
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلى الشيخ المطاع أبي الوفاء
أقــدم غيــر مختــار عـزائي
تثبـت يا ابن شيخ الناس قلبا
لمــا أمضــته اقلام القضــاء
لئن يكـن الـولي أبو المعالي
إمــام المســلمين الأصــفياء
دعــاه اللــه للأخــرى فلـبى
إلـى أعلـى رفيـق فـي السماء
وخلــف أمــة الإســلام ثكلــى
تفيـض عليـه دمعـا مـع دمـاء
فمــا زال اسـمه حيـاً رفيعـاً
يـــردد بالترضــي والثنــاء
يمينـــاً إنــه حــي يقينــاً
كـذا يبقـى إلـى يـوم اللقاء
ومــا حجبــت عـواطفه علينـا
كمـا قـد كـان أيـام الرخـاء
ومــا مـات الـذي أحيـا بلاداً
وبرَّأهــا مـن الـداء العيـاء
وخلـــف ســيداً حــبراً جليلاً
تجلــى بــالمروءة والحيــاء
فـأنت هـو الـذي أعطـاك سـراً
وجللــك المهابــة بالخفــاء
وأنـت وريـث ذاك الشـيخ قطعا
بـــآداب وعلـــم واقتفـــاء
ولـم تـزل العنايـة منه تأتي
اليــك بكــل صــبح أو مسـاء
فهــديء روعنـا واصـبر فإنـا
سـنجزع إن جزعـت علـى القضاء
تثبـت مثـل ثـاني اثنيـن لما
عــداه مصــاب خيـر الأنبيـاء
فتـاة الصـحب واندهشوا عقولاً
فقــام مقــام ليـث ذي إبـاء
فأيــدهم بمــا ألقـى عليهـم
فثــابوا للســداد والاهتـداء
كذلك نحن يا ابن أبي المعالي
فـــان تصــبر صــبرنا للبلاء
وإن تجـزع جزعنـا ما اصطبرنا
وصــرنا مثـل منبـوذ العـراء
خصوصــا ذلـك العبـد المعنَّـى
الـذي قـد ضاق ذرعاً بالتنائي
تـــأوبني همـــوم فادحـــات
وقــد حكــم الإلـه علـى جلائي
نـذرت النفـس قربانـا إذا ما
شـفي عمـي فلـم يُقبـل فـدائي
هـي الأقـدار تجـري رغـم أنفي
فمـا تغنـي نـذوري أو دعـائي
وإنــي قـد حرمـت لقـاه حيـا
وحرمــاني يــدل علـى شـقائي
ولــو أنــي علمـت بسـر غيـب
ومــا يطـويه مكنـون الغطـاء
لمـا أزمعـت للسـير المطايـا
ولـم أعبـأ بـدنيا مـن ورائي
فلا نـــدمي ولا ســـفر بمغــنٍ
أراد اللـــه بعــدي وابتلائي
فلا عجــب إذا أفنيــت دهــراً
حزينــاً لا أمــل مـن البكـاء
فـذا عمـي وذا شـيخي المفـدى
وذاك أبـو الجميع على السواء
فصـبراً يـا ابـن سيدنا وحاذر
ذئاب العلــم أوعيـة الريـاء
وصــلى اللــه ربـي كـل وقـت
علــى طــه ختــام الأنبيــاء
وآلٍ والصــحاب ذوي المعــالي
نجـــوم الاقتــدا والاهتــداء
عبد القادر بن محمد بن حسين القصاب، أبو المعالي الدير عطاني.أديب شاعر، وعالم أزهري ورع، ولد في ديرعطية من ريف دمشق، رحل إلى دمشق وتتلمذ على يد شيخها الشيخ عبد القادر بن صالح الخطيب في مدرسة الخياطين لمدة سنتين، ثم رحل إلى مصر لطلب العلم في الأزهر الشريف عام 1288هـ، مكث في الأزهر سبعة وعشرين عاماً متعلماً ومعلماً وأستاذاً، عاد إلى بلدته عام 1315هـ وأقام معهداً شرعياً في بلدته على غرار الأزهر درس فيه كل مواده وانتفع به خلق كثير، وأقام الجمعية الخيرية الدينية. انتقل إلى رحمته تعالى في ديرعطية ودفن به عام 1360هـ.من آثاره: (رسالة في التوحيد والحض على على طلب العلم) و(رسالة في الحكم والأمثال)، و(رسالة في النحو، و(نظم متن الدليل في فروع الفقه الحنبلي).