
الأبيات16
حـزن علـى بـالي الطلـول جديد
وجـوى لـه بيـن الضـلوع وقـود
يـا نازحـاً قـد شـفّه التسـهيد
تهــوى زرود وأيــن منـك زرود
وتــروم وامـة والمـزار بعيـد
أذكـر معاهـد كـم نعمـت بظلها
فـي عيشـة سـمح الزمان بنيلها
أصـبحت تنـدب ما مضى من وصلها
وتـود لـو سـمحت برجعـة أهلها
تحـف بهـنّ أبـى الزمـانُ يجـود
كـم رمـت أن أحظى لديك فخانني
مــالي أريـد مطالبـاً وكـأنني
لخلاف أحكــام القضــاء أريــد
قـد صـار در دمـوع عينى عندَما
وتخـذتُ عمـرى بعـد بعدك مأتما
وأرى السـرور إذا هجـرت محرّما
والــدهر منقبضـاً علـى كأنمـا
فــي صــدره أمسـت علـيّ حقـود
يـا نـائح الأفنـان قد أفنيتني
إن كنـت تبكـى مـن فقدت فإنني
أبكـى علـى مـا منهم قد فاتني
تـاللَه مـا أسـفى على أن ملّني
ظــبى غريــر أو فتــاة خــود
يـا لائمـي والعمـر عنى قد مضى
ريعـان أيـام الشـبيبة أعرضـا
ما ضرمت في القلب نيران الغضا
إلا علــى عمــر تصـرّم وانقضـى
عنـى ولـم يحصـل لـي المقصـود
جسـم أذاب جـوى البعـاد أديمهُ
ومحـت مزاولـة السـقام رسـومه
وبخــده رقــم البكـاء رقـومه
مـن كـان مثلـى لـم يسل همومه
إلا البكــا والنـوح والتسـهيد
ابن الصباغ الجذامي
المغرب والأندلسمحمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ولم يُحفظ له سوى نسخة خطية واحدة من ديوانه تدور كلها حول المدائح النبوية والزهد.وقد اطلع المقري على ديوانه ووصفه في كتابه "أزهار الرياض" أثناء حديثه عن موشحات الأندلس، وانتخب منه عشر موشحات وقصيدتين ومخمَّسا خمّس فيه قصيدة لشاعر مجهول لم يسمه المقري ولم أعثر على أصل للقصيدة وختم ما انتخبه ببيتين من مدائحه النبوية وأول كلام المقري قوله:.و من ذلك جملة موشحات أنتقيتها من كلام الشيخ الإمام الصالح الزكي الصوفي أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن الصباغ الجذامي وقد ألف ذلك بعض الأئمة في تأليف رفعه للسلطان المرتضى صاحب مراكش وأطال فيه من موشحات هذا الشيخ وسائر نظمه ولم أذكر من موشحاته إلاّ الغرر على أنها كلها غرر فمن ذلك ...إلخ.وجدير بالذكر أن ابن القطاع ذكره في كتابه "الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة" يعني جزيرة صقيلية وهو كتاب ضائع وصلنا كلام ابن القطاع فيه عن طريق كتاب "المحمدون من الشعراء" للقفطي، ولم ينقل منه سوى القصيدة اللامية التي أولها:حنت إلى الصد تبغي طاعة الملل لمـا درت أن قلـب الصب في شغلوهي في مدح إسماعيل بن علي الخزاعي ولم أقف على ذكر للخزاعي هذا فلعله أحد ولاة صقلية وليس في ما وصلنا من الدرة الخطيرة ذكر لخزاعي سواه وهو بلا شك غير إسماعيل بن علي الخزاعي ابن أخي دعبل
قصائد أخرىلابن الصباغ الجذامي
أذكت بأحناء الضلوع أوارا
هبّ النسيم بطيب ذكر الهادي
أرى ساقى الأنواء قد أسكر القضبا
تركت امتداح العالمين ولذت من
تنعّم بذكر الهاشمي محمد
سأنظم من فخر النبي محمد
إذا ذكرت أمداح مجد محمد
رسالةٌ مشتاق أضرّ به الوجدُ
حثّ الركاب إلى الشفيع فقد ذوى
هل في الرياح إلى الحبيب رسول
إليكم رحلنا لا لريع ومعهد
يا نائح الأفنان طارح مكمَدا
ذليلٌ دمع مقلته دليلُ
ما في الفؤاد وإن هجرت سواكا
أراك حول خيام الحي مختبَلا
محبّ براه الشوق بالمغرب الأقصى
أعفر في الثرى خدا ذليلا
ألا هل لصبّ يرتجى أمدَ اللقا
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025