
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وإنـي وواهـي ملككـم مثـل سائقٍ
طليحـاً يزجيهـا علـى الأين راكبُ
إذا صدقتني النفس عنكم تقول لي
أتـدري هـداك الله من ذا تعاتبُ
فـوالله ما أدري إذا ما ذكرتكم
أأعفـو لكـم عن ذنبكم أم أعاقب
بلـى ليـس لـي إلا تغمـد ذنبكـم
وإن لم يكن فيكم من الذنب تائبُ
وإنــي وأمـي أمكـم وأبـي لكـم
أب عنكــم لـي لـو أردت مـذاهبُ
إبراهيم بن محمد أبو إسحاق أمير المؤمنين المبارك ابن المهدي العباسي الأسود الملقببالتنين لسمنه، وكان فصيحاً مفوهاً بارع الأدب والشعر بارعاً إلى الغاية في الغناء ومعرفةالموسيقى، وأمه اسمها شكلة، روى عن المبارك بن فضالة وحماد بن يحيى الأبح، وليإمرة دمشق سنتين ثم أربع سنين لم يقطع على أحد في عمله طريق، وبويع بالخلافة زمنالمأمون وقاتل ابن سهل وهزمه إبراهيم فتوجه نحوه حميد الطوسي فقاتله فهزمه حميدواستخفى إبراهيم زماناً حتى ظفر به المأمون وحديثه في ذلك مشهور فعفا عنه وأوردصاحب الأغاني وغيره من ذلك جملة.وكان أسود حالكاً عظيم الجثة لم ير في أولاد الخلفاءقبله أفصح منه ولا أجود شعراً. ولد سنة اثنتين وستين ومائة وتوفي رحمه الله في شهررمضان سنة أربع وعشرين ومائتين وكان قد غلب على بغداذ والكوفة والسواد، فلماقارب المأمون العراق ضعف أمر إبراهيم وركب بأبهة الخلافة إلى المصلى يوم النحر وصلىبالناس وهو ينظر إلى عسكر المأمون ثم انصرف من الصلاة وأطعم الناس بقصر الرصافةثم استتر وانقضى أمره وظفر به المأمون سنة عشر وعفا عنه وبقي مكرماً إلى أن مات.ويقال إنه ما اجتمع غناء أخٍ وأختٍ أحسن من إبراهيم وأخته علية ابني المهدي، ولهترجمة طويلة في تاريخ دمشق تكون في سبع عشرة قائمة. وكان سبب ولايته الخلافة أنالمأمون لما كان بخراسان جعل ولي عهده علي بن موسى بن علي الرضي فشق ذلك علىالعباسيين ببغداذ وبايعوا إبراهيم ولقبوه المبارك لخمس بقين من ذي الحجة سنة إحدىومائتين وبايعه العباسيون في الباطن، ثم بايعه أهل بغداذ في أول يوم من المحرم سنة اثنتينوأظهروا ذلك وصعد المنبر ثم إن إبراهيم اختفى بعد لذلك لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذيالحجة سنة ثلاث ومائتين (عنالوافي للصفدي)