
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دار اليــتيم لـك القصـور فـداء
فهنــــاك لا عطـــف ولا إجـــداء
ان لم يجد في القصر أيتام الورى
مـأوى لهـم فعلـى القصـور عفـاء
لـك ذروة يـا دار أعلاهـا النـدى
إذ جــاء يرفــع غيرهـا البنـاء
تبــدو إذا جــن الــدجى وضـاءةً
فكأنمـــا هـــي كـــوكب وضــاء
لا كهربــاء بهــا تضــيء وانمـا
منهــا لأقمــار الكمــال ضــياء
أيـن القصـور الشـم مـن دارٍ بها
يرعــى اليـتيم ويرحـم الفقـراء
لا كـــان قصــرٌ أبطــرت ســكانه
نعــــم فمعظـــم مشـــيهم خيلاء
فـي المنكـرات لهـم سـماحة حاتمٍ
وإذا اســــتمحتهم فهــــم بخلاء
متجهمـون إذا الفقيـر بـدا لهـم
متبلجـــون إذا بـــدت حســـناء
حــظ العفـاة إذا هـم اسـتجدوهم
صــلف يهيــج الحقــد واسـتهزاء
وفتــاهم عمــه الفــؤاد مخنــث
وفتــــاتهم مطروفـــة رعنـــاء
وردا حيــاض اللهـو مترعـةً ولـم
يردعهمــــا ورع ولا اســــتحياء
هـــذا يرنحــه الهــوى ولهــذه
نفــس تهيــج غرامهــا الأزيــاء
وكأنهــا لــم تـدر حيـن تـبرجت
أن الكمــــال تصـــون وحيـــاء
تختــال معجبــةً وفــي خطواتهـا
غنــج وفــي نظراتهــا اسـتغواء
ليـس الفنـاء توسـد الناس الثرى
لكـــن تــرك الصــالحات فنــاء
لــم تفســد الاخلاق بعــد صـلاحها
حـــتى اراد فســادها الكــبراء
ألفـوا الخلاعـة غيـر نـزرٍ منهـم
فتشـــبهت بســـراتها الــدهماء
وإذا نصـحت لهـم بمـا هـو واجـبٌ
فكمـا يسـيل علـى الصـفاة الماء
تـأبى النفـوس إذا ضـللن هدايـةً
وإذا مرضــن فمــا لهــن شــفاء
ولكــم تقلبـت الليـالي بـالورى
فتـــبين الشـــرفاء والغوغــاء
لا تعجبــن لمعشــرٍ قــد أحسـنوا
فحمـــدتهم ولآخريـــن أســـاءوا
فالنــاس يتبعــون وحـي نفوسـهم
ومــن النفــوس حــرائر وإمــاء
أحمـاة هـذي الـدار انكـم الالـى
رقبـوا المـآب فأحسنوا ما شاءوا
ان تــذكروا فلكــل قلــبٍ غبطـةٌ
بكــم وملــء فـم الزمـان ثنـاء
نســي اليتــامى عنـدكم آبـاءهم
حـــتى كـــأنكم لهـــم آبـــاء
أجــديتموهم بعــدما اســتجديتم
لهــم الكــرام وللكــرام سـخاء
وأزلتــم بــالعطف ذلــة يتمهـم
فلهــم كأبنــاء النعيــم إبـاء
وجعلتمـــوهم هــانئين برفقكــم
فــالعيش نضــر والحيــاة رخـاء
معنـى ابتسـامهم الثنـاء عليكـم
ورنــوهم عنــد اللقــاء دعــاء
وإذا احتــوتهم للرقــاد مضـاجعٌ
حلمـــوا بــأنهم بكــم ســعداء
أو أعجــز الاطـراء منهـم السـنا
فقلـــوبهم خفقانهـــا اطـــراء
علمتمــوهم مــا يفيــدهم غــداً
فلهــم بمنتظــر الزمــان رجـاء
مــاذا يضــيرهم وســابغ فضـلكم
لهــم مــن الخطـب الملـم وقـاء
تبــدي عــوارفكم علـى قسـماتهم
بشـــراً يخـــبر انكــم رحمــاء
غشــى سـواد الحـظ وجـه حيـاتهم
حــتى جلتــه يــدٌ لكــم بيضـاء
فـإذا هـم كفـروا ايـاديكم فمـا
فـي هـذه الـدنيا الغـرور وفـاء
شــرفاً حمـاة الـدار ان صـنيعكم
لهـــو العلاء لمـــن عــداه علاء
شـرفاً فخيـر النـاس نـافعهم إذا
نزلـــت مبرحـــةً بهــم دهيــاء
مـا المنفقون على الملاهي ما لهم
والمحســنون إلـى اليـتيم سـواء
ان يسـتر الـذهب العيـوب فمثلما
يبــدو علــى خبــث الحديـد طلاء
ليــس المسـود مـن يـتيه بمـاله
ان المســــود مــــن لـــه آلاء
والمجـد ان يكسى اليتيم المزدرى
لا ان تعــرى الغــادة الهيفــاء
والفضــل اطعـام الفقيـر تطلبـاً
للأجـــر لا ان تشـــرب الصــهباء
والجـاه ان تـزدان بالجود العلى
لا ان تزيـــن بـــالحلي نســـاء
ان لـج مـثري القوم في استهتاره
ســفهاً فأقبــح عــاره الإثــراء
صــنع المــآثر مثبــتٌ لا غيــره
فضــل الرجــال فــأنتم الفضـلاء
واللـــه راضٍ عنكـــم ورســـوله
ومــن الزمــان اليكــم ايمــاء
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.