
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ويلـي علـى هـذي الجـوائب
جــآت علــيّ مـن النـوائب
هــاجت علــيّ النــاس مـن
خـــل ومعرفـــة وصـــاحب
فتـــــألبوا لخصــــامها
زمـــرا كـــأنهم كتــائب
اودعتهــا مــن كــل مــا
شـاق الاديـب مـن الغـرائب
ولهـا سـهرت ليالي اعتكرت
بــــــاحلاك المصـــــائب
وصـــرفت فيهـــا الجهــد
اجمــع صـرف نقـاد محاسـب
وكســوتها مـن نسـج نظمـي
محكمـــا حلــل المنــاقب
وجلوتها بكرا على الخطباء
جلــــت عــــن شــــوائب
لكنهــا مــن ســوء حظــي
لــم تفــز منهــم بخـاطب
فتباعـــدوا عنهــا تبــا
عـد مـن يخـاف من المعاطب
وتجسســـوا عـــن ذأمهــا
وهـي الـبراء مـن المعايب
قـــال المشـــاغب انهــا
بــدع وحظـر البـدع واجـب
وبهـا عـويص اللفـظ مجهدة
لخــــاطر كــــل كـــاتب
مـــا ان عهــدنا مثلهــا
مـن قبـل فـي احد المكاتب
وبهـــا كلام فــي الســيا
ســة بيــن مغلـوب وغـالب
واصـــول اشـــتملت علــى
فقــه المراتـب والمناصـب
ورســـوم ارض لـــم تطــأ
اقــدامنا فيهــا منــاكب
انــا اذا جــدنا بـدينار
علـــى ذا فهـــو ذاهـــب
ان الحــــوادث عنــــدنا
هـي ان تـبين عـن العجائب
وعــن الخــزائن والــدفا
ئن والمعــادن والمكاســب
وعـــن الطلاســم والرقــى
والنفـث فـي عقـد المطالب
وعــن المنــادم والمســا
مــر والاحبــة والحبــائب
وعــن الجــرائد والكــوا
عــب والمحـاجر والمشـانب
فتكــون كـل مقالـة فيهـا
فيهــا تعـد مـن الغـرائب
وتكـــــون أول فقـــــرة
منهـا تـدل علـى العـواقب
وتكــون تغنــي السـامعين
عــن المآكــل والمشــارب
وعـــن المفـــارش والملا
بــس والملاهــي والملاعــب
وتكـــون للمقـــرور دفئا
ثــــــم سلســـــلات للائب
وتكـــون خــذروف الصــبا
يــا ثــم عكـاز الشـهارب
وتكــون اكوانـا والوانـا
علـــى عـــدد الكـــواكب
هـذا الذي عيبت به والعيب
مــــن قبـــل المعـــايب
انـــي وحقـــك لســـت ذا
صـــلف ولا للــوتر طــالب
واذا قـــدرت علــى عقــا
ب أخ فمـا انـا بالمعـاقب
بــل لــو اسـاء الـيّ مـن
خالــك لــم اك بالمعـاتب
اذ كنـــت اعلـــم انـــه
عــن كــل مســألة يجـاوب
ولربمـــــا آل الجــــدا
ل الـــى جلاد بالقواضـــب
واعـــادة الكلــم الــتي
تنكـى القـروح من المثالب
لكننــــي رجــــل اغـــا
ر علــى جـوائبي الغـوائب
انـــي ارى عـــرض الجــو
ائب ان يصـان مـن الوجائب
عاهــــدتها ان لا تعــــو
د إلــى عـوض معـاد خـائب
ولهــا ضــمنت الفـوز فـي
جــوب المشـارق والمغـارب
وهــي الــتي عنــى تنــو
ب لــدى الاباعـد والاقـارب
وعلــى المنيــب الحــران
يقـي الـذي هـو عنـه نائب
فعلـــى حفـــظ ذمارهـــا
عــن كــل عيــاب وثــالب
فـــالطعن فيهـــا نافــذ
فـي الخلـب منـي والترائب
ويســـؤني مـــا ســـاءها
وخصــيمها خصـمي المحـارب
مـا بـال مـن يهـوى العجا
ئب لا يــرى فيهــا عجـائب
عربيـــة ســـبكا ولكـــن
تبرهـــا تـــبر الاجــانب
مـــا شــم منهــا عجمــة
انــف المراغـم والمراقـب
حــــتى كـــأن نقيبـــتي
ام لهـــا دون النقـــائب
مـع صـون معنـى الاصـل عما
لا يلائم او يناســـــــــب
وبـذاك مـن جهـد القريحـة
مــا تشــيب بـه الـذوائب
ويعيـــد يـــومي غيهبــا
يخفــى بـه وجـه المطـالب
تــالله ان بيــاض شــعري
نصــفه مــن ذي الغيــاهب
افبعـــد هـــذا مــن ملا
م او خصــام مــن مشــاغب
لــو كــان هــذا الخلــق
مثلــي كـان كلهـم اقـارب
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.