
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــنْ عـوضَ الصـبرَ عمـا فـاتَهُ ربِحـا
وكـان خيـراً مـن الممنـوع مـا منَحا
لا بــدَّ للمــرءِ ممـا قـد أُتيـح لـه
إن رفّـهَ النفـسَ فـي سـعي وإِن كـدَحا
فخـذ رويـداً بهـا وارتـع علـى ثقـةٍ
بـالرزق واغنـم مـن الأَعمال ما صلُحا
ولا تقولــوا بــأَن الحــرص يــوجبهُ
ولا أَقـــول بـــأن الســعي مَطّرحــا
بــل اجملـوا طلبـاً لا بـدّ مـن سـببٍ
ينجـي الغريـق ولكـن بعـدَ مـا سبحا
والمـرءُ يمشـي مـع الأَقـدار حيثُ مشت
مـع اختيـارٍ يميـز الحُسـنَ والقبحـا
وقـــدرةُ اللـــه للأســـباب لازمــةٌ
كمـــا تلازم روح الآدمـــي الشــبحا
مـــا ســـنبلت حنطــةٌ إلاّ بمزرعــةٍ
ولا رجـــي ولـــدٌ إلاَّ لمـــن نكحــا
مــا بيــن رقـدةِ عيـنٍ وانتباهتهـا
لطـفٌ مـن اللـه يـدني منـك ما نَزحا
لا تيأســـنَّ فمـــا حـــالٌ بدائمــةٍ
لــو قلـتَ للشـرِّ لا تـبرح ودم بِرَحـا
كـم كربـةٍ ضـاقٌ منها المرءُ فانفرجت
عنــهُ وأصــبح مســروراً بهـا فرحـا
والـدهرُ يومـان فاشـربه كـذا وكـذا
اشــربه مهمـا حلا واشـربه إن مَلحـا
واصــبر لمــا بــك فالأَيـامُ راجِعـةٌ
سـيجعلُ اللـهُ بعـد الترحـةِ الفَرجـا
لا تطلــبِ الشــييء الاّ فــي مظنَّتِــهِ
فمـن يوفـق لهـا لـم يعـدم النَجحـا
وللمـــآرب أَوقـــاتٌ تنـــالُ بهــا
لا يــدخلُ البـاب إلاّ بعـد مـا فُتحـا
غــداً يســُّرك مــا تمسـي تسـاء بـه
وينجلـي الشـكُّ بـالحق الـذي اتّضـحا
ويعلــمُ الملـكُ المنصـورُ مـا بخسـت
حقّــي الحظــوظُ وينهاهــا فَتصـِطلحا
قـد كـان لـي ذمـةٌ منـهُ علـى زمنـي
فمـا لـدهري علـيَّ اليـومَ قـد جمعـا
وكلتُمـــوني إلـــى خـــلِّ فضــيّعني
حفظـاً لكـم وهـو جـدٌّ يشـبهُ المِزحـا
رضــيتُ عنـك بمـا تعطـي وعنـه بمـا
لــم يعطنيــهِ لعلمــي أَنــه نَصـحا
ومــا ألــوم ســوى حــظٍّ يريـدُ بـه
نقصــانَ وفـري إذا فضـلي بـه رَجَحـا
لقــد وطــى عنـقَ العليـا وتـمَّ لـه
علـى الليالي بحمد الله ما اقتراحا
وامـــدحهُ لا مــدّعٍ وصــفاً يناســبُهُ
مـن ادّعـى فـوقَ مـا في وسعه افتُضِحا
وســـل صــارم ســعدٍ ليــس يشــبهُهُ
سـيفُ امـرئ سـافَ أَو رمـح امرئ رمحا
كَملــتَ حــتى تمنّــى فيــك ذو شـغفٍ
عيبـاً تعـاذَ بـه مِـن عيـن مَـن لمحا
ملأتَ حبًّـــا قلــوبَ الخلــق قاطبــةً
جـوداً وعفـواً علـى مـن ساء أَو صلحا
والرعـــبُ قــد ملأ الأَحشــا فكُلهُــمُ
يــرى حســامَك لا يؤســي إِذا جرحــا
فقــل لهــم وســيوفُ المـوتِ مغمـدةٌ
وحــرُّ وقــدةِ نــارِ الحـرب مالفحـا
خلّـوا عـن الهمَـم العُليـا لباعِثهـا
تلقــون عـن سـكراتِ المـوتِ مُنِتـدحا
لنجــل أَحمــدَ عبــداللهِ وأدّرعــوا
ثوبَ الخمولِ اضطراراً واهجروا المرحا
حـــبُّ الإِلَــهِ وحــبُّ اللــه أَعَقبــهُ
بـأَن مـا انسـدَّ واسـتدعى به إنفتحا
مـن كـان فـي عنـوهِ البـاري فخاذَلهُ
نعــدّهُ وهــو حــي بعــضَ مـن ذُبحـا
غظــتَ العــدوَّ وأَرضـيت المحـبَّ بمـا
تسـدي ولـم تخجـلِ المثني الذي مَدحا
أَفلحـتَ يـا حـزبَ ربِّ العـالمين ومَـنْ
فـي حزبـه كـانَ نـالَ الفوزَ والفَلَحا
إِذا نزلــتَ بهــذا الجيــش معتمـداً
قومــاً فســاء صــباحاً منـذر صـبحا
فــأَنتَ مــاضٍ بعــونِ اللــهِ مشـتملٌ
بذمــةِ اللــه مســتغنٍ بمــا مُنحـا
إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني.شاعر باحث، من أهل اليمن، والحسيني نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها، والشرجي نسبة إلى شرجة من سواحلها، والشاوري نسبة إلى بني شاور قبيلة أصله منها.تولى التدريس بتعز وزبيد، وولي إمرة بعض البلاد، في دولة الأشرف، ومات بزبيد.له تصانيف كثيرة منها: (عنوان الشرف الوافي في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافي- ط)، و(ديوان شعر- ط)، و(الإرشاد- ط) في فروع الشافعية، واختصر به الحاوي، و(بديعية) وغير ذلك.