
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قُصـارَى المـرء ردُّ المستعارِ
وسـائِلَةُ الحيـاةِ إلـى قَرارِ
ولسنا بالخيارِ على اللَّيالي
ولكــنَّ اللَّيــاليَ بالخيـارِ
فَلا يَـأمَن عِثـارَ الـدَّهرِ حَـيٌّ
فليـسَ الـدهرُ مأمونَ العِثارِ
وقـد أفنَـآ ذَوي يـزنٍ وأخلَى
ديـارَ الحُمـسِ داراً بعدَ دارِ
ومـا شـَعبٌ مـن العِرنَينِ إلاَّ
رَمـى جَمراتِـه رَمـيَ الجِمـارِ
بِنَفسـيَ أنفُسـاً غُصـِبَت جِهارا
بـأمرٍ دَقَّ عَـن غَصـبِ الجِهـار
ولَـو طُلبَت بحُكمِ الحَربِ عادَت
بحَـربٍ دُونَهـا حَـربُ الفِجـار
بَنَــت شــَرَفاً بـأعلامٍ طِـوالٍ
مُعَطِّلَـــةٍ بأمصـــارٍ قِصــارِ
مصـابٌ عـمَّ قحطـانَ بـن هُـودٍ
وجَــل فخـصَّ حيّـاً مِـن نـزار
فــأيُّ زِمــامِ عاديـةٍ لقـومٍ
ليـومِ الخَطبِ أو يومِ المَغارِ
وأيُّ أشـــــمّ وأيُّ أخـــــتٍ
رُزيــتُ وأيُّ ظاريَــةٍ وظـاري
وأيــةُ جــارَةٍ ومَنـاخِ ركـبٍ
وَنَجعَــة مُرمِليــن وأيُّ جـار
غُلامٌ ليــس كالغِلمـانِ خُـبرا
وجاريــةٌ وليسـت كـالجَواري
متَـى تَرَبيتَهـا تَشـبَع ومهما
ضـَربتَ بـهِ ضربتَ بذي الفِقار
وأيُّ يَــدَيَّ مِـن أخـوي أشـجَى
أأشـجَى لليميـنِ أمِ اليَسـار
وأيُّهمـا عَلـى الخَلوات أبكي
أبـدرَ التَّـمِّ أم شمسَ النَّهار
أحيــنَ تَكــاملا أفَلا وأفضـَى
سـِوارُهما إلـى غَيـرِ السِّرار
ولـو ذَهبا بِعُمرِ العَودِ هانا
على الباكينَ أو عُمرِ الحُوار
مَضـَت ما أنضَتِ الصَّفَراتُ مِنها
ومـاتَ ومـا بَدا شَعرُ العِذارِ
فلا ضـَعفُ الصـِّغار أخـلَّ منهم
بِمنفَعــةٍ ولا هَــرَمُ الكِبـارِ
فيـا رَبَّ العِمامَـةِ كنتَ تَكفي
مِـنَ الحَسَراتِ عن ذاتِ الخِمار
ويـا عَـفَّ الإزارِ لقـد رُزينا
عَلَـى الاسـبُوعِ طـاهِرةَ الإزار
أكَفُّـكَ بالقَنـاةِ أشـَفُّ حسـنا
بهـا أم كفُّ أختِكَ في السَّوار
وخَـدُّكَ بالطَّلاقَـةِ كـان أبهـى
ضــياً أم خَــدُّها بالجُلّنـار
مَحاسـِنُ مِنـك مـا دَنِسَت بِعارٍ
ولا دَنســَت مَحاســِنها بِعـارِ
ألـم تُرِنا وجُوهَ البيضِ سُوداً
كــأنَّ جِباهَهـا طُليَـت بِقـار
أبعـدَكُما يًحـاذَرُ مـا يُجافَى
وكـانَ عليكُمـا كـلُّ الحَـذارِ
رأيتُكمـا أرقَّ علـى اليَتامى
وأرأَفَ فـي التَّحَنُّـنِ مِن صُوار
وأحفَـظُ للحُقُـوقِ إذا أضـيعَت
لـذي القُربَـى وأرعَى للجِوار
إذا حَجَبَ الدُّخانُ عَنِ المَوالي
وأجهَضــَتِ الأجنَّــةُ للقُتــار
فلا أدري لِطيـبِ الأصـلِ أُرثـي
وطيـبِ الفَرعِ أو طيبِ النَّجار
وأيُّكمــا أبُـتُّ عليـهِ قَلـبي
لِبَتَّـةِ ذلِـك السـَّبَبِ المُغـار
لما يُثني الزًّمانُ مِن افتِقادٍ
إلـى وَجهَيكُمـا ومِـن افتِقارِ
ومـا نَـزلَ المنازِلَ مِن خَرابٍ
ومــــا عَمَـــرَ المقـــابِر
يَمُـرُّ الرّاغِبُـونَ بـه وأنسـى
زيارَتَهـا علـى قُـربِ المَزار
فَــرِزءُ مُتَمِّــمٍ رُزئي وفَجعـي
كَفجَعتِـه بصـاحِبِ ذي الخِمـار
فلا وَأبــي وجَــدّي لا تُنـاهَى
علـى وَجـدِ الفرزدق في نَوار
فَيـا مُخفـي الشَّماتَة أيُّ شيءٍ
حَصـُلتَ عَلَيـهِ في سَحَقِ المزارِ
أتعَجَـبُ للجـواهِرِ أَن تَفـانَت
وَتَفــرَحُ بالســَّلامَةِ للحِجـارِ
تَوقّــع مـا لَقُـوه ولا تُؤَمِّـل
رَفاهيــةً فإنَّـك فـي الأثـار
فمُهلِــكُ فــاطِمِ مُلـوٍ بهنـد
ومُفنــي صـالِحٍ مُفنـي قِـدارِ
إذا غيـضَ البِحـارُ وهنَّ أدنَى
إلـى شـَرَفٍ فأوشـِك بالغِمـارِ
ولا عجـبٌ فـإن الـدَّهرَ يُبقـي
جَــواهِرَهُ ويَرمــي بالمحـارِ
غـدت لكُمـا الغَـوادي مُثقلاتٍ
وراحت أو سَرت لكُما السَّواري
ولا زالـت عيـونُ المزنِ تُذري
عَلـى قبرَيكُمـا هَلَـل القَطارِ
القاسم بن علي بن هتيمل، الخزاعي نسباً، الضمدي بلداً.شاعر، كبير شعراء عصر الملك المظفر يوسف بن عمر الرسولي (694هـ)، أصله من بلاد المخلاف السليماني، الإقليم الذي يقع على شاطئ البحر الأحمر بتهامة اليمن،