
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تحـلُّ حُلُـولَ اليُمـنِ فـي بلـدِ البشرِ
رِكــابُ أَبِـي يعقُـوبَ رأسِ بَنِـي فِهـرِ
وخَيــرِ ملُــوكِ الأرضِ شـرقاً ومغرِبـاً
صــَميمِ البهاليـلِ الغَطَارِفَـةِ الغُـرِّ
بَنِــي الأَسـَدِ الضـِّرغامِ أشـرَفِ أسـرَةٍ
وأهـلِ النَّـدَى الفيَّاضِ والنَّفعِ والضَّرِّ
ذَوِي النَّسـَبِ الوَضـَّاحِ والخَبَـرِ الَّـذِي
يُضــمِّخُ آفــاقَ العــوالِمِ بــالعِطرِ
ســُلالَتُها الشــَّهمُ الحُلاحِــلُ يُوســُفٌ
تفــوَّقَ بالإِحســانِ والحِلــمِ والبِـرِّ
لَـهُ فِـي شـعوبش العُـربِ أعظـمُ رُتبَةٍ
وَفِـي الاُمَـمِ الأُخـرَى لـه طيِّـبُ الذِّكرِ
وإنَّ لَـــهُ خُلقـــاً كخِلقَــةِ يُوســُفٍ
وإِنَّ لـــه خُلقــاً كخُلــقِ أبــي ذرِّ
لَـــهُ مِــن علِــيٍّ دِينُــهُ ووقــارُهُ
وَمِـن نـدِّهِ الصـَّفحُ الجميلُ عَنِ الوِزرِ
مَلأتَ عُيُونــاُ مــن قبــائِلِ تــادِلاَ
وكـانَت تـرَى السُّلطانَ بالنَّظَرِ الشَّزرِ
فصـارَت تـراهُ اليـومَ إِثمـدَ مُؤقِهَـا
وأَقصـَى مُناهَـا أَن يُبـارَكَ في العُمرِ
وترنــو بَنُــو ســامٍ جلاَلَــكَ خُشـَّعاً
وتحنُو الصَّيَاصِي من ذُرَى الأطلسِ الخَضرِ
نتِيجَـــةَ عــزمٍ بــالمهيمنِ واثِــقٍ
وأعمــال جيــشٍ لا يكــذِّبُ بالنَّصــرِ
وهِمَّــةِ حِـبِّ الـدَّولَتَينش مُقيمِنـا ال
مُشــير إِلـى الإِصـلاحِ مـن أوَّلِ الأَمـرِ
وأنصـــار صــدقٍ كالــذينَ أرَاهُــمُ
تمـادوا علَى الإِخلاصِ في السِّرِّ والجَهرِ
رِجَــالِ فَرَنســا والمغارِبَــة الأُلَـى
هُـمُ غُـرَّةُ التَّسـدِيدِ فِـي جبهَةِ العصرِ
أضـــَأتَ بَنِــي ملاَّلَ حِيــنَ نَحَوتهَــا
بطلَعَتِـكَ الأسـنَي مِـن الشـَّمسِ والبَدرِ
فهبَّــت إِلَــى لُقيــاكَ تمـرَحُ نشـوَةً
كمـا هـبَّ نُـوَّامٌ لَـدَى طلعَـةِ الفَجـرِ
بعامِلهـا الأرضـي أبـي جُمعَـةَ الَّـذِي
يُحبُّـــكَ حُبّـــاً لا يُكيَّــفُ بالشــِّعرِ
وحاكِمَهــا المُنشــِي نظـامَ رُبُوعِهـا
تَرَيـتَ السَّبَنتَى في الحُروبِ بَلِ البَبرِ
مُــولّيي أمَــامَ الهاشــمِيِّ مُناجِيـاً
أزَجِّـي ِإلَـى الأعتـابِ عاطِفَـةَ الشـُّكرِ
يقلِّـــدُنِي بيـــنَ الوُفُـــودِ قَلائِداً
نفــائِسَ تــزرِي بــاللآلِىء والتِّـبرِ
محمد البيضاوي بن عبد الله بن محمد بن أمانة الله بن الأمين الشنكيطي.علامة أديب، كان رمزاً متميزاً في الذاكرة الشعرية المغربية زمن الحماية ومعلماً من معالمها البارزين، فقد أوتي قدرة فائقة على قول الشعر وصياغة قوافيه، فأبدع فيه لوحات شعرية خالدة تفيض رقة وعذوبة. ولد في بلدة جوك بمنطقة تكانت جنوب بلاد شنقيط في بيت علم وصلاح ينتهي نسبه إلى جاكان جد قبيلة تجكانت.حفظ القرآن وتعلم مبادئ اللغة والإعراب والصرف والتاريخ وهو ابن إحدى عشرة سنة على أمه خديجة بنت البيضاوي، رحل إلى السمارة مجاوراً الشيخ ماء العينين ومنها إلى مراكش سنة 1326هـ، ومنها إلى فاس وتنقل بين مصر والحجاز وهو في كل ذلك طالب للعلم والأدب.كان جريئاً مقداماً، كريماً محباً للطرب، مشاركاً في العلوم، كانت ثقافته شنقيطية قروية أزهرية فرنسوية.توفي في مراكش ودفن فيها.