
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زارت ســعاد وثــوب الليــل مســدول
فمــا الرقيــب بغيـر النشـر مـدلول
ومــا ســعاد وقــد زارت باسـكن مـن
ظبـــاء وجـــرة تهـــديها مطافيــل
ترمــى ســعاد بســهم عــن حواجبهـا
ففـــي الخلييـــن مجــروح ومقتــول
وشــاحها مثـل قلـبي لـم يـزل قلقـا
وزنـــدها اخــرس الــدملوج مجــدول
يــا ليلــة قصــرت بـالعتب احسـبها
مـن لامهـا العتـب او من يائها الطول
طــال التشـاكي بنـا حـتى كـان تبـا
شــير الصــباح وقــد لاحــت تهاويـل
نقابهـــا ســـالفها فهـــي غانيــة
عــن النقــاب وبعــض النقـب مبـذول
غـــراء مـــن غــرة او غــرة فنــق
يقعــدها الحلـى عنـد المشـي عطبـول
مـا ان تـرى الليـن الا مـن معاطفهـا
وليــس يعقــب منهــا الملـث تنويـل
لــم اعـرف الهـم الا مـذ كلفـت بهـا
وصــار فــي وصــلها للنفــس تسـويل
لـم اخـل مـن حاسـد عنـد الوصال وان
نــات فــاني لفــرط الوجــد معـذول
مـا عـاذلي فـي هواهـا غيـر ذي سـفه
لــم يــدر ان الهـوى للمـرء تجميـل
وهـــل يليــق الهــوى الا بــذي ادب
علــى الوفــاء وحفـظ العهـد مجبـول
ام كيــف ينجــع قـول فـي شـج ذهبـت
بــه الصــبابة حيــث العقـل معقـول
مـا لامـرء فـي الهـوى قلبـان مشـتغل
بـــه وآخـــر طــورا عنــه مشــغول
مــا بعـد انـذار شـيبي مـا يحـولني
عـن حبهـا لـو بـدا لـي عنـه تحويـل
مــا الحــب الاغــذاء الصــب مكتهلا
وقبـــل ذلـــك نقـــل ثــم تعليــل
اجــدر بمــن قــد درى شـيا واتقنـه
ان يطيبـــه لـــه حـــرص وتحصـــيل
قــد شـاقني مـن سـعاد انـس معهـدها
والشـــوق ينشـــئه ذكـــر وتخييــل
وهــاجني مــن حمــام الايــك سـاجعة
تشـكو اذا الليـل اصـبى منـه تطفيـل
كأنهــا لا تــرى مــن الفهــا بـدلا
ان شــاق الفــا مـن العشـاق تبـديل
أو انهــا الهمــت ان بيننــا نســب
فـي السـجع والوجـد حيث القلب متبول
أمــا المديــح فـإني قـد خصصـت بـه
فــي وصــف احمـد مـا تتلـى اقاويـل
هـو المليـك الـذي طلـب الزمـان بـه
وزانـــه منـــه تمليـــك وتكميـــل
مـن قـال في مدحه او ظله بلغ الاقوال
شـــانا فقولـــوا فيــه او قيلــوا
ملــك يجــبر اذا دهــر يجــور فمـن
نــاداه كــان لــه كالجــار تنفيـل
يعطــى الجزيـل ابتـداء وهـو معتـذر
حــتى الكــثير مــن الاطـراء تقليـل
النــاس مــا بيــن راج باسـه ونـدى
كفيــه وهــو علــى الحــالين مـوول
لمــا بــدا بفرنســا نــور طلعتــه
ومـــن يــديه لهــم ســحت اهاليــل
غـار الحيـا منـه حـتى قـال قـائلهم
لنـــا ســـحابان مســـؤول ومملــول
لـــو كـــان امســـك اجلالا لراحتــه
لمــا عــدا مـن نـداها الارض تجليـل
فــي حســن اخلاقــه اللآي زكــت لهـم
تامــــل ومـــن الاحســـان تاميـــل
ولــم يــزل عنــدهم شـان لـه نبهـا
كــل ببــث المزايــا عنــه مشــغول
حــتى غــدا مكــبرا صــغرى مــآثرا
كــبيرهم آثــرا مــا منــه منحــول
لم يبق في الشرق او في الغرب من احد
الا وعنـــه مديـــح فيـــه منقـــول
ومـا يفـي مـن بـديع القـول فـي ملك
او فــي علـى المـدح اجمـال وتفصـيل
اقـــــل آلائه لا يســـــتقل بـــــه
مـن الثنـا مـا بـه لـم يـول تطويـل
ان يشـرك النـاس فـي الاسماء فهو بما
لــه مــن الفضـل لـم يشـركه تفضـيل
فــي مـدحه شـعراء العـرب قـد فضـلت
فلاســف العجــم حيــث الشـعر مفضـول
مـن كـان فـي النظـم موضـوعا ولاذ به
تحمــل قــوافيه فالموضــوع محمــول
مــا زال فــي قــومه تـالي مـدائحه
مقــدما عنــه حــد العســر مفلــول
ســـاس البلاد بعـــدل ليــس يصــرفه
لهـــو المعيشـــة عنــه والاباطيــل
وقــام بالـدين والـدنيا فمـا برحـا
بـــه ســـعيدين لا يعـــدوهما ســول
مــا عــال الا علــى مـال يجـود بـه
وعـــال ذا عيلـــة وخـــا تعويـــل
لـو جـاز تسـوية الصر عين ما اختلفا
تعــادلا كــان منــه اليــوم تعـديل
او لـو تهـادى الـورى بالعمر عن مقة
لكـــان يهــديه جيــل بعــده جيــل
مليــت يــا تــونس الخضـراء حضـرته
مـا دام فـي الارض قطـر وهـو مـا هول
إن كـان فـي مصـر يرحـى النيـل آونة
ففيـــك فـــي كــل آن جــوده نيــل
أو ان تكـــن عجــم تزهــى بأرضــهم
ففــي ســمائك كــل الفخــر مشــمول
حمــدا علــى عـوده الميمـون يقـدمه
عــــز ونصـــر وتعظيـــم وتبجيـــل
مـــا غــاب عــن بلــد الا ونــائله
فيــه مقيــم بــه الايســار مكفــول
فــي الغــرب حضــرته والأرض قاطبــة
ثنـــاؤه بالــدعاء الــدهر موصــول
ظــــل الآلـــه وداعيـــه ونـــائبه
وســـيفه لاجتيـــاح الضـــد مســلول
وهـــل ينــاويه إلا الأخســرون ومــن
لهـم إلـى الحتـف قبـل الفتـح تعجيل
مؤيـــد العـــزم والرحمــن ناصــره
مســـدد الــراي والمقــدور مجهــول
إن ينــو أمــرا فــإن لاحــق مقصـده
أو يقــض أمــرا فبــالتوفيق مفعـول
مهـــذب الحلـــق محمـــود الفعــال
جليــل القــدر مرضـاته للـه توسـيل
أدامــه اللــه فخــرا للـورى وعلـى
هامـــاتهم مـــن أيــاديه أكاليــل
ودام مبتهجـــا هــذا الزمــان بــه
مـــا ان تلا قـــارى حـــم تنزيـــل
إن المــؤمن مــن بعــد الـدعاء لـه
مـــــؤمن وبـــــه الاهلال تهليــــل
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.