
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تنادينــا بنكهتهــا فهيـا
نعــم هيـا لنعبـدها سـويا
لتحسـدها الأزاهـر والدوالي
وتعشـق روحها الروح الشذيا
نماهـا الزنـج حبـاب صغارا
كحبـاب القلـوب لظـى وريـا
وقـد خلصـت طويتهـا جمـالا
فلا حـرج إذا اسـود المحيـا
إذا شــمت تفـوح بكـل قلـب
جنـى كالشـهد مبتسـما زكيا
وإن رشـفت تطـوف بكـل ذهـن
وتبـدعه الطـروب العبقريـا
هلمــوا إن مجلســها ربيـع
بـألوان الملاحـة قـد تزيـا
وفــي أقــداحها حـب بريـء
كحـب الطفـل يمـرح مسـتحيا
كــأن حبابهـا مـن ذكريـات
هواتـف كـالكواكب والثريـا
إذا ما استوعبت رفعت نفوسا
إلـى ما ليس ترفعها الحميا
كـأن سـوادها أخفـى نجومـا
يلاعــب بعضـها بعضـا صـبيا
هلمـوا نقتبـس منهـا حبورا
يشعشــعنا ونلثمــه نجيــا
فمـا بخلت لنا من قبل يوما
ببهجتهــا ولا جفـت النـديا
وكـم عـادت لنا عودا حميدا
وكـم جـادت لنـا جودا سخيا
ونحرقهــا ونسـحقها فـتزكو
كـأن لـم نرتكـب أمرا فريا
ونغليهـا فـترقص فـي غـرام
وتمنحنـا الرحيـق الكوثريا
أدرهـا أيها الساقي أدرها
وبــادر ربمـا خلقـت نبيـا
فمـــن أحلامهــا ســور وآي
وإلهـــام نطــالعه خفيّــا
إذا مـا الراح أغنتنا بوهم
وجـدنا القهوة الحقّ الغنيّا
ومـا حلم النيام وإن تغالى
كحلـم الصـحو مؤتلقـا سريا
أدرهـا كـي أغازلهـا وفيّـا
كمـا أهـوى وأتركهـا وفيّـا
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.