
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أخي عبد المسيح فدتك نفسي
يعـزّ علـيّ أن أهـب التأسي
لمثلـك أيهـا الخل المرجى
إذا الأحـداث فاتنـا ليـاس
وما أنا باعث لك من عزائي
سـوى ألـم تملـك كـل نفسي
وسـخر بـالوجود وما تغنى
بـه اللاهـون في أفياء رمس
ونطمـع فـي غـد وغـد تولى
كحاضـرنا ومـات بحضـن أمس
وما وهب الوجود لنا سرورا
سـوى الأحزان في اثواب أنس
ومـا خلد الحياة لنا ولكن
لــذرت ســبحن بكــل شـمس
فنح واسخر كسخري يا صديقي
بــدنيانا وبـالعيش الأخـس
وما كان افتقادك غير فقدي
لجــوهرة تضـيّع بعـد حبـس
أتـاني نعيهـا وأنـا مريض
وأقـرب عـودي حزنـي وياسي
أتـاني بعد أن دفنت ففاضت
دمـوعي مرتيـن لهـا ونفسي
وامـا أنـت أنت فيا صديقي
رجاحتــك الملاذ بكـل نحـس
وأنـت الفيلسـوف بلا مـراء
تفـك الأسـر عـن عـان وجبس
فلا تغلـل حجـاك بما تعاني
ومـا عانيت وافترض التاسي
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.