
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبعــد الخمـس فـوق الأربعيـنِ
أروم مـع المشـيب وِصـال عيـنِ
ألا يــا جـارةً بالسـفح بـاتت
تعلِّــل مَــن تصــافي علِّلينـي
ذِهــابَ الأمـن عـن قلـبٍ جبـانٍ
لقـد ذهـب الرقـاد عن الجفون
وقــد أفنيــت مـبيضَّ الأمـاني
ومُســِّودُّ الـدجى أبـداً قرينـي
فهــل للصـبح مـن خيـرٍ يرجّـى
ليكسـر سـَورَةَ الوجـدِ الكميـنِ
كــأنّ الليــل مهـرٌ ذو حـران
بفارســه لــدى حــروب زبـون
يكــرر ركلــه فيزيــد قمصـاً
ويزجـــره فيأخــذ بالســكون
أنجلاء العيــون إليــك إنــي
شــُغِفت بحــبّ فـاترة العيـون
وأهلـك يـا ابنـة الأعراب إني
ببنـت الـترك قـد أضحى جنوني
وأعجَمـتُ اللسـان فظَلـت ألهـو
لحبِّيهـــا بلقلقــة الرَّطيــن
فلـولا الوشـيُ كـانت مثـل ظبي
ولـولا الحِلـي كـانت كالرُّدَيني
فيـا خلخالهـا المـثري لماذا
خرســتَ فلسـت تفصـح بـالرنين
أكـان هـواك مثـل هـواي حـتى
ســئمتَ هـوى مسـامرة الخَـدين
أسـيرة حِجلهـا هـل مـن مجيـر
لمأســور القراطــق والـبرين
ألا ســُقياً لعصــر كنـت ألهـو
بــه بظبــاء وحِـرة والحجـون
حُبـالَتِيَ الشـباب وحسـن حـالي
عريشـي والنِجـار غـدا وجينـي
فليــت ســنيه صــوتٌ مسـتعادٌ
وهـل رجعـي وقـد نفـدت سنوني
أوَدّ مـــديحَه فتصـــد عنـــه
مــذمّاتٌ لـذا الـدهر الخـؤون
وليتــه رجـاله ابصـرن شـاني
فــأفرغ فـي نـواديهم شـؤوني
ألا يــا جيــرةً سـكنوا بكـرخ
علامَ مــع الــدعاة تركتمـوني
جفـــاني بعــد بُعــدِكُمُ لئامٌ
فلـو كـانوا كرامـاً ما جَفَوني
ومشــــّاءٌ ومغتـــابٌ وقـــال
وذو حســـد أقيــه ويتّقينــي
وإن أقــاد فـي هجـروا محلّـي
وحبـل الوصـل قـد قطعوه دوني
وأعفــو عنهــم كَرَمـاً وحِلمـاً
وخوفــاً أن اراكــم تعتبـوني
هــمُ قـومي وإن والَـوا عـدوّي
وهـم حِزبـي وإن لـم ينصـروني
فليــس براجــنٍ فينــا اختلاف
وإن كـان الوفـاق مـع الرجين
ومــاذا تنكــر الأعـداء منـي
ومجــدي حــلَّ فـوق الفرقـدَين
ومـاذا تـزدري الشـعراء منـي
وقــد جــاوزتُ حــد الأربعيـن
بُليـت بـذا الزمـان بكـل فدمٍ
يجـاذبني المفـاخر وهـو دوني
وَعَلـق لـم يـزل لهجـاً بـذامي
بلا حســـبٍ ولا نســـبٍ مـــبين
يُبيحُـك منـه عرضـاً لـم يصـُنه
ويرتــع منـك فـي عـرضٍ مصـون
فيــامن قصـدهم ثلـبي ونقصـي
وجــلّ مرادهــم أن لا يرونــي
أنـا النـور الذي بسناه سرتم
إلـى العليـاء مـن دنياً ودين
أنا الحامي الذمار فإن جهلتم
ســوابق شــيمتي فســتعلموني
أنــا ابـن جلا وطلاّع الثنايـا
مـتى أضـعَ العمامـة تعرفـوني
ألا يـا راكبـاً يفـري الفيافي
ويخـترق السـهول مـع الحـزون
إذا جـاوزت وجـرة عن شمال ال
كـثيب بجهلـة الـوادي اليمين
وجـزت علـى الموارد ثَمَّ فانشد
فــؤاداً قــد أراقتـه جفـوني
وخبِّــر جيرتـي أنـي علـى مـا
مضـى مـن حفـظ عهـدهم المتين
فحفظـي عهـدهم طبعـي كمـا قد
جعلــتُ ولاء عبـد اللـه دينـي
إمـــامٌ فاضـــلٌ بحــرٌ خِضــمٌ
همــامٌ فاصــلٌ ليــث العريـن
أخــو هِمــم تريــه كـلّ صـعب
مــن الأخطــار ذا سـهل وليـن
وآراء تكـــاد تضـــيء حــتى
لتغنــي عــن سـناء النيّريـن
وفكــر ثــاقب فــي كـل شـيء
يصــيب الأمـر فيـه قبـل حيـن
يـدبّر فيـه مـا أعيـا ألوفـاً
وينتــج فيـه كـلّ هـدىً مـبين
يخــوض بـذهنه بحـر المعـاني
فلــم يُخـرج سـوى عِقـدٍ ثميـن
ويســبي المشــكلات ولا يحاشـي
فيلبســها ثيــاب المســتكين
لــه همـمٌ أجـلُّ مـن الرواسـي
لـه شـيَمٌ مـع الخُلـق الحَسـِين
طهــورٌ كــان مـن مـاء طهـور
وكـان الغيـر مـن مـاء مهيـن
هـو ابـن الأنبيـاء هو ابن طه
هـو ابـن الأصفياء ابن الحُسَين
فيـا ابـن محمـد والمجـد رزقٌ
وقــاكَ اللَـه أن تـردى بعَيـن
فـأنت علـى سـنام المجد مولىً
تفـوق بـذي المفـاخر كـل عين
ووصـــفك بالجميــل بكــلّ دو
لــه ذكــر وفــي سـين وعيـن
وفـي قطـر العـراق وكـل قطـر
وفــي أم الطمــاخ ورأس عيـن
فــأنت بعصــرنا لا سـيّما فـي
حمـى الـزوراء أفضـل كـل عين
أود أزور نــــاديكم لأنــــي
أُســـَرُّ إذا رأيتكــم بعينــي
قــدمتَ وأهــل منزلكـم بخيـرٍ
فـــإنهم كــرام خيــرُ عيــن
جــرى إحســانكم فـي كـل روح
تــوالي مــن يـواليكم كعيـن
ونـالت عيـن مـن يشـنا عُلاكـم
ويكرهكــم بنــادقُ كــل عيـن
ســبقتم حــاتم الطـائيّ لمّـا
وصــلتم كــلَّ مســتجدٍ بعيــن
فلـــو أن الخليــل رآك قبلاً
لجلّــك حــاقراً لكتــاب عيـن
وكــل جماعــة والتلـك صـارت
ولـو كـانوا زعـانف خيـر عين
تجـود بمـا تـراه ولـو نفيساً
وتمنــح مـن تريـد بكـل عيـن
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير.مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد.له كتب، منها (حديقة الزوراء- خ) ثلاثة أجزاء كبيرة في تاريخ بغداد، و(حاشية على شرح القطر للعصامي) نحو، و(شرح الشيبانية) في العقائد، و(حاشية على تحفة ابن حجر) ونظم.