
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســمعنا قــائلا بشــرى لمصـرا
وآخــر قـد أشـاد لمصـر بشـرى
فكــل النــاس متفقــون معنـى
علــى ان مصــر طـابت مسـتقرا
هنـي الفلـك المنبر وشاهدى ان
بهــا قــد لاح اسـماعيل بـدرا
هـو النـور الـذي لـولاه امسـى
جمــال الكــون عنــا مستسـرا
ومـا رأت العيـون سـواه بـدرا
يـــدوم تمـــامه ويفيــض درا
كــأن ثنـاءه فـي النـاس مسـك
اذا مــا صــر صـرا لـن يسـرا
تعطــر كــل ثغــر مــن شـذاه
وجــاب الارض ثغــرا ثـم ثغـرا
لـه غـرر المعـالي لـو افيضـت
علـى دهـم الليـالي عـدن غـرا
فمـن تعزيـز ديـن اللـه بـدءا
بعـــزم صــادق ســرا وجهــرا
ومـن نصـر الخليفـة بالمواضـي
وابطــال تــذيب القـرن ذعـرا
يلاقــون الحمــام لقــاء صــب
مـــتيمه وقـــد أولاه هجـــرا
نفوســهم العزيــزة فـي رضـاه
تهــون كانهــا رخصــت فتشـرى
مــتى تســمع بحربهــم فانشـد
عليهــم انــزل الرحمـن نصـرا
فهـم كـالنون اذ يغشـون بحـرا
وهــم كالضــب اذ يعشـون بـرا
فلـو عـاذل البغـاث بهـم لامسى
ومخلبــه ينــوش النسـر نسـرا
تمــر علــى مبــاريهم ليــال
طــوال تنــبرى ســودا وغـبرا
اذا نظــروا بهـا برقـا حجـوه
وميــض ســيوفهم فبغـوا مفـرا
وان سمعوا مكاء الطير ما عاوا
لــه ذعــرا وقـد حسـبوه زأرا
فهــل لعزيـز مصـر يـرى نظيـر
وهـــل لجيوشــه نــد فيــدرى
ومــن جـبر لحـال الملـك حـتى
علا شــانا وبــاهى ملـك كسـرى
ومـــن فضــل واحســان وعــدل
وبـــذل صــنيعة وهلــم جــرا
خلائق مــا تعــاب ســوى بانـا
ســحرنا فــي محبتهــن ســحرا
وأنــا مــع تجنبنـا المعاصـي
ترنحنـــا مـــدائحهن ســـكرا
لنــا مــن نـور طلعتـه صـباح
اذا مـا الافـق اظلـم واكفهـرا
ومــن ذكــرى أيـاديه ارتيـاح
إلـى نشـر الثنـاء عليـه دهرا
ولــو عشـنا مئات سـنين نثنـى
لمـا اسـطعنا لمـا اولاه حصـرا
وهــب هـذا القريـض لـه بحـور
فمـا تحصـى لفيـض يـديه قطـرا
جــرت ســفن الامـاني ثـم قـرت
علــى الجـودى مـن يـده مقـرا
فلا تقصـــد ســواه ولا تســاوم
بقصـد الشـعر زيـدا ثـم عمـرا
فان نعم واين نعم يراها السوى
نعمـــا وتشــغل منــه فكــرا
جـــرى احســانه كفــارة عــن
اســاءة غيــره فـازداد اجـرا
ببضــع ســنين احيـى ارض مصـر
وابــدلها مكـان العسـر يسـرا
وقــام لهــا مقــام اب مــرب
فاوســع طفلهــا والشـيخ بـرا
فكــل نــال مـن يمنـاه خيـرا
وكــل قــال فـي مغنـاه شـكرا
كمـا احيـى لسـان العـرب فيها
وانشــر علمــه ســفرا فسـفرا
ومــن قــدم عـزوا لسـميه مـا
بــه قــد زاد افصـاحا وسـفرا
فـــذكرنا الرشــيد ومــادحيه
وللمــأمون والنــدماء عصــرا
ذممنـا الـدهر قبـل وكـان اني
عكســت حروفــه ينثــال شــرا
فصــار اليـوم سـلما لا يعـادى
وان عـــاديته نهيــا وزجــرا
وآلـــى انـــه يبقــى وفيــا
ويــوفي كــل حــر مــا تحـرى
فهـل عـاد الزمـان إلـى صـباه
واصـلح شـان هـذا الخلـق طـرا
فـزال عـن القلـوب الخوف جذرا
ومكـن فـي النفـوس الامـن جذرا
فــاني لســت انظـر غيـر بشـر
وانــي لسـت اسـمع غيـر بشـرى
وكـل نثـا يفـوه بـه امـرؤ في
مديــح عزيـز مصـر اراه شـعرا
عزيـز الشـان ذو القدر المعلى
لـه صـيت يبـارى الريـح نشـرا
واراء تعيـــد الليــل صــبحا
واخلاق تعيـــر الــروض نشــرا
حبــاه اللــه ملكـا لا يضـاهى
وشــد بـه لهـذا الـدين اسـرا
وانمــى حبــه فــي كــل قلـب
فمـا كـادت لتشـرب بعـد كفـرا
اذا ســاد امـرؤ نهيـا وامـرا
فاســماعيل اعظــم منـه قـدرا
اشــاد لقــومه منتــاب شـورى
فهـم فيـه لـى مـا بـان احـرى
فــان اللــه يــأمر بالتـأني
وتفــويض المشــورة عـن امـرا
فليــس لمصـرفي ذا العصـر نـد
وان يـك واحـد البلـدان مصـرا
فمـا كـل الـديار ديـار سـلمى
ولا كــل الخــدور تكــن بكـرا
كفاهـا الفخـر ان بهـا عزيـزا
علــى كـل الملـوك علـى ابـرا
وفيهـا العلـم والعلمـاء جمكا
لقـد فـاقوا الورى شانا وذكرا
فمـا تلفـى لهـم في الراي غرا
ولا تلقـــى بهـــم الا الاغــرا
ومـن ان قـال لـم يـترك مجالا
لآخـــر قــائل فظمــا ونــثرا
وقــد مـا كـان ازهرهـا سـماء
بــه طلعـوا لاقصـى الارض زهـرا
قرنــــت بمــــدحهم لاولــــى
كريــم بالمديــح ونلــت سـرا
وانـــي معهــم اهــدى دعــاء
وتهنئة بعيـــد الفطــر غــرا
أدام اللـــه ســؤدده علينــا
وزاد مقـــامه عـــزا وفخــرا
ومتعــــه بأنجــــال كـــرام
لـه فيهـم يـدوم الملـك ذخـرا
أرى فــي مـدحه الإطنـاب نـزرا
وأن أدعــو لــه فرضـا ونـذرا
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.