
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســألنا فقـالوا هـذه جنـة الـورد
فلمــا دخلناهـا بـدت جنـة الخلـد
مشـينا بهـا بيـن السماطين عسكرا
فمــن زنبـق طلـق ومـن زنبـق جعـد
وطفنـا بهـا والطيـب رائد أمرنـا
فمــن عنــبر ذاك ومســك ومـن نـد
ولمـا بلغنـا سـاحة الـورد نالنـا
من الدهش ما يلهي العطاش عن الورد
هنالــك قــد حـل الجمـال باسـره
فظفرنــا بــالحظ نقــدا بلا وعــد
فاشـكال ذاك الـورد معجـزة النهـى
والــوانه شــتى تعــدت عـن العـد
ففـي كـل شـكل بدعـة تسـلب الحجـى
وفــي كـل لـون آيـة لـذوي الرشـد
يــبيت بهــا طــرف الخلـي متيمـا
ويغـدو بهـا قلـب المـتيم فـي وقد
يــدير علينــا سـحرها طعـم قرقـف
ويملـي علينـا حسـنها سـور الحمـد
ويبعــث فينــا نشــوة بعـد نشـوة
ومـا نحـن فـي سـكر ولا نحن في وجد
ولكـن سـر الحسـن فـي النفس فعله
يقصــر عــن تعريفــه كـل ذي جهـد
ومـا ذاقـه الا القليلون في الورى
وقـد زهقـت دعـوى كـثير لدى النقد
لقـد فتحـت ازرار ذا الـورد فتنـة
بســر لفتــح اللــه حـوط بالسـعد
فتى الحزم والعرفان والعزم والذكا
صـديق الوفـا رب الـولا حافظ العهد
تعشـق فعـل الخيـر والجـود طبعـه
وهــام بغايــات المــرؤة والمجـد
فخــار ثنــاء النــاس طـرا لهمـة
أبـت راحـة مـا لم تنل اشرف القصد
ابــر فــتى بالوالـدين وخيـر مـن
ترفــع عــن حقــد واغمـض عـن ضـد
ويـــدفع بطــل المبطليــن بهمــة
يصـول بهـا كالسـيف سـل مـن الغمد
وقـد كنـت أوليه الوداد على البعد
فكيـف واضـحى اليـوم اقرب من زندي
بقيــت لنــا خيــر البنيـن مهنـا
بعرســك كيتـا فهـي واسـطة العقـد
ومــا أنــا مــداح ولكـن فضـائلا
أعــددها حمــدا لمســتوجب الحمـد
قسطاكي بن يوسف بن بطرس بن يوسف بن ميخائيل الحمصي.شاعر، من الكتّاب النقّاد. من أهل حلب، مولداً ووفاة. أصله من حمص، هاجر أحد جدوده (الخوري إبراهيم مسعد) إلى حلب في النصف الأول من القرن السادس عشر للميلاد، ولزمته النسبة إلى حمص كما لزمت سلالته، ومنها الآن في دمشق والقاهرة ومرسيليا وباريس ولندن، وتعلم قسطاكي في أحد كتاتيب الروم الكاثوليك ثم بمدرسة الرهبان الفرنسيسكان (نسبة إلى مار فرنسيس) ولم يمكث في هذه أكثر من 15 شهراً، وانصرف إلى التجارة. وجمع ثروة كبيرة. وقرأ علوم العربية على بعض المعلمين في أوقات فراغه. وزار مرسيليا وباريس مرات عكف في خلالها على درس اللغة الفرنسية فأحسنها، وقرأ كثيراً من أدب العربية، قال عن نفسه في رسالة بعث بها إلى الزركلي: (كان لا يطالع غير كتب الفصحاء، حتى صار يأبى قراءة كتب غيرهم أشد الإباء) وترك التجارة سنة 1905م، فأكثر من الرحلات إلى فرنسة وإنجلترة وإيطالية والقسطنطينية ومصر.وصنّف أفضل كتبه (منهل الورّاد في علم الانتقاد - ط) ثلاثة أجزاء. ونشر كثيراً من الفصول في كبريات الصحف والمجلات. وله كتاب (السحر الحلال في شعر الدلال - ط) في سيرة خاله جبرائيل الدلال، و(أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر - ط)، و(مجموع رسائل وخطب ومقالات في أغراض شتى) لم يطبع، و(ديوان شعر - خ) كبير، و(مجموع أغان) من تأليفه. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. وشعره تغلب عليه جودة الصنعة، وفي بعضه رقة وحلاوة.