
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زُهـر إبّان الرضا قد أشرقت
وبـأفق الأنـس صـبحا أطلعت
بشـرت بالوصـل لما أن بدت
هــذه ليلــة شـعبان أتـت
فـانتهض فيهـا وشمر مئزرك
سـح مـن سحب الأماني وبلها
رف لمــا أن أتيحـت ظلهـا
يســرت للســالكين سـبلها
هــذه اســواق ربـح كلهـا
فـاغتنم باللَه فيها متجرك
عـن تكـن فيما لديه طامعا
فـالزم البـاب ذليلاً خاضعاً
وانتحـب عند الوصول قاطعاً
واعبـد اللَـه وسـله ضارعا
والـزم الذكر على ما أمرك
أنت يا رهن البلى في غقلة
كـم أراك سـاهيا فـي خذلة
فانتهزهـا فرصـة فـي مهلة
واصـحب العزم وكن ذا عزلةٍ
فضــل شـعبان علينـا نصـّهُ
أحمـد المختـار لمـا قصـّه
فأعمـل الجـد ووالـى حرصه
إن هـذا الشـهر شـهر خصـه
بـالتقى والفضل مولى فطرك
هجـر المشـتاق فيـه نـومَهُ
شـمر الـذيل وأمضـى حزمـه
جعــل الخدمــة فيـه همّـهُ
ورســول اللَـه وفـى صـومه
فـاقتفى الأثـار تحيي أثرك
كـن لدمع العين فيه مسبلا
وابـك بـدراً للشـباب أفلا
ودع التسـويف وانـف الأملا
لا تكـن للحـزم فيـه مهملا
ولـــتزين بتقــاه عمــرك
كـم ترى حلف الونا في ذلة
ظـامىء الأحشـاء نحـو نهلة
طـب مـا تشـكو بـه من علة
إن تكـن فـي رجـب ذا غفلة
فبهـذا الشـهر حسـن نظـرك
يـا نؤوما لم يفق من نومه
قـم إلى ما يرتضى من خدمة
فبهـا تجنى المنى في نعمة
واهجـر اللهـو وكن ذا همّة
واحمـد اللَـه إلهـا صـورك
يمّــم الجـد تقـز بـالغرض
فبــه يشـفى أليـم المـرضِ
ليــس للطـبّ بـه مـن عـوض
ثـم نـاد الشهر مهما ينقض
قــد قضـينا بخلـوص وطـرك
محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ولم يُحفظ له سوى نسخة خطية واحدة من ديوانه تدور كلها حول المدائح النبوية والزهد.وقد اطلع المقري على ديوانه ووصفه في كتابه "أزهار الرياض" أثناء حديثه عن موشحات الأندلس، وانتخب منه عشر موشحات وقصيدتين ومخمَّسا خمّس فيه قصيدة لشاعر مجهول لم يسمه المقري ولم أعثر على أصل للقصيدة وختم ما انتخبه ببيتين من مدائحه النبوية وأول كلام المقري قوله:.و من ذلك جملة موشحات أنتقيتها من كلام الشيخ الإمام الصالح الزكي الصوفي أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن الصباغ الجذامي وقد ألف ذلك بعض الأئمة في تأليف رفعه للسلطان المرتضى صاحب مراكش وأطال فيه من موشحات هذا الشيخ وسائر نظمه ولم أذكر من موشحاته إلاّ الغرر على أنها كلها غرر فمن ذلك ...إلخ.وجدير بالذكر أن ابن القطاع ذكره في كتابه "الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة" يعني جزيرة صقيلية وهو كتاب ضائع وصلنا كلام ابن القطاع فيه عن طريق كتاب "المحمدون من الشعراء" للقفطي، ولم ينقل منه سوى القصيدة اللامية التي أولها:حنت إلى الصد تبغي طاعة الملل لمـا درت أن قلـب الصب في شغلوهي في مدح إسماعيل بن علي الخزاعي ولم أقف على ذكر للخزاعي هذا فلعله أحد ولاة صقلية وليس في ما وصلنا من الدرة الخطيرة ذكر لخزاعي سواه وهو بلا شك غير إسماعيل بن علي الخزاعي ابن أخي دعبل