
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كمـا قلتـمُ لـن يرتَضي السِّلمَ مُجرِمُ
ولا حُكــمَ إذ إنَّ الحُســامَ المُحَكَّـمُ
وإنَّ اتِّقـــاءَ الشــَّرِّ لِلمَــرءِ لازِمٌ
وإنَّ اتِّقــاءَ الشــَّرِّ بِالشـَّرِّ أَلـزَمُ
يُجَمجِـمُ فـي القـولِ الخَـبيثِ تَختُّلاً
لِيُفصــِحَ حَــدُّ السـيفِ حيـنَ يُجَمجِـمُ
طَغَــى وبَغــى المغـرورُ جهلاً وغَـرَّهُ
مـنَ القـومِ حلـمٌ عنـهُ والحُرُّ يَحلُمُ
ولكــنَّ خبــثَ النفــسِ داؤُه مُعضـِلٌ
ولاَ لِقَضـــاءٍ عَــن مَريضــِه مَــبرَمُ
تَطــاولَ عــن شــَعبٍ بَريـءٍ مُجـاوِرٍ
لــه وبِحــارُ الســُّوءِ طبـعٌ مُـذَمَّمُ
ونــادى خُضـوعاً أو لِحَـربٍ تَقَـدَّموا
فكــان جــوابَ الباسـِلينَ التَّقَـدُّمُ
كـأنَّهُ عـن أَنيـابِه الـوحشُ كاشـراً
وقــد خَـاله شـُهداً إذا بـهِ عَلقَـمُ
ولمـا دَرَى مـا لـم يَكـن له دارياً
وأيقــنَ يــومَ الــرَّوعِ أنَّهُـمُ هُـمُ
وشــاهَدَ مِنهُـم فـي صـفوفِ قِتـالِهِم
أُســوداً وفــي جَــوٍّ نُسـوراً تُهَـوِّمُ
وأصــلُوهُ نيـرانَ الجَحَيـمِ وتـابعت
شــَياطينَه شــُهبُ المَناطيـد تَرجُـمُ
تَرامــى ذليلاً بَيــن أقـدامِ خَصـمِه
وقــال أَغِثنــي والغَنيمَــةُ تُقسـَمُ
ولا تُشــمِتِ الاَعــدَاءَ ولتَـكُ نَاسـياً
لِمَــا بيننــا إنـي لِنَعلِـكَ أَلثِـمُ
ومــدَّ يــداً مَخضـوبةً بـدَمٍ الـوَرى
لِصـــُلحٍ ومـــسٌّ للنَّجاســَةِ يَحــرُمُ
كـــأنَّهُ يُبـــدي لِلأَنــامِ تَنَــدُّماً
وهــل لمنــاتين الضــمير تنــدم
وهــل ثِقَــةٌ فيمــن يَقـولُ لِسـانُهُ
وأَعــالُهُ عَــن عكــسِ قَـولٍ تُتَرجِـمُ
علــى مِثــلِ هتليـرٍ تَهـونُ كرامَـةٌ
فَيصـغُرُ عنـدَ النـاسِ مـن حيثُ يَعظُمُ
أيـا شعبَ بولونيا الشهيدَ ومَن بَنى
لِمَجــدِه صـَرحاً شـامخاً ليـس يُهـدَمُ
لـكَ اللـهُ مـن شـَعبٍ رأى أن مَـوتَهُ
شـريفاً هـو العيـشُ الهَنيءُ المُنَعَّمُ
ســهامُ المَنيـا سـُدِّدَت نحـو صـَدرِهِ
فَمــدَّ إليهــا صــَدرَهُ وهـو يَبسـِمُ
وطـارَ إليهـا فـي السَّماءِ وقد رأى
علــى رأسـِهِ طَيـرَ المَنايـا تُحَـوِّمُ
وضــَحَّى ومــا ضــَحّى بغيـرِ حيـاتِه
جوابــاً لصــوتٍ مــن ضـميرٍ يُكَلِّـمُ
علــى أنكــم لا زلتـمُ خيـرَ دولـةٍ
كمــا كنتــمُ قبلاً كــذاكَ بَقِيتُــمُ
سَتُقشــَعُ ســُحبُ الظلِـم بعـد تَغَيُّـمٍ
مــتى طـالَ مِـن ظُلـمٍ سـحابٌ مَغَيِّـمُ
تَــوَهَّمَ أن يَحظــى بنيــلِ مُــرادِه
ولكنَّــهُ قــد ســاءَ مــا يَتَــوَهَّمُ
فمـا زالـتِ الأنصـارُ دومـا وراءَكُمُ
تُطــالِبُهم بالثَّـأرِ والنـارُ تُضـرَمُ
علـى أنَّنـا والحُـزنُ ملـءَ فُؤادِنـا
سـَنَبكيكمُ مـا دامـتِِ العيـنُ تَسـجُمُ
سـَنبكي علـى مـا قـد جنَت يدُ ظالِمٍ
وأعجَـــبُ منـــه ظـــالِمٌ يَتَظَلَّــمُ
ويَتَّـــمَ أطفـــالاً وأرمَــلَ نِســوةً
وكــم ثاكِـلٍ تُشـجي الفُـؤادَ وأيِّـمُ
ورُبَّ أبٍ والحـــزنُ يلتــاعُ قلبَــه
علــى ابنــهِ لا يشــكو ولا يَتَـأَلَّمُ
وهـل يَشـتَكي مَـن لا يَـرَى له رَاحماً
وإنَّ لِصــلدِ الصــَّخرِ قلبـاً فَيَرحَـمُ
تَمتَّعتــمُ بــالعطفِ مِــن كـل أُمَّـةٍ
فَـدُوموا كمـا كُنتُـم فـأنتمُ أنتـمُ
وأوفــت فرنسـا والحليفَـةُ أُختُهـا
بعهــدٍ وعهــدُ لاحُــرِّ دَيــنٌ مُحَتَّـمُ
وهــذا هلالُ العِــزٍّ والمجـدِ خـافِقٌ
لــواءٌ عليـه النَّصـرُ دومـا مُخَيِّـمُ
أَمــامَ شــُعوبِ المُســلمين تَقَـدَّمت
بــهِ دولــةَ التُّـركِ الـتي تَتَقَـدَّمُ
لــواءٌ تَسـامى فِـي السـَّماءِ هلالُـهُ
شــعوبُ بنــي الإسـلامِ حَـولَهُ أنجُـمُ
هـي الدولـةُ الغَـرَّاءُ أمَّـا حُسامُها
فنـــارٌ وأمــا جيشــُها فَعَرَمــرَمُ
وأوفـت بعهـدٍ شـَانُها فـي عُهودِهـا
وحاشــاهُ لـم يَنكُـث لِعِهـدِه مُسـلِمُ
ولا كَـالأُلى فـي العـالَمِين تَمَيَّـزوا
بَنكــثِ عُهــودٍ عاهَـدوها وأقسـَموا
هـو السـِّلمُ مَحمـودٌ ولكـن مَعَ أهلِهِ
وأمَّا العِدا فالزُّهدُ في السِّلمِ أسلَمُ
سـقَى اللـهُ دهراً فيه صارت عُيونُنا
تَـــرى ذا جُنــونٍ عــاقِلا يَــتزَّعَّمُ
يَسـوقُهُ نحـو المـوتِ يَقضي عليه أو
علــى غيــرِه يَقضـي وأنفُـه مُرغَـمُ
مُـثيرٌ لِحُـزنِ المَـرءِ يُبصـرُ مُجرِمـاً
يُنَغِّــصُ عيـشَ النـاسِ إذ هـو يَنعَـمُ
مُـثيرٌ لحـزنِ المـرءِ يُبصـرُ مجرمـاً
يُعــذِّبُ خَلــقَ اللــهِ طُـراًّ وَيظلِـمُ
مُـثير لحـزنِ النـاس يُبصـرُ مُجرمـاً
لــه فــي رِقــابِ الأبريـاءِ تَحَكُّـمُ
أليـسَ مـنَ البلـوى انطمـاسُ حَقائقٍ
فَيَشــقى بَريــءٌ حيـن يَسـعَدُ مُجـرِمُ
فليــسَ يَطيــبُ العيــشُ إلا بِخَنقِـهِ
وجُرثومــةُ النــازي تُبـادُ وتُعـدَمُ
علـى الصـَّخرةِ الصـَّماءِ حَطَّـمَ نَفسـَهُ
وكــان جــديراً بالسـَّفيهِ التَّحطُّـمُ
ولا عمَــلٌ مثــلُ التعــاوُنِ واجــبٌ
ولا شـــرَفٌ منـــهُ أعـــزَّ وأعظَــمُ
لِيَرضــى بــه تاريخُنــا وضـَميرُنا
ويَرضـى بـه المـولى الإمامُ المُعَظَّمُ
مليـكُ الـورَى الميمـونُ طالِعُه ومَن
بـــه غِبطَـــةُ أيـــامِهِ تَتَبَســـَّمُ
أدامَــهُ ربُّ العَـرشِ لِلخَلـق مُـؤمَلاً
وأنجـحَ منـهُ السـَّعىَ ماخـابَ غَيشـَمُ
وشــَفَّعَ وهَّــابُ المُنـى عيـدَ عَرشـِهِ
قَريبـاً بشـعيدِ النّضصرِ واللهُ أَكرَمُ
وقــولكُمُ آميــنَ يـا سـامعينَ لـي
يَكــون خِِتامــاً والســَّلامُ عَلَيكــمُ
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.