
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـازالَتِ الأَيّـامُ تُخبِـرُ سائِلاً
أَن سـَوفَ تَفجَعُ مُسهِلاً أَو عاقِلا
إِنَّ المَنونَ إِذا اِستَمَرَّ مَريرُها
كـانَت لَها جُنَنُ الأَنامِ مَقاتِلا
فـي كُـلِّ يَـومٍ يَعتَبِطنَ نُفوسَنا
عَبـطَ المُنَحِّـبِ جِلَّـةً وَأَفـائِلا
مـا إِن تَرى شَيئاً لِشَيءٍ مُحيِياً
حَتّــى تُلاقيــهِ لِآخَــرَ قـاتِلا
مِن ذاكَ أَجهَدُ أَن أَراهُ فَلا أَرى
حَقّـاً سِوى الدُنيا يُسَمّى باطِلا
لِلَّـهِ أَيَّـةُ لَوعَـةٍ ظِلنـا بِهـا
تَرَكَـت بَكِيّـاتِ العُيونِ هَوامِلا
مَجـدٌ تَـأَوَّبَ طارِقـاً حَتّـى إِذا
قُلنا أَقامَ الدَهرَ أَصبَحَ راحِلا
نَجمـانِ شـاءَ اللَـهُ أَلّا يَطلُعا
إِلّا اِرتِـدادَ الطَرفِ حَتّى يَأفِلا
إِنَّ الفَجيعَـةَ بِالرِياضِ نَواضِراً
لَأَجَـلُّ مِنهـا بِالرِيـاضِ ذَوابِلا
لَـو يُنسـَآنِ لَكـانَ هَذا غارِباً
لِلمَكرُمـاتِ وَكـانَ هَـذا كاهِلا
لَهفي عَلى تِلكَ الشَواهِدِ فيهِما
لَـو أُمهِلَـت حَتّى تَكونَ شَمائِلا
لَغَـدا سـُكونُهُما حِجىً وَصِباهُما
حِلمـاً وَتِلـكَ الأَريَحِيَّـةُ نائِلا
وَلَأَعقَـبَ النَجـمُ المُـرِذُّ بِديمَةٍ
وَلَعـادَ ذاكَ الطَلُّ جَوداً وابِلا
إِنَّ الهِلالَ إِذا رَأَيــتَ نُمُــوَّهُ
أَيقَنـتَ أَن سَيَكونُ بَدراً كامِلا
قُـل لِلأَميـرِ وَإِن لَقيـتَ مُوَقَّراً
مِنـهُ بِرَيـبِ الحادِثـاتِ حُلاحِلا
إِن تُـرزَ فـي طَرَفَي نَهارٍ واحِدٍ
رُزئَيــنِ هاجـا لَوعَـةً وَبَلابِلا
فَالثِقـلُ لَيـسَ مُضـاعَفاً لِمَطِيَّةٍ
إِلّا إِذا مـا كـانَ وَهماً بازِلا
لا غَـروَ إِن فَنَنـانِ مِن عيدانِهِ
لَقِيــا حِمامـاً لِلبَرِيَّـةِ آكِلا
إِنَّ الأَشــاءَ إِذا أَصـابَ مُشـَذِّبٌ
مِنـهُ اِتمَهَـلَّ ذُرىً وَأَثَّ أَسافِلا
حِقفانِ هالَهُما القَضاءُ وَغادَرا
قُلَلاً لَنـا دونَ السَماءِ قَواعِلا
رَضـوى وَقُـدسَ وَيَـذبُلاً وَعَمايَـةً
وَيَرمرَمـاً وَمُتالِعـاً وَمُواسـِلا
الطــاهِرَينِ وَإِخـوَةً أَنجَبتَهُـم
كَـالحَومِ وُجِّهَ صادِراً أَو ناهِلا
شـَمَخَت خِلالُـكَ أَن يُؤَسـّيكَ اِمرِؤٌ
أَو أَن تُـذَكَّرَ ناسِياً أَو غافِلا
إِلّا مَـواعِظَ قادَهـا لَـكَ سـَمحَةً
إِسـجاجُ لُبِّـكَ سامِعاً أَو قائِلا
هَـل تَكَلَّـفُ الأَيـدي بِهَـزِّ مُهَنَّدٍ
إِلّا إِذا كـانَ الحُسامَ القاصِلا
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.