
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتـدري لمـن تبكي العيون الذوارف
وينهــل منهــا واكــف ثـم واكـف
نعـم لامـرئ لم يبق في الناس مثله
مفيـــد لعلــم أو صــديق ملاطــف
تجهــز إسـحاق إلـى اللـه غاديـاً
فللـــه مــا ضــمت عليــه اللائف
ومــا حمـل النعـش المزجـى عشـية
إلـى القـبر إلا دامـع العيـن لاهف
صـــدورهم مرضــى عليــه عميــدة
لهــا أزمــة مــن ذكـره وزفـازف
تــرى كــل محــزون تفيـض جفـونه
دموعـاً علـى الخـدين والوجه شاسف
جزيــت جــزاء المحسـنين مضـاعفاً
كمـا كـان جـدواك الندى المتضاعف
فكــم لــك فينـا مـن خلائق جزلـة
ســبقت بهــا منهـا حـديث وسـالف
هـي الشـهد أو أحلـى إلينـا حلاوة
مـن الشهد لم يمزج به الماء غارف
ذهبــت وخليــت الصــديق بعولــة
بــه أســف مــن حزنــه مــترادف
إذا خطــرات الـذكر عـاودن قلبـه
تتــابع منهــن الشـؤون النـوازف
حـبيب إلـى الإخـوان يـرزون مـاله
وآت لمـا يـأتي امـرؤ الصدق عارف
هـو المـن والسـلوى لمـن يستفيده
وسـم علـى مـن يشـرب السـم زاعـف
بكــت داره مــن بعــده وتنكــرت
معـــالم مــن آفاقهــا ومعــارف
فما الدار بالدار التي كنت أعتري
وإنـي بهـا لـولا افتقاديـك عـارف
هــي الـدار إلا أنهـا قـد تخشـعت
وأظلــم منهــا جـانب فهـو كاسـف
وبــان الجمــال والفعـال كلاهمـا
مـن الـدار واستنت عليها العواصف
خلــت داره مــن بعــده فكأنمــا
بعاقبـة لـم يغـن فـي الدار طارف
وقــد كــان فيهـا للصـديق معـرس
وملتمــس إن طــاف بالـدار طـائف
كرامــة إخــوان الصــفاء وزلفـة
لمـن جـاء تزجيـه إليـه الرواجـف
صـحابته الغـر الكـرام ولـم يكـن
ليصــحبه السـود اللئام المقـارف
يــؤول إليــه كــل أبلــج شـامخ
ملــوك وأبنـاء الملـوك الغطـارف
فلقيــت فــي يمنـى يـديك صـحيفة
إذا نشـرت يـوم الحسـاب الصـحائف
يسـر الـذي فيهـا إذا مـا بدا له
ويفــتر منهـا ضـاحكاً وهـو واقـف
بمـا كـان ميمونـاً علـى كـل صاحب
يعيــن علــى مــا نـابه ويكـانف
ســـريع إلــى إخــوانه برضــائه
وعــن كــل ماســاء الأخلاء صــارف
أرى النـاس كالنسناس لم يبق منهم
خلافـــــك إلاحشــــوة وزعــــانف
مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، أبو عبد الله.علامة بالأنساب، غزير المعرفة بالتاريخ، كان أوجه قريش مروءة وعلماً وشرفاً، وكان ثقة في الحديث، شاعراً، ولد بالمدينة، وسكن بغداد، وتوفي بها.له كتاب (نسب قريش - ط)، و(النسب الكبير).