
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيـا حَبَّـذَا ذاك العتـابُ الذي مَضَى
وإن جَـــرَّهُ واشٍ بـــزورٍ تَمَضمَضــَا
أغـارت لـه خيـلٌ فمـا ذَعِـرَت حِمـىً
ولكنَّهـــا كـــانت طلائع للرِّضـــىَ
تــألَّق منــه بــارقٌ صــابَ مُزنَـهُ
علـى معهـد الحُـبِّ الصـميم فَرَوَّضـا
تلألأ نـــوراً للصـــداقة كـــالئاً
وإن ضــَنَّ سـيفاً بالقطيعـة منتضـا
فــإن سـوَّدَ الشـيطانُ منـه صـحيفةٌ
أتَـى مَلِـكُ الرَّحمـى عليهـا فبيّضـا
ومـا كـان حـبّ أحكـمَ الصـِّدقُ عقده
ليفســدَهُ ســَعيُ الكــذوبِ فَيُنقَضـَا
أيضــغى حــبيبٌ صــحَّ صـدق صـفائِهِ
لِنَفــثِ حُبــابٍ بالأكــاذيب نضنضـا
أعيـد وداداً زاكـى القصـد وافيـاً
تخلـــص مـــن إحســانه فتمخَّضــا
ونيـة صـدق فـي رضـى اللـه أخلصت
سـناها بآفـاق البَسـِيطَةِ قـد أضـا
مَـنِ الآفـك السـاعي ليُخفِـيَ نُورَهَـا
أيَخفَـى شـُعَاعُ الشـَّمسِ قد ملأ الفَضَا
وكيــف يَحِــلُّ المبطلــون بـإفكهم
معاقــد حـبٍّ أحكمتهـا يَـدُ القضـَا
تعـــرَّضَ يبغـــي هَــدمَهَا فكــأنَّهُ
لتشــييد مبناهـا الوثيـقِ تَعَرَّضـَا
وحـــرَّضَ فـــي تنفيــرِهِ فكأنَّمَــا
علـى البِـرِّ والتسـكينِ والحبِّ حَرَّضَا
وأوقـد نـاراً فهـو يَصـلَى جَحِيمَهَـا
يُقَلِّـبُ منهـا القلبَ في مَوقِدِ الغَضَا
لقـد حكـم الجبـارُ فيمـا سـَعَى لَهُ
بِرَفــضِ القَضـَايَا رَافِضـاً ومحرِّضـَاد
بَعَثــتَ مــن الـدُرِّ النفيـسِ قلائداً
علـى ما ارتضى حكم المَحَبَّةِ واقتضى
نتيجــــةُ آدابٍ وطبــــعٍ مُهَـــذبٍ
أطـالَ مـداهُ فـي البيـانِ وأعرضـَا
ولا مثــل بِكــر بَــاكَرتَنِي آنفــا
كــزورة خِــلٍّ بعـدما كـان أعرَضـَا
هـي الروضـةُ الغنَّـاء أينـعَ زهرُها
تناضــرَ حُســناً مُــذهباً ومفضَّضــا
أو الغـادةُ الحسـناءُ راقت فينقَضِي
مدى العمر في وصفي لها وما ارتضى
تطــابقَ منهــا شــَعرُهَا وجَبِينُهَـا
فذا اللَّيلُ مُسوَداً وذا الصُّبحُ أبيضا
أو الشــهب منهــا زينـة وهدايـة
ورجــمٌ لشــيطانِ إذا هــو قَيَّضــَا
أتَـت ببـديعِ الشـعر طـوراً مصـرّحا
بآثــارك الحســنى وطـوراً معرضـا
فهــل مــع هـذا ريبـةٌ فـي مـودةٍ
بحـالٍ ولـو كـانت فمـا أنا معرضا
فثــق بــولائي إنَّنِــي لــك مُخلِـصٌ
هَـوًى ثابتـاً يَبقَـى فليسَ له انقضا
عليـكَ سـلامُ اللـهِ مـا هَبَّـتِ الصِّبَا
ومـا بـارقٌ جنـح الدُّجنـة أو مضـا
علي بن محمد بن سليمان بن علي بن سليمان بن حسن الأنصاري الغرناطي، أبو الحسن، ابن الجياب.شاعر وأديب أندلسي غرناطي أنصاري، من شيوخ لسان الدين بن الخطيب، ولد في غرناطة، وبها نشأ وترعرع، وأخذ العلم عن مجموعة من علمائها الأفاضل، توفي بالطاعون في غرناطة، تاركاً الكثير من الشعر والنثر، جمع أغلبه تلميذه لسان الدين بن الخطيب.