
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقـد راقني في الليل دمع الغمائم
كمـا شاقني في الصبح سجع الحمائم
فمـن اجـل هـذا ادمعـي فـي تحـدر
ونحــبي راق مــن غــرام ملازمــي
فيـا ايهـا الـبين المشـتت شملنا
رويـدك انـي فـي حمـى ابن الاكارم
محمـــد توفيـــق وزيـــر مكــرم
لــه خلــق مــا شــانه ذأم ذائم
مــتى برقــت منــه اســرة نبلـه
تيقنــت ان الشـبل نجـل الضـبارم
لئن نظـرت عينـاك فـي السـن مثله
فمـا رأتـا فـي مجـده مـن مزاحـم
حبــاه مليـك العصـر ارفـع رتبـة
واســمى لـه شـانا باسـنى العلائم
فصــار مشــيرا وهـو بعـد مراهـق
ولكنــه فــي الحـزم شـيخ لحـازم
وهــذه ســن البــدر عنـد تمـامه
ولكـن فـي البـدرين فرقـا لعـاجم
فبـدر المعـالي حسـنه غيـر حـائل
وبــدر الليـالي حسـنه غيـر دائم
وللــه اسـرار فكـم مـن فـتى لـه
درايـــة شــخ بالمســائل عــالم
وكـان ايـاس يـوم ان ولـى القضـا
صــغيرا وعنـد الصـل افقـه حـاكم
وكـاين تـرى مـن شـهرب وهـو جاهل
فليس الحجا في السن اوفى العمائم
لقـد آثـر اللـه العليـم اميرنـا
بــــاطهر اخلاق وزكـــى عـــزائم
ســتنظر منـه مصـر ملكـا سـميذعا
يبؤوهـا فـي العـز اعلـى المعالم
ويبقـى لهـا مـا سـنه مـن مفـاخر
ابــوه بهــا او مـن مسـاع كريـم
وهــذا الـذي يبنـى لتـذكار آلـه
نجـوم الهـدى بيتـا قـوى الدعائم
تـتيه المعـالي كلمـا حمـد اسـمه
وتفـتر مـن ذكـراه عـن ثغـر باسم
لان مناهــــا ان يزيـــد نمـــوه
نمــاء بهـا يـؤتى جنـى المغـانم
ارى الــدهر وافانـا بكـل رغيبـة
وقــد طالمـا عاصـت امـاني حـالم
فهــل هــو الاخيــر خــدن مسـالم
وهـل مـن لحـاه غيـر عـاد مخاصـم
رأينــا بـه نجـل العزيـز مقلـدا
مشـــيرية عظمـــى طلاب الاعـــاظم
اتـت نحـوه نسـعى وكـل فـتى لهـا
يطــوف ويسـعى حائمـا حـوم هـائم
فحلــت بصــدر منــه مثـل فنـائه
رحيــب وقــدر جــل عـن لـوم لائم
وفـي ذلـك الصـدر الشـريف تنـوعت
فنــون لغـات العـرب ثـم الاعـاجم
وفــي ذلـك الـوجه الجميـل اسـرة
علـى النبل تغنى عن لسان التراجم
شــمائله فــي كــل حــي ومنتـدى
فـؤول المنـادى او شـمول المنادم
اذا نحــن اثنينــا عليـه فانمـا
نزيـل بـه الاشـجان عـن قلـب واجم
ونحمـل من يشكو الزمان على الرضى
بمــا قــدر الرحمـن رب العـوالم
لنعــم زمــان قـد ارانـا محمـدا
يوفــق للتقــوى وفعــل المكـارم
فلا زال ذا غنــم بمــا هـو قاصـد
فيــذكر فــي تـاريخه قصـد غـانم
لــه اللـه مـا احلـى حلاه وشـيمه
فهـل بعـد هـذا مـن مزيـد لـرائم
لــه اللـه مـن شـهم يسـرك قـوله
وافعــاله اكـرم بهـا مـن تـوائم
ومـا كـل مـن يلهيـك حسـن حـديثه
ومنظــره يرضــيك عنــد العظـائم
ادام عليــه اللــه نعمــة جــده
ووالـــده مــا لاح بــرق لشــائم
ودامــت بـه عيـن العزيـز قريـرة
وبالاهـل طـرا فـي جميـع المواسـم
فيـا سـامع الـداعين كن خير سامع
لنــا عنـد امسـاك وافطـار صـائم
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.