
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
للحـــب ديــن وللأشــواق باقينــا
وللصـبابة مـا أبقـى الصـبا فينـا
وجيـزة القلـب إن جاروا وإن عدلوا
نحـــن الأحبــة لا نــألو محبينــا
وإن نسـوا عهـدنا مـن بعـد فرقتنا
وضـــيّعوه فإنـــا غيــر ناســينا
إنّـا لقـوم إذا مـا الحـب خامرنـا
للحـب نـوفي وإن لـم نلـق موفينـا
يـا مـن بقلـبى قـد صـيّرتهم سـكناً
ومـن جعلـت لهـم ديـن الهـوى دينا
ومــن ســرى حبهـم فـي كـل جارحـة
منــا وأصــبح مـن أغلـى أمانينـا
شـهد الحنيـن إليكـم فـي جوانحنـا
نــاراً وأغرقــت الــذكرى مآقينـا
إذا ســجى الليـل هزتنـا مضـاجعنا
شــوقاً إليكــم وأشـجتنا دواعينـا
نحـاول الصـبر عنكـم كـي نلـوذ به
والصـبر فـي الحـب صـعب لا يلبينـا
نعلـــلُّ النفــس بالآمــال تســلية
لا النفـس تسـلو ولا الآمـال تغنينـا
أغلـى منـال لنـا في الكون قربكمو
نرضـاه لـو كـانت الأقـدار ترضـينا
لكنمــا الـدهر يـأبى أن يسـالمنا
ولــو لمامــاً وآلــى أن يجافينـا
ألقـــى نــوائبه فينــا وأعجــزه
أن لا ينــال مثــالاً مــن معالينـا
وكــرّر الخطــب أحمـالاً فمـا ضـعفت
منّـــا نفــوس ولا كلّــت مرامينــا
لــم يلـق إلاّ ثبـات العـزم متقـداً
وشــدّة الصــبر لا وهنــاً ولا لينـا
قـد يعلـم الصـبر أنـا خيـر جيرته
عزمــاً وحزمــاً وأوفـاهم موازينـا
ويعلــم الــدهر لـو زادت نـوائبه
وفـا الخليليـن عـن نعمـاه يغنينا
همــا الأحبــة لـي إن خـانني زمـن
أســلتُ جرحــي إن عــزّ المـداوونا
رمـز الوفـاء وأهـل الصـدق في ثقة
إن خـانني الدهر ما زالوا موالينا
يرجـون لـي مـالهم جهداً ولو قدروا
لأوقفـوا القـدر المكتوب في الحينا
إن يــأسُ شــعرهما قلــبي فلا عجـب
صـدق المواسـاة مـن خير المواسينا
أحيـــا بقلـــبي آمــالاً وعلّمنــي
أســمى الوفــاء واخلاص المصـافينا
قـد كـان عهـدي بهـم والشمل مجتمع
والأنــس مشــتمل والصــفو يغرينـا
ففــرّق الــدهر شــملينا وجرّعنــي
بغيــر ذنـب كـؤوس الصـبر غسـلينا
كأن لم يكن في أعالي القصر مجلسنا
ولا زهــا بفنــون الشــعر نادينـا
ولا غــدا بضــفاف البحــر منزهنـا
ولا رأت قهـــوة الســمّار ســارينا
ولا في ثرى الرولة الفيحاء طاب لنا
حسـن المقـام وحسـن الحور والعينا
الــروض يعبــق والأغصــان وارفــة
والغيــد تهتــف بالأنغـام تلحينـا
مــن كــل ميّاســة بالحسـن غانيـة
ترنــح الــدلّ فـي أعطافهـا لينـا
إذا شــدت بــأغنِّ الصــوت تحســبه
مزمــار داوود مـا بيـن المغنينـا
وكـم طغـى السـعد في أنحائنا مرحاً
إذا ترنــم فــوق الرمــل شـادينا
والرمـل مـرآة نـور قـد بـرزن بها
عـرائس النخـل تبـدين حسـن وادينا
والبــدر يشــرق والأكــوان سـافرة
وبهجــة الأنــس والأفــراح تطوينـا
وقــد شــربنا كـؤوس الـود مترعـة
نخـــب الصــداقة والاخلاص ســاقينا
هيهـات أن تبلـغ الصـهباء ما بلغت
تلـك الكـؤوس ولـو غالى المغالونا
يــا صــاحبيَّ إذا زرتــم مرابعنـا
بعـد الغـداة وجلتـم فـي مغانينـا
وجئتمــو منــزلاً بالشــرق مكتئبـاً
مـن بعـد مـا كـان بالأفراح يحيينا
تــذكروا صــاحباً بــالأمس نـادمكم
كـأس السـرور وأصـفى الـود نادينا
واليـوم أمسـى يعـاني هـول محنتـه
نـائي الأنيـس بعيـد الـدار مسكينا
أواه تغلبنــي الــذكرى فأحبســها
لــو أسـتطيع وأخفيهـا ولـو حينـا
قـد بُـدّل الصـفو أكـداراً وما ذهبت
نشـوى الشـباب ولـم تبـل حواشـينا
وريّــقُ العمــر شـابت صـفو بهجتـه
أنكــى المصـائب أردتنـا مصـابينا
مـاذا نعـوّض عـن عهـد الصـبا بدلاً
إذا تقضــّى ومــا نلنــا أمانينـا
ومــا نؤمـل فـي الـدنيا وبهجتهـا
وهـي الـتي بكـؤوس الصـاب تسـقينا
تبــدي حقيقتهــا شــراً وتخــدعنا
بـالوهم لـو كـانت الأوهـام تغنينا
فلا المصــائب بعـد اليـوم تحزننـا
ولــو تــدوم ولا الآفــات تبكينــا
وليــس فــي الأمــر إلاّ أن نسـلّمها
لحكمــة العــادل الجبـار راضـينا
خلفان بن مصبح بن خلفان الشويهي.شاعر إماراتي، من سكان الشارقة، ولد في منطقة الحيرة من أعمال الشارقة، قتل أبوه وهو لم يكمل الخامسة، فكفله جده لأمه عبيد بن حمد الشامسي فأحسن كفالته، فتلقى تعليمه في أحد كتاتيب المدينة، ثم رحل قاصداً رأس الخيمة برفقة شيخه مشعان بن ناصر لمساعدته في التدريس، ثم عاد إلى مدينته ليتابع تحصيله العلمي عبر قراءة كل ما يقع بين يديه من كتب، فقد كان متقد الذكاء، حاضر البديهة، واسع الاطلاع، وكان يقرأ أحاديث الرسول عليه السلام للصبيان، وينشد الأشعار في مجالس الرجال فقد كان مغرماً بحفظ أشعار العرب ومطالعة أمهات كتب الأدب شعراً ونثراً، ونظم الشعر مبكراً، وعمل في التجارة مع جده، فسافر إلى الهند ومسقط وعدن، وكان يخرج للغوص خلال فصل الصيف، وفي إحدى رحلات الغوص وقع على ظهره فأصيب بمرض في عظام ظهره لازمه إلى أن مات به.