
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مفتيـاً بحرمـة التنبـاك
مِــن غيــر علـمٍ لا ولا إدراك
دع عنـك دعوى العلم بالأحكام
والخـوض فـي الحلال والحـرام
وصــف لنــا أكلــكَ للأرانـب
والضـب والجربـوع والثعـالب
فقــد هتكـتَ حرمـة الشـريعة
وهــي بنـا حوزتنعـا منيعـة
غــداتَ أنكــرتَ لغيـر منكَـر
مُــدَّعياً أنَّ ســواكَ المجـتري
فيــا غبيّـاً يَـدَّعي الفصـاحة
وليــس عنـده سـوى الوقاحـة
من الذي منّا على الله اجترى
وبــاءَ بـالإثم وجـاءَ منكـراً
أذاكَ مَـــن برأيــه اســتقلاَّ
محرِّمــــاً مـــا ربّـــه أحلاَّ
أم مَــن لَــه أدلَّــة عقليَّـة
تتبعهـــا أدلَّـــة نقليَّـــة
أمـا علمـتَ يـا سـخيفَ العقلِ
مَـن الـذي أفـتى لنـا بالحِلِّ
لــم يفتنـا بـذاك إلاّ اللـه
فيمــا إلــى نــبيه أوحـاه
مِـن خلقـهِ للخلق ما في الأرض
جميعَـهُ لا البعـض دون البعـض
واُذنــه بالأكــل فيــه ممـا
فـي الأرض إذ كـلَّ النباتِ عمّا
أخـرج منـه بالـدَّليل ما خرج
فليـس في استعمال باقيه حَرج
لأنّـــه يشــمله مــا عُقِّبــا
بـــذكر كـــونه حَلالاً طيّبــا
وإنّــه لــو لــم يكــن حلالا
عنــه نهانــا ربنـا تعـالى
إذ نهيـهُ العبـادُ عما لا يُحب
بمقتضــى اللطــف علـى يجـب
فــتركه النهـيَ دليـلُ الحَـلّ
أو فهـو إغـراء لنـا بالجهل
إذن فــأينَ اللطـف بالعبـادَ
أم أيـنَ رأفـة النبيّ الهادي
هلاَّ وقــى أمَّتــه مــن نــارِ
وقودهـا النـاس مـع الأحجـار
أقَصـــّر النــبيّ فــي الأداء
أم مـا درى الله بهذا الدّاءِ
استغفر الله من القول الخطل
وأسـأل العصـمة علمـاً وعمـل
إن قلـتَ هـذا الاعتراض مشترك
حيـث لـذكر حلّـه أيضـاً تـرك
إذ ليـس فـي الآيـات والنصُوص
بيـانُ حكـم التِتـنِ بالخصـوص
قلـتُ المبـاح حكمـه لا يَلـزم
بيــانه إذ تركــه لا يحــرم
وفعلــهُ يكفـي مَـن اسـتباحه
فــي حِلِّــهِ إصــالة الإباحـة
مع قبح أن يعاقب المولى على
فعــلٍ ولمَّـا ينهـى عنـه أوَّلا
إذاً فلا يحتــــاج للبيـــان
إذ تركـــه وفعلـــه ســيَّانِ
ليــس علــى تــاركه عقــاب
ولا لمـــن يشـــربه ثـــواب
فهــوَ غنــيٌ عـن مجيـء آيـة
فيـه علـى الخصـوص أو رواية
ويلـــزم البيــان للحــرام
لمــا بفعلــه مــن الآثــام
فقـل لنـا مـا مدّعي التحريم
ومفتيـــاً بعقلــك الســَّقيم
أي كتــاب أو حــديثٍ يحكــم
بـأن شـرب التتـن شرعاً يحرم
إن قلـت حسب من عليكم أنكره
مـن الـدليل لعنُ تلكَ الشجرة
قلـتُ عليـك قبـل ذا النكيـر
إثبـات مـا ادعيـتَ من تفسير
فــإنّه كقـول مـن قـد ادّعـا
خباثــة التتـن مجـرَّد ادِّعـا
إن قلـتَ أن التتـن كان بدعة
قلـت كـذلك البُنُّ فاختر منعه
إن قلـتَ إن التُّتـنَ مما يسكر
وحرمـةُ المسـكر ليسـت تُنكـر
قلـتُ لـك الجوابُ منعُ الصغرى
وهـذهِ الكتـبُ لـدليكَ فـاقرا
عليــكَ بالقــاموس والصـحاح
والكنـز والمجمـع والمصـباح
تجـد بهـا الدوخة غير السكر
كمــا همـا غيـران للمعتـبر
فإنّهـــا دورة رأس ينكمـــش
صـاحبها والجسـم منـه يرتعش
مــع حضـور الـذهن والحـواس
ومـع بقـاء العقـل والإحسـاس
وذاكَ غيــر السـكرِ المحضـورِ
إذ هـو سـلب العقـل والشعور
اُنظـر إلـى الوجدان والعيان
ففيهمــا غنــىً عـن البيـان
أمـا تـرى السكران كيف يفعلُ
بنفســه كفعــل مَـن لا يعقـل
تــراهُ وهــو أكمـل الرِّجـالِ
يلعـــبُ باســته وبــالأبوال
وربمــا زنــى بــذات محـرَم
أو كـانَ قتّـالاً سـفوكاً للـدّم
أهكــذا الــدَّائخ يـا جهـولُ
أم أنــتَ لا تعقـلُ مـا تقـول
لــذلكَ اخـترت مـن المسـالِكِ
مـا يُـورِد السـَّالكَ للمهالِـكِ
كجــــاذع لأنفــــه بكفِّـــه
وبـــاحثِ لحتفـــه بضـــلِفه
فهــل ظننــتَ أننــا نحــولُ
عــن الهـدى بمـا بـه تصـولُ
مــن شـبهاتٍ تشـبه السـرابا
حســبتها مـن العمـى صـوابا
هيهــات قـد حاولتنـا محـالا
فعُـد وعـن ذا فـاترك الجدالا
أنَّـى يقـاسُ البحـرُ بالـذراع
أو تُقنــصُ الاُســودُ بالخـداع
كيـف ومـا لَفَّقـتَ مـن زخـارف
سفســـطةٌ بمـــدَّعاكَ لا تفــي
بـل هـو لـو سـُلِّم غيـرُ ضائر
إذ كـم لـه في ذاكَ من نضائر
عـن ذكـر هـنَّ قد ضربنا صفحا
كمـا عـن الطُّعـن طوينا كشحا
ولـو فرضـنا مـا ادّعيـتَ حقَّا
فلســتَ فــي إنكــاره مُحقّـا
إذ لا يحـــل لارئٍ أن ينكــرا
فعلاً علـى مـن لا يـراهُ منكراً
لمــا بـه مـن الأذى للمسـلِم
وهـو لـدى الكـلِّ مـن المحرَّمِ
كمـا بـه الذكر الحكيم يشهد
وعنــه حــذَّر النــبيُّ أحمـدُ
عليـــه والآل مـــن الســلام
أزكــى التحيـات مـع السـلام
مــا نطقـت بـالحق والصـواب
ألســـِنَةُ الســُّنَّةِ والكتــاب