
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــن آنسـَتهُ البلادُ لـم يـرم
منهـا ومـن أوحشـَتهُ لـم يقمِ
ومَــن يَبِـت والهمـومُ قادِحَـةٌ
فـي صـدرهِ بالزنـادِ لـم ينَمِ
ومـن يـرَ النقـصَ فـي مواطِئِهِ
يُـزِل عـن النقصِ موطىء القدَمِ
والقُــربُ ممّـن نـأى بجـانِبِهِ
صـدعٌ علـى الشـعبِ غيرُ ملتَئِمِ
ورُبَّ أمـرٍ يعيـا اللـبيبُ بـهِ
يَظَـلُّ منـهُ فـي حيـرَةِ الظُلَـمِ
صــبرٌ علَيـهِ كظـمٌ علـى مضـَضٍ
وتركــهُ مــن مواقـعِ النـدَمِ
يا ذا اليمينين لم أزركَ ولَم
آتِـــكَ مــن خلَّــةٍ ولا عــدَمِ
إنّـي مـنَ اللَـهِ في مراحِ غنىً
ومُنتَــدىً واســعٍ وفــي نعَـمِ
زارَتــكَ بــي همَّــةٌ منازِعَـةٌ
إلـى العُلـى من كرائمِ الهمَمِ
وإنّنـــي للجميـــلِ محتمِــلٌ
في القدرِ من منصبي ومن شيَمي
وقـد تعلّقـتُ منـكَ بالذمَمِ ال
كُـبرى التي لا تخيبُ في الذمَمِ
فـإِن أنَـل بغيَـتي فـأنتَ لها
فـي الحـقِّ حـقِّ الإخاءِ والرحمِ
وإن يعُــق عـائِقٌ فلَسـتَ علـى
جميـــلِ رأيٍ عنــدي بمُتَّهَــمِ
فــي قـدَرِ اللَـهِ مـا أحَمِّلُـهُ
تعويقَ أمري في اللوحِ والقَلَمِ
لـم تَضـِقِ السبلُ والفجاجُ على
حــرٍّ كريــمٍ بالصـبرِ معتصـمِ
مـاضٍ كحَـدِّ السنانِ في طرَفِ ال
عامــلِ أو حــدِّ مرهَــفٍ خـذِمِ
إذا ابتلاهُ الزمـــانُ كشــّفَهُ
عــن ثــوبِ حرّيَّـةٍ وعـن كـرَمِ
مــا ســاءَ ظنّـي إلّا لواحِـدَةٍ
فـي الصـدرِ محصورةٍ عنِ الكلمِ
يهيـنُ قومـاً جـزتَ المدى بهِمُ
ولـم تقصـِّر فيهـم ولـم تلـمِ
وليــسَ كــلُّ الــدلاءِ راجعَـةً
بالنصـفِ من ملئِها إلى الوَذَمِ
ترجِـعُ بالحمـأَةِ القليلَـةِ أح
يانـاً ورتـق الصـبابَةِ الأمـمِ
مـا تنبِـتُ الأرضُ كـلّ زهرَتِهـا
ولا تَعُــمُّ الســماءُ بالــديمِ
مـا فـيّ نقـصٌ عـن كـلّ منزلَةٍ
شـــريفَةٍ والأمــورُ بالقِســَمِ
عبد الله بن محمد بن أبي عيينة، أبو جعفر.عاش في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري، وكان على علاقة بطاهر بن الحسين.من الشعراء الكبار الذين تم طمس أدبهم بسبب الجو السياسي المتأجج والذي تغير بعد فتنة البرامكة.يعطي شعره انطباعاً بأنه رجل ساخط على حالة الفشل الذي رافق حياته.