
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
العيــد أقبــل والهنـاء بشـير
فـرواء وجـه الكـون منـه بشـير
يئنـى علـى عـز العزيـز ومجـده
ويقــول انــي بــالحبور أحـور
مـا دام فـي الدنيا بهاء جماله
لـم يغـش البـاب الـورى تكـدير
عيــد بــه يـأتي إلـى أعتـابه
للتهنئات مـــــؤمر وأميـــــر
مــن كـل أروع إن تبـوأ ناديـا
يرتــد عنـه الطـرف وهـو حسـير
كالمسـك نكهتـه إذا شـهر الهوى
ولنشــر نجــواه يفــوح عــبير
يصـــبيهم تصــهال خليهــم اذا
اصــبى ســواهم قينــة وخمــور
اسـد اذا كـروا علـى جيـش فقـل
هــي كــرة مــا بعـدها تكريـر
ودعــاوهم للــه ســابق حشـدهم
وثنـــاؤهم كلـــوائه منشـــور
مهمـا تكـاثر حمـد حامـد فضـله
فعلـــى قيـــاس علائه مكثـــور
اسـفا علـى معنـى بـديع ضاع في
غيــر المديــح لــه فـذلك زور
ربحـت تجـارة مـن لخدمته انتمى
وجنــى الغنـاء ودون ذلـك بـور
والاخسـرون هـم الـذين تقاعسـوا
عنهــا فعقــبى امرهــم تحسـير
اللــه ناصـره فمـا يقصـد ينـل
ومــن اســتعان بربــه منصــور
والسـعد رائده فليـس عليـه مـن
صــعب فحيــث يسـير فهـو يسـير
للملـــك منــه مؤيــد ومعــزز
والــدين منــه معــزر وظهيــر
ذاك العزيــز باصــله وبفعلــه
الفــان بينهمـا الثنـاء يـدور
مــن بشـره يـوم النـوال بشـير
وعبوســه يــوم النــزال نـذير
يــا امــة الاسـلام قـرى اعينـا
هــذا مجيــرك ان عــداك مجيـر
هـذا الـذي احيـى علومـك بعدان
كـادت الـى رمـم الرفـات تصـير
هــذا الـذي مـن عـدله وامـانه
مـــدت عليــك ســرادق وســتور
هـذا ابـن ابراهيـم قهار العدى
مـن لـم يجـر مـن باسـه ديجـور
هـذا الـذي يرضـى المهيمن فعله
ومــن الملائك والــورى مشــكور
هـذا الـذي ضـمن المثـاني ذكره
مثنــى عليــه واجــره مســطور
اذ كـان محيـى نفـس عبد مثل من
يحيـى العبـاد ومـا لـذاك نكير
العمــر مـا انفقتـه فـي مـدحه
فـاذا اجتبـاك اجابـك المقـدور
ان يسـع سـاع وهـو نـدب لم يفز
مــا لــم بيسـره لـه التقـدير
والمـدح مـا يهـدى إليـه لا الى
مــن ظــن ان غنـاك منـه نقيـر
ويخــال انــك ســائل ارضــاؤه
رد الســلام عليــه وهــو كـثير
والشــعر مــا جلتـه منـه خلائق
غـــراء لا مــا ســودته شــعور
قـل فيـه شعرا كيف شئت ودع لها
تجـــبيره ان فاتـــك التجيــر
فهــي الــتي منهـا شـؤون خلائق
تزكــو ويزكــو معهــم الشـعور
والعـدل مـا يقضـيه ابلـج حكمه
لا مـا اقتضـاه الاصـفر المصـرور
لــم يختلـف قـولان فـي اطـرائه
ســـيان فيـــه شــاكر وكفــور
كــل يقــر بــانه فــي عصــره
فــرد عزيــز مــا حكـاه نظيـر
لا تنكروا من في المكارم قد اتى
متقـــدما ولعصـــره التــاخير
ان الاصــيل مــن الزمـان مـؤخر
وهــو المعلــل مـن اعـل هجيـر
قـد جـاء اسـماعيل فـي عصـر به
حلـــك فجلاه فهـــا هــو نــور
وسـعت عطايـاه المنى فعن الثنا
علـثيه ضـاق مـن القريـض بحـور
كـم فـي الممالـك من يلوذ بظله
ورجــــاهم برجـــائه معمـــور
قــد امرعـت ارض الامـاني منهـم
لمــا ســقاها مـن نـداه نميـر
كـم فـي دجـى رمضـان من داع له
ولـــه فطـــور رفــده وســحور
كـم فـي المساجد والزوايا نعمة
منــه وكــم بنيــت عليهـا دور
مــن منــه فــي كـل عيـن قـرة
وبكــل قلــب مــن منـاه سـرور
ان قيـل قـد جـبر الفقير عطاؤه
قـــل ليـــس الاجــبره اكســير
فطـرت علـى حـب العزيـز قلوبنا
وعلــى المحامــد طبعـه مفطـور
انـا لفـي زمـن يقـول الـبر في
تــرك الاذى لا ان يغــاث مضــير
فلــذاك كـل يطلـب الـدنيا لـه
ولــه بخيبــة مـن سـواه حبـور
لـو لـم نشـاهد مـن اعاد شبابه
انفـا لقلنـا انـه انـه مهتـور
يـا ارض مصـر نعمـت حالا فاشهدي
ان كـــل فعــل صــالح مــبرور
وبـان مـن افـراد هذا الخلق من
يســطيع مــا لا يفعـل الجمهـور
اللـــه اقـــدره عليــه لانــه
رضـــوانه لعبـــاده التيســير
والعــدل والاحســان فـي قرآنـه
فــرض علــى كــل امـرء مـامور
لا ســيما مـن سـاس قومـا محصـت
منهــم لــه فيمـا يشـاء صـدور
بالعــدل تعميــر البلاد وعزهـا
وبضـــده التتــبير والتــدمير
ان لـم يكـن للمصـر سـور شـامخ
فالعــدل فـي ارجـائه هـو سـور
وكتـــائب ومقـــانب ومضـــارب
وحــــدائق وجواســـق وقصـــور
ان كنـت تطلـب شاهداً فانظر إلى
عمــران مصــر وحسـبك التـذكير
انـا نهنـى ذا المليـك بما حوى
ويـــدور عيــد يمنــد مــاثور
نـدعو لـه المـولى بطـول بقائه
فبقـــأوه للعـــالمين جبـــور
وبقـاء مـن ولـدته اشرف من لها
حمــد علــى انجابهــا مــذكور
دامــت مهنــأة بـه فهـي الـتي
للنــاس مــن تعميرهــا تعميـر
بفــروق مـن احسـانها مـا قلـه
مســــتكثر واقلــــه مشـــهور
هـذي العيـال تظـل داعيـة لهـا
حـــتى كــأن دعــاءهم تكــبير
مــا بشــر الاسـلام قـط بمثلهـا
فاتـــاه منهــا امــة ونصــير
وبقــاء انجـال لـه مـا لاح فـي
افــق الســماء اهلــة وبــدور
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.