
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا لـذَّةَ الحُلـمِ فـي إِغفاءَةِ الوَسَنِ
تَحكِـي جُفـونَ بَنـاتِ الـرُّومِ فـي وَهَن
قـد بـتُّ أقطـعُ ليـلَ السـُّهدِ في فِكَرٍ
تَـــترَى علَـــىَّ بِلاَ هَـــمٍّ ولا شــَجَنِ
مَــدَدتُ مِـن شـُفرِ أَجفَـانِي حَبَائٍِلَهـا
أصــطَادُ طيـفَ الكـرَى حتَّـى تَصـَيَّدَنِي
رَأيتُنِــي فِــي مَكَــانٍ لَسـتُ أجهَلُـهُ
لــو كنــتُ أعرِفُــهُ قَبلاً ولـم أَكُـنِ
فِــي مَحفَــلٍ بِوُجـوهِ الحُسـنِ مُزدَهِـرٌ
أَشـهى وَأبهـى مِنَ الحَلواءِ في الصُّحُنِ
تَنَاشـَدُوا مِـن بَـدِيعِ الشـِّعرِ عَـالِيَهُ
كَمــا تَســَاجَعُ أطيــارٌ عَلَــى غُصـُنِ
وَقــد تَصــَدَّرَ هُــم شـَيخٌ إزَاءَ فَتًـى
قَـد ظَـلَّ منـهُ بطَـرفِ اللَّحـظِ يَرمُقُنِي
رَأَيــتُ رَابــعَ عَقــدِ العُمـرِ وَدَّعَـهُ
ولـم يَـزَل يافعـاً فِـي وَجهِـهِ الحَسِن
يُجِيــلُ مَجــدَ لِحــاظٍ سـِحرُ ناظِرِهـا
يَبــدو كَآثــارِ نَعمَــاءٍ عَلـى دِمَـنِ
وقـد تَزَمَّـلَ فـي كـوخِ النَّسـَائِج مِـن
ثَــوبِ حَرِيــرٍ إِلـى صـُوفٍ إِلـى قُطُـنِ
فبـانَ مِـن بَينهـمِ والطَّـرفُ يَجمَعُهـم
فــي نَظــرةٍ وبــهِ لَمَّــا يُمَرِّينــي
كَدَوحــةٍ بيـنَ أفـوافِ الزُّهُـورِ لهـا
مـنَ البَهـا مـا لهـا فِي عَينِ مُفتَتَنِ
كَــأنَّهُ شــَيخُ بَــدوٍ حَــلَّ فـي مُـدُنٍ
وأنـتَ تعـرفُ شـيخَ البَـدوِ في المُدُنِ
لَـبيتُ داعي الفُضولِ في التَّساؤُلِ إذ
إنَ الفُضــُولَ مـع السـُّؤالِ فـي رَسـَنِ
فســِرتُ نحـو فتًـى مِـن غيـرِ مَعرفَـةٍ
وقُلـتُ مَـن ذا فقال النَّاصِري اليَمنِي
أَهلاً بمُتعَــةِ رُوحــي قُلــتُ مُبتَهِجـاً
وقُمــتُ عــانَقتُهُ شــَوقاً وعَــانَقَني
أَهلاً بخَيـــرِ أديـــبٍ ســـَيِّدٍ ســَنَدٍ
مُســـتَظرَفٍ كَيِّــس ســَمحٍ نَــهٍ ذَهِــنٍ
مَــاذا دعَـاكَ إلـى نُكـرانِ مَعرِفَـتي
وأنــتَ أنــتَ صـَديقُ السـِّرِّ والعَلَـنِ
فقَـال إن كَـان حَالي مَا اكتفيتُ بهَا
فـــانظُر فإنَّــكَ ذُو عَيــنٍ وذُو أُذُنِ
لَقــد دَعَــونِي لأَمــرٍ كنــت أحسـَبهُ
يَأتي على غَيرِ مَأتَى المَيتِ في الكَفَنِ
ومــا أضـَرَّ بِقَلـبي غيـرُ فُرقَـةِ مَـن
فِراقُـــهُ كَفِــراقِ الــرُّوحِ لِلبَــدَنِ
خَلَّفتــهُ بِرِبَــاطِ الفَتــحِ مُنتَظِــري
يـا مَـن بِقُـربِ رِبـاطِ الفَتحِ يَطرَحُني
لَـو كنـتَ تُبصـِرُهُ والعُـودُ فِـي يَـدِهِ
لَبِعــتَ دُنيــاكَ والأُخــرى بِلا ثَمَــنِ
إذا شـَدَا قلـتُ شـُحرورُ الغُصـونِ شَدا
لَــو أنَّ شـُحرورَ غُصـنٍ قُـدَّ مِـن غُصـنِ
فَقلـتُ هَـوِّن فمـا فـي الأمـرِ مِن حَرَجٍ
عَيــشٌ بلا مِحَــنٍ شــَرٌّ مِــنَ المِحَــنِ
ألمَــرءُ فِــي حَـزَنٍ لا بُـدَّ مِـن فَـرَحٍ
لَــهُ وفِــي فَــرَحٍ لاَ بُــدَّ مـن حَـزَنِ
يَــروعُ مَخبَــرُهُ مِــن قبــلِ مَنظَـرِهِ
كَــأَنهُ قِصــَّةٌ فِــي ســَالِفِ الزَّمَــنِ
لَــبيتُ دَعــوَتَهُم وَالشــَّوقُ يَجـذِبُنِي
وَجِئتُ أقطَــعُ أَرضَ الســَّهلِ وَالحَــزَنِ
لكـن بحَقِّـكَ مَـن هَـذا الَّـذي بِـه صَا
رَ القَلـبُ منـكَ حَليـفَ الشَّجوِ والشَّجنِ
وَراعَنِــي مِنــهُ دَمـعٌ كَـادَ يَغسـِلُنِي
أَعُـوذُ بِـاللهِ مـن آثَـامِ ذِي الظُنَـنِ
وكــادَ دَمعُــهُ يَجــري مِـن مَحَـاجِرِهِ
وَلــو جَـرى لَجَـرى كَالعَـارِضِ الهَتِـنِ
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.