـا كـان مـن صـالح فـي تبـاب
وفيـــه زكــام ومــا للزكــام
كمـــاء الحميـــم ولا للقحــاب
وتشــرين ذو المهلــة الحميـري
كصـــاحبه لا تكــن ذا ارتيــاب
ســـــميّان حــــدهما واحــــد
ســوى ليلـة نقصـت فـي الحسـاب
ولبــس العمــائم فيــه شــفاء
لـــدائهما فــالتئم بالنقــاب
وكــــانون ذو الآل يتلوهمــــا
بــبرد يقــد خــوافي العقــاب
إذا الليـل أودى بطـول النهـار
رأيــت النهــار سـريع الـذهاب
وكــانون مـن بعـده ذو الـدباو
فـــدارهما بالكســا والجبــاب
وبالــدهن والتفهمــا بالجمـاع
وقــو الجمــاع بنهــش الكبـاب
وأكـثر مـن الثـوم قي السيكباج
وضـع فيهمـا مـن فـروع الشـذاب
ومـن كـل مـا يصـلح الحـر فيـه
فكلـــه هنيئا بضـــرس ونـــاب
فتلــك شــهور تــثير القــتير
تهيـــج ســما كســتم الحبــاب
إذا هــاج بــالمرء شـلّت يـداه
وأزبـــد ممــا بــه كالمصــاب
وذو الحلـة الفحـل منهـا شـباط
وفيــه إذا جـاء نبـذ المخـابي
ويمتـار ذو الـزرع فيـه الطعام
إذا المحـل أودى بما في العباب
وفيــه لعمــرك تســقي الكـروم
وترفــع مـن بعـد طـول الخـراب
هنالــــك تضــــرى ذئاب البلاد
فتلهــو الكلاب بســؤر الــذئاب
وتنحــل فيــه المواشــي كمــا
يحـــلّ القلائص طـــول الهبــاب
ورفــــع الأحشــــة أعناقهـــا
إذا لبــدت فــي صـدور العقـاب
وتهجيرهــــا بعـــد إدلاجهـــا
إلـــى كعبــة جعلــت للمتــاب
لكــل امرىــء محيــت لـم يـزل
إليهــا لــه قـدم فـي الركـاب
شـــباط كـــذلك يـــزرى بهــا
إلــى أن تــؤوب وقبــل الإيـاب
ودر فــي شــباط وكــل مـا حلا
مـــع الأطلاء وكــن ذا ارتغــاب
تحــل الســمان وتـبري العظـام
وتطــوى البطــون كطـى الكتـاب
فلا تمتنـــع فيــه مــن مأكــل
سـوى الملـح أو حـامص مـن شراب
ولا تــــترك الطيـــب تشـــتمه
ولا الـدأب واتـرك لـزوم الوثاب
للَــذعِ المشــارط فـي ذي معـون
وقطــع العــروق لحــدّ الشـباب
إذا وازن الليــل وزن النهــار
فميـــزان ســـاعته لا يحـــابي
فكــل فيـه مـن سـمكات الصـيود
مـن البحـر أو مـن عيـون عـذاب
وشــرب العقــاقير فاصـبر لهـا
فـــإن لأذار تخبّـــا الخــوابي
ونيســان ذو الثايــة المرتجـا
فنعـم المرجـا لمـا في الروابي
إذا أنــزل اللــه رب العبــاد
على العرق في الترب ماء الرباب
وأصــبحت ترمــق فــوق الكـروم
عــوالي ســرع كمثــل القبــاب
فـــأكرم بنيســـان مـــن زائر
إذا مـــا تكنفنـــا بانصــباب
وإن اعتبتــه ليــالي العجــوز
تـــدلت عناقيـــده كــالمزابي
فمنهــا نفــاد جريــن الزبيـب
ويجمعهــا كالجبــال الحــوابي
وأيـار ذو المبكـر الفحـل فيـه
ودبّـــاو وأشـــباهه كالضــباب
فــدع كــل مــخ وأكـل الـرؤوس
فإنهمـــا مثـــل ســـم وصــاب
وفيـــه هــواجر فيهــا ســموم
ووهـجٌ مـن القيـظ جـارى السراب
وأقصـر إذا مـا أتـى ذو القياظ
وهمّـــت هواجرهـــا بالتهـــاب
عـن الشـمس فيـه وشـرب الحليـب
ونهــش اللحــوم وأكـل الـثراب
حزيــران فيــه تثــور المـرار
كمــا ثــار قــدرٌ بسـمن مـذاب
فــاطف المــرار بمــاء قــراح
علـى الريـق فيه وكن ذا اجتناب
للمــس النســاء وشـرب الـدواء
إلـى منتهـى الشـمس عنـد الإياب
إذا مـا انتهـى فيه طول النهار
فنمــت الليـالي كنـوم الـذئاب
وأعـــدد لتمـــوز ذي مـــذران
مــن الطعــم أبــرده والشـراب
وألـــقِ الجبـــاب ولا تلبســـن
لتمـــــوز إلا أرقّ الثيـــــاب
ودع فـــوق رأســـك مــن حــرّه
بنفســا ودع عنــك دهــن الملاب
ومثــل الغــوالي فــدعها تـدم
ففــي تركهــا أسّ علــم عجــاب
كـل القـرع والمالـح العـقّ فيه
ورطــب الثمــار كـذي الانتهـاب
ولا تأكـــل الســـمن فيــه ولا
سـمينا وكـن منهمـا ذا اهتيـاب
ودافـــع نســـاءك فــي وقتــه
إذا جئن فــي زينــة الاعــتراب
كمـا يـدفع المـرء عنـه الغريم
بليـــن الكلام وحســن الجــواب
وجـــالس حكيمــا تــزد حكمــة
ويلهــك عــن كــل خــودٍ كعـاب
فإنـــك إن لــم تصــبهن فيــه
ومــا طلتهــن بطــول الغيــاب
تجنبـــت ســـقما طويــل العلاج
وأثبــت علمــا بـترك التصـابي
فعلــم الطـبيب اللـبيب الأريـب
كعلــم الحكيـم الـذي لا يحـابي
وتمــوز ذو اللــب فيــه حزيـن
وذو الجهـل مـن نفسـه فـي عذاب
وفـــي ذي الخــراف فلا تعــدما
فعلــت بتمــوز فــي كــل بـاب
فــــآب كتمـــوز فـــي حـــرّه
فكـن فيهمـا صـابراً ذا احتسـاب
وغــاد العناقيــد فــي بردهـا
مــع الصـبح فيـه غـدو الغـراب
ففيــه لعمــري تطيــب الكـروم
ويجلـو السـما ثـمّ صـوت السحاب
كـل الثـوم بـاللحم والسمن فيه
وبــاللبن المخـض غيـر المـراب
نــداوي ســوادا مــن المرتيـن
إذا آبَ آب فكلــــــه بـــــآب
ففيــــه تهيــــج بأصـــحابها
وتعلــق يبوســتها فـي الرضـاب
وتبـــدو بهــم عنــدها غــبرةٌ
ولــون قبيــح كلــون الــتراب
فلا خيـــر فيـــه لـــذى مــرة
توقـد فـي الجـوف مثـل الشـهاب
مــن الحــر صــفراء فاعرفهمـا
يلــــى ثمــــن مـــن حجـــاب
ويأتيـــك أيلــول مــن بعــده
بأيــــام علّان مـــن بعـــد آب
إذا اعتـدل الليـل مثـل النهار
رأى فيــه فضــلا كفضـل الحضـاب
جديـــدان يقتســـمان الشــهور
مطاعـــان فيـــه لــرب مجــاب
وفيــــه علاج مـــن المرتيـــن
ومــا يتّقــى مــن دم أو لعـاب
دع البقــل فيــه وخــذ بالـذي
مضــى قبلــه مــن قـواف صـعاب
صـــعاب القـــوافي وإنشــادها
يليــق بــأفواه أهــل الصـواب
نعســـت الشــهور لأنــي ســبقت
إليهـــن ســـبق جيــاد عــراب
ســـبقتهم إذا كبـــا جربهـــم
ومثلـي إذا مـا جـرى غيـر كـاب
ألــم أرم فــي نصــل لـم يكـن
رمــى مثلــه أحــد مــن صـحاب
أصــابَ المقرطــس نزعــى بسـبع
واتبعتــــــه بثلاث صــــــباب
فأحمـــد ربــي إلــه الســماء
علــى مــا حبـاني بـه للصـواب
حبـــاني بحـــب وصــي النــبي
ومـا لأمرىـءٍ مثـل بـاريه حـابي
بطيــــب الــــولادة أحببتـــه
وبـــاب الســـعادة والاحتســاب
وخبــث الــولادة تبـدى العيـوب
كمـاي ظهـر الحـرق مافي الجراب
أحـــب عليـــاً كحـــب النــبي
علــى رغـم ذي الشـك والارتيـاب
وأبغـــض أعـــداءه النــاكثين
كبغــض البنــان لــوجه الإبـاب
لأنّ عليّـــــا لـــــه جــــوهر
سـما فـي الهـدى فهو لب اللباب
يزينـــــه حســـــبٌ فـــــاخر
وصـــدق وبــر لــذي الانتســاب
كعـــود النضـــار إذا قســـته
إلـى النـاس كانوا لذي الانتساب
فـإن عليّـا أقـام الصـلاة وآتـى
الزكــــاة بصــــدق المثـــاب
وفــرق فيــه بيــن جــد وهـزل
ببعـــد لــه مهمــا واقــتراب
فأصــبحت عنــد عــداة الوصــيّ
بحـــبي لـــه غرضــا للســباب
لأنّـــي أواليـــه مـــا غــرّدت
مطوقــة فــي فــروع النــوابي
ومــا عقــل العصــم فـي سـامك
مـن السـر أو فـي أعـالي ذبـاب
ولعنــة ربــي علــى المبغضـين
عليّــا ولقــوا شــديد العقـاب
البحر النعامي.شاعر حميري، ينتهي نسبه إلى القيل ذي نعامة من آل ذي يزن، وهو من أعيان القرن السادس الهجري.غلب عليه هذا اللقب لتبحره بالعلوم والآداب والفنون، له قصيدة في الأشهر الحميرية التي كانت مستعملة في سالف الأيام أيام سبأ وحمير، مقارناً لها ما يقابلها من الأشهر الرومية.