
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيــا جَبَلَـي نَجـدٍ أَبينـا سـُقيتُما
مَــتى زالَــتِ الأَظعــانُ يــا جَبَلانِ
أُناديكُمــا شــَوقاً وَأَعلَــمُ أَنَّــهُ
وَإِن طــالَ رَجــعُ القَـولِ لا تَعِيـانِ
أَقــولُ وَقَــد مَــدَّ الظَلامُ رِواقَــهُ
وَأَلقــى عَلـى هـامِ الرُبـى بِجِـرانِ
نَشـــَدتُكُما أَن تَضـــُماني ســـاعَةً
لَعَلّــي أَرى النــارَ الَّـتي تَرَيـانِ
وَأَلقـى عَلـى بُعـدٍ مِـنَ الدارِ نَفحَةً
تَـــذُمُّ عَلــى عَينــي مِــنَ الهَمَلانِ
قِفــا صـاحِبَيَّ اليَـومَ أَسـأَلُ سـاعَةُ
وَلا تُرجِعـــا ســَمعِ بِغَيــرِ بَيــانِ
هَـلِ الرَبـعُ بَعـدَ الظـاعِنينَ كَعَهدِهِ
وَهَــل راجِــعٌ فيــهِ عَلَــيَّ زَمـاني
وَهَـل مَـسَّ زاكَ الشـيحَ عِرنَيـنُ ناشِقِ
وَهَــل ذاقَ مــاءً بِــاللَوى شـَفَتانِ
لَقَــد غَــدَرَ الأَظعـانُ يَـومَ سـَويقَةٍ
وَيَــدمى لِــذِكرِ الغـادِرينَ بَنـاني
وَلا عَجَــبٌ قَلــبي كَمــا هُـنَّ غـادِرٌ
عَلـى بَعـدَ أَنَّ أَضـلاعي عَلَيـهِ حَواني
لَـكَ اللَـهُ هَـل بَعـدَ الصـُدودِ تَعَطُّفٌ
وَهَـل بَعـدَ رَيعـانِ البِعـادِ تَـداني
وَمــا غَرَضــي أَنّــي أَســومُكَ خُطَّـةً
كَفــاني قَليــلٌ مِـن رِضـاكَ كَفـاني
وَعاذِلَـــةٍ قُـــرطٌ لَأُذنِــيَ عَــذلُها
تَلــومُ وَمــا لــي بِالسـُلُوِّ يَـدانِ
أَعــاذَلَتي لَـو أَنَّ قَلبَـكِ كـانَ لـي
ســَلَوتُ وَلَكِــن غَيــرُ قَلبِـكِ عـاني
أَلا لَيـتَ لـي مِـن مـاءِ يَبرينَ شَربَةً
أَلَــذَّ لِقَلــبي مِــن غَريــضِ لِبـانِ
أُداوي بِها قَلباً عَلى النَأيِ لَم تَدَع
بِــهِ فَتَكــاتُ الشــَوقِ غَيـرَ حَنـانِ
وَلَـولا الجَـوى لَـم أَبـغِ إِلّا مُدامَـةً
بِطَعــنِ القَنـا إِبريقُهـا الوَدَجـانِ
إِذا ســَكِرَ العَســالُ مِـن قَطَراتِهـا
ســـَقَيتُ حُمَيّاهـــا أَغَــرُّ يَمــاني
وَلــي أَمَــلٌ لا بُــدَّ أَحمِــلُ عِـبئَهُ
عَلــى الجُـردِ مِـن خَيفانَـةٍ وَحِصـانِ
وَكُـــلُّ رَعــودِ الشــَفرَتَينِ كَــأَنَّهُ
سـَنى البَـرقِ إِمّـا جَـدَّ في اللَمَعانِ
وَأَســمَرَ هَزهــازِ الكُعــوبِ كَــأَنَّهُ
قَـرا الـذِئبِ مَجبـولٌ عَلـى العَسـَلانِ
فَـإِن أَنـا لَـم أَركَب عَظيماً فَلا مَضى
حُســامي وَلا رَوّى الطِعــانَ ســِناني
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.