
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
راح الحمـار وخلى القيد في الوتد
ومـا رأى أثْـرَهُ فـي الناس من أحد
فهـل أنـا راكـب مـن بعـده وتداً
أم مجـزئي قيـده لـو كـان من مسد
أم كيـف أدخـل داراً كـان لي سكناً
فيهـا وأنـزل عنـدي مُنْـزل الولـد
ســرهدته بيـدي كالطفـل مـن شـفق
كالطفــل مــن شـفق سـرهدته بيـدي
وجــــثئته بشــــعير لا يخـــالطه
مــاس ولا عسـجد خوفـاً مـن الـدرد
وكـان يـوقظني منـه النهـاق إذا
اســتثقلت نومـاً بصـوت مطـرب غَـرد
كـم حـاد بي عن مضيق حين أبصر من
حــول الجمــال تبـلّ الأرض بالزبـد
وسـار بـي فـي طريـق بـلّ جانبهـا
أهـل الجمـال بمـاء الورد وهو ندي
وكـم جـرى فارهـاً إذ لاح عـن بعد
زفــاف خــود إليهــا بـالغ الأمـد
وإذ تــبين نعشــا للجنــازة لــم
يمرر به مع أليم النخس في الكتد
مـا ضـل يومـا عـن اسـتقراء معلفه
أكــان فــي روضـة غنّـاء أم جَـرَد
ومـا شـكا قـط مـن وخـز ولا ضعفت
رجلاه عـن جـوب وعَـث طـال أو جـدد
شـلت يـدا مـن بـه ولىّ وغادرني
أمشـي وأنشـب فـي أوحـال ذا البلد
أعــالم أننــي مــن بعــده جــزع
وأن فرقتـــه نــار علــى كبــدي
وأن صـوت المنـادي اليوم يزعق أن
البـس إكافـك فـي جنـح الدجى وعُد
لا يغررنــك رغــد أنــت واجــده
عنـد الحرامـي خصـمي فيـك مـن حسد
قائمــا ذا لحيــن أنــت تعلمــه
مـا دام شـهرا علـى طـرف ولا عَتَـد
يفــديك كـل حمـار نـدّ مـن بطـر
أوضــحّ مـن لغـب أو خـار مـن جهـد
أو حــار مــن شــبق قلاّب جحفلــة
كــرّاف بــول قــديم جـفّ كالقـدد
مصـنبع الـرأس ممشـوق القـوائم لم
يحـرن إذا سـُمته خَسـْفا ولـم يجد
أليــة إنــه بــالطرق أعْـرف مـن
مـولاه إن لم يَعُقه القيد ذو العقد
يـا ليـت لـي خصلة من ذيله أثراً
أرنـو إليهـا كما يرنى إلى الخرد
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.