
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســقمتُ وكنـت أهـزأ بالسـقام
وأحســب أننــي فـوق النظـام
فأوسـعني حكيـم الـداء علمـاً
بــأني كنـت أحلـم فـي منـامِ
وقـد يـردُ المفيـد من التأذّي
وقـد يلـد الحلال مـن الحـرام
رويـدكِ يـا ابـن آدم لست إلا
كــثير الفيـش تيـاه العـرام
إذا تسـلم فإنـك فـي الثريَّـا
وإن تسـقم فإنـك فـي الرغـام
عرتنـي مـن بنـات النـار حمّى
تلازم فـي النهـار وفـي الظلامِ
كــأن لهــا علـيّ طويـل ثـأرٍ
فلجَّـت فـي العـداء والانتقـامِ
ولـو مطرتجحيـم الوقـد جمـراً
فكــانت مــدةً بقيــاس عــام
لقـد بحـث الطـبيب لهـا دواء
يخاصـمها ويمعـن فـي الخصـام
ويـدخل حيـث تدخل في الخبايا
ويخـرق حيـث تخـرق في العظام
أقــامت تهـدم البنيـان منـي
وغـالت بالإطالـة فـي المقـام
فيــا للجســم مضـطعاً صـريعا
رمــاه مـن رمـاة السـوء رامِ
أسـائل كيـف فلـجّ الـداء حتى
تحــوّل بــي إلــى داء جسـام
فهــل يقـع الملام علـيّ وحـدي
وهـل يخلـو الطـبيب من الملام
علــى أبنـاء لبنـان المفـدى
ســلام اللــه يتلــوه ســلامي
لقــد طلعـوا علـيّ بكـل عطـفٍ
فلطّــف عطفهعـم مضـض السـقام
وعــادوني زرافــات فكــانوا
نـدى الأعشـاب أو مـاء الغمام
وهـل يـأتي الكـرائم غيرُ قومٍ
كــرامٍ مــن بنـي قـومٍ كـرامِ
وما عادوا الحقير بهم وعادوا
أميــر الشــعر سـلطان الكلام
فكـم طربـوا لنغمتـه ومـالوا
كمـا مـال الحسـاة من المدام
وكـم سـمعوا له في الحيّ شعراً
فأوغـل فـي للكنانـة والشـآم
وعلَّــت طفلــتي وأنــا عليـلٌ
ولاح بوجههــا شــبح الحمــام
رأيـت الـداء يفطمهـا فتـأبى
غــذاء قبــل أيــام الفطـام
فملـتُ وفـي صـميم القلـب جرحٌ
جديــدٌ مـن جـراح المـوت دامِ
فلــو وزّعـتُ مـن المـي وهمـي
لغيّبــتُ البســيطة فـي قتـام
كـذاك هـي الشـدائد ليس نرضى
بــأن تحيـا الخلائق فـي سـلامِ
رمتنـــي بالنصــال مكــرّراتٍ
ولكــن لســتُ أرميهــا بقـام
أرحــب بالشـدائد يـوم تـأتي
وألقاهـــا بلطــفٍ وابتســامِ
فلـم أر فـي الشدائد غير داعٍ
يسـوق العـالمين إلـى الأمـام
هنالــك حيــث رغــدٌ مسـتطيل
تمـر العيـن بـالهمم النيـام
أحــس بـأن فـي أعمـاق صـدري
عـزائم للهجـوم علـى المـرام
عـزائم لـو قـذفتُ بهـا غضاباً
لزعزعــت القواعـد مـن شـمام
فــأعظم بالشــدائد مـن خطـبٍ
يحـثّ علـى الحماسـة والقيـام
لكـم لطمـت صـغار القوم قدراً
فحــوّلت الصــغار إلـى عظـام
تجيـء مـن لكهـوف بكـل عظمـى
وتســتل النبـوغ مـن الخيـام
وتخــرج للصــوارم كــل فــذٍّ
وتبعــث للمراقــم كــل سـامِ
تُصــيب العـالمين علـى سـواء
ولا ترشـــى بمــالٍ أو حطــام
سـواء عنـدها الرمـقُ العبـدىّ
وأســياد اليراعــة والحسـام
فلـو سـلك القضـاة على خطاها
لكـن العـدل أشـمل فـي الأنام
مللـت مـن الفـراش ولست أدري
أأنهـض نهضـة النجـد الهمـام
وأبصـر مـن جمـال الشمس وجهاً
وأشـهد طلعـة البـدر التمـام
وأسـرح فـي الحقـول وقد تجلّت
عرائســها الحســان بلا لثـام
أعـوذ بمـن يعـاذُ بـه ويرجـى
مـن اللزبـات والنـوب الجسام
وأحمــده علـى مـا فـات منـه
وأسـأله السـلامة فـي الختّـامِ
محبوب الخوري الشرتوني.شاعر. مولده بشرتون (في لبنان) تعلم ببيروت ودرس سبع سنوات. ورأس التحرير في جريدة (لبنان) وهاجر إلى المكسيك (1913) ونكب في التجارة. وأصدر جريدة (الرفيق) (1925) وعاش من موردها الضئيل. وأجريت له عملية استئصال المرارة، فمات في المستشفى، مغترباً.له (ديوان شعر - ط) نشر بعد وفاته. وفي شعره جزالة.