
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بشــرى لنــا بقـدوم اسـماعيلا
بشـرى بهـا نلنا المنى والسولا
بشــرى لمصـر وكـل مصـر بعـدها
فالبشـر مـن ذا العود عم شمولا
بشـرى لمـن يقضـي حقـوق مـديحه
ويصــوغه كنــدى يــديه جـزيلا
ان انـت ارضـيت العزيـز فكل ما
تـأتي يكـون لـدى الورى مقبولا
العـــادل المفضــال مــن آلاؤه
قــد فـاتت الاجمـال والتفصـيلا
فــي كـل ارض فـاح نشـر ثنـائه
وغــدا بــه كـل امـرء مشـغولا
سـارت جيـوش العـز تصـحبه فلـم
يحتــج لجيــش يصــحب الاسـطولا
فهـو العزيـز وكـل مـا قد رامه
وافــى علـى قـدر اليـه ذلـولا
ســرت بمــرآه الملـوك فاخصـلت
لجنـــابه التعظيــم والتبجيلا
قــد انزلـت آيـات مـدحته علـى
لســـن الخلائق بكــرة واصــيلا
فهـي الـتي تبقـى علـى تنزيلها
لا تقبــل التحريــف والتبـديلا
الارض تغبــط فيــه مصـر فحظهـا
فــي ان تقبــل نعلــه تقـبيلا
ولـو اسـتطاعت امـة الثقلين ان
تنتــابه مثلــت لــديه مثـولا
والبحـر يـوم اقـل طـود مهابـة
منــه ســجا وزجـا وطـاب مقيلا
لمــا درت بــاريس ان سـيزورها
كـادت تميـل مـن السـرور مميلا
وتـبرجت فـي معـرض الحسـن الذي
لـم تلـف قـط لـه العيـون مثلا
وســـماء لنــدن مــذ رأت آلاءه
جــادت تحــاكي راحـتيه سـيولا
هيهــات ليـس جـدا عبـوس دجنـة
وافــى بغيــر اونــه مملــولا
كجــدا الاميــر وجهــه متهلــل
ولـذا اسـتزيد ولـم يزل مسؤولا
ايـه ومـن مثـل العزيـز كياسـة
وسياســـة ورئاســـة واثـــولا
بهجــت محافلهــا بــه وتعطـرت
وثنــاءه قــد رتلــت تــرتيلا
اثنـى عليـه النـاس اجمع بالذي
هـو اهلـه يـا طيـب ذاك مقـولا
فصــحت لغــات الاعجميـن بمـدحه
اذ فصــلت مــا جــاءه تفصـيلا
فكانهـا هـذا اللسـان وان يكـن
كحــل العيـون يبـاين التكحيلا
صـدقوا وربـك حيـث قـالوا انـه
كــانت ايــاديه عليهــم طـولى
وبمصــر مـن آثـاره مـا فـاخرت
كـــل البلاد بــه وقــام دليلا
وهـو الـذي احيـى رميـم فخارها
اذ كــاد يعــدم صـورة وهيـولى
وهـو الـذي ان قـال كـان فعولا
واذا اتـــى فعلا اتـــاه جليلا
ما ان يرى يوما عن المعروف ذاذ
بطــء ولا فـي المنكـرات عجـولا
هـو واحـد الـدنيا فلا تطلـب له
فــي العـادلين مشـاكلا وعـديلا
فـي وحـدة الـذات العيون تلوحه
فـردا وفـي جمـع الفضـائل جيلا
فــرع زكــى عــن ابيــه وجـده
وكــذا بنــوه الطيبـون اصـولا
مـن مثـل اسـماعيل فـي عزمـاته
شــهرت فكــانت صـارما مصـقولا
وصــباح راى يستضـئ بـه الـدجى
حـتى يعـود إلـى الهـدى دليلـى
فـالنور مـن مـرآه او مـن رايه
يجلــو عيونـا او ينيـر عقـولا
صــحت بحكمتـه البلاد فلـن تـرى
فــي قطرهــا الا النسـيم عليلا
واذا امـرء متفلسـف الـف الخمو
ل رآه يــأنف ان يســام خمـولا
واذا نـات عنـه الامـاني فليلـذ
بجنـــابه يســتحقب المــأمولا
واذا شــكا مرهــا فمـن مرآتـه
الفــــى جلاء يفضـــل التكحيلا
فلينظــرن إليــه طــالب رفعـة
ومحــاةل فــي قــومه تفضــيلا
مــا يغلـب الايـام الا مـن اتـى
متوســــلا بمـــديحه توســـيلا
فــالله نسـأل ان يطيـل بقـاءه
ويــديمه غوثــا لنــا مـوؤولا
ويقـــر نــاظره بانجــال لــه
يبـــدون حــول جنــابه اكليلا
كـــل نجيـــب ماجـــد مترشــح
للمكرمـــات مؤهـــل تـــاهيلا
هـم زهـرة الجنيـا وبهجة مصرها
فيهـم تجـر مـن الفخـار ذيـولا
دامـت بهـم وبهـم تصان من الاذى
ومـديحهم فـي النـاس اصدق قيلا
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.