
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســُقيتُ كــأس الهــوى علاًّ علـى نهَـلِ
فلا تَزِدْنَــي كــأس اللــوم والعَــذَلِ
نــأى الحـبيبُ فـبي مـن نـأيِه حُـرَقٌ
لــو لابســَتْ جبلاً هــدَّت قُـوَى الجبـلِ
ولــو تطلّبــتُ سـُلواناً لـزدتُ هـوًى
وقــد يزيــد رُســوباً نهضـةُ الوَحَـلِ
عفَــتْ رســومي فَعُـجْ نحـوي لتنـدنبي
فــالحبُ غِــبَّ زِيـال الحـبِّ كالطَّلـلِ
صـحوت مـن قهـوةِ تُنفـى الهمومُ بها
لكنّنــي ثِمــلٌ مــن طَرفْــه الثَّمِــلِ
أُصــَبِّر النفــسَ عنــه وهـي قائلـة:
مــالي بعاديــة الأشــواق مـن قِبَـلِ
كــم ميتــةٍ وحيــاةٍ ذقــتُ طعمهمـا
مـذ ذقـتُ طعـمَ النـوى لليـأس والأمـلِ
وكــم رَدَعْــتُ فــؤادي عــن تَهـافُتِه
إِلــى الصـَّبابة رَدْعَ الحـازِم البَطَـل
حــتى أَتــاحتْ لــيَ الأَقــدارُ غُرَّتَـهُ
وكنــتُ مــن أَجَلـي منهـا علـى وَجَـل
فطــار لُبّــي وطــاحتْ شــِرَّتي ووهـى
حَــوْلي وعَــزَّ عـزائي وانقضـتْ حِيَلـي
والنفـسُ إِن خـاطَرتْ فـي غَمْـرةٍ وَأَلَـتْ
منهـا وإِن خـاطرت فـي الوَجْدِ لم تَئِل
لهــا دُروعٌ تَقيهــا مــن ســهامِ يـدٍ
فهــل دروعٌ تَقيهــا أَســْهُمَ المُقَــلِ
وزاد وجــــــديَ أَن زادت مَلاحَتُـــــه
كــلٌّ بمــا هـو فيـه غايُـة المَثَـل
فـانظر إِليـه تَـرَ الأَقمـار فـي قمـرٍ
وانظـر إلـيّ تَـرَ العُشـّاق فـي رَجُـل
بــأَيِّ أَمْــريَّ أَنجــو مــن هـوى رَشـإٍ
فـي جَفِنـه سـحرُ هـاروتٍ وسـيفُ علـي
تــاللّه لا مَنْظَــرٌ للعيـن أَحسـنُ مِـنْ
عَيْــنٍ تُظــاهِرُ بيــن الكُحْـل والكَحَـل
ووجنــةٍ تَعِبــتْ بــالَّلْثم فــامتزجتْ
بحمُــرِة اللّـونِ فيهـا حُمْـرةُ الخَجَـل
ظــبيٌ إِذا اســتلّ سـَيْفَيْ مُقلَـةٍ ويَـدٍ
ذَلّــتْ لــديه أُســوُد الغــابِ والأَسـَل
تــأَبَّط الرُّمْــح إِذ وافــاه مُعْتــدلاً
ولـــو تَثَنَّـــي رآه غيـــرَ مُعتــدِل
إذا رمــى طرفــهُ بــاللَّحْظِ قـال لـه
قَلــبي أَعِـدْ لا رَمـاكَ اللّـهُ بالشـَّلَل
أَمِنْ بني الروم ذا الرّامي الذي فَتَكتْ
ســِهامُه بــالورى أَم مـن بنـي ثُعَـل
يُزْهـــي بــوَجْنته خــالٌ غَــدوتُ بــه
مِــن الصـَّبابِة مَحسـوباً مـن الخَـوَل
خالَســْتُه ضــَمَّةً عنــد الـوَداع لـه
زالــتْ ولـذَّتُها فـي القلـب لـم تَـزُل
ونِلــتُ مـن ثَغْـرِه رشـْفاً علـى حَـذَرٍ
مــن الرقيــب وتَقْــبيلاً علــى عَجَـل
ولســت أُنِكْــرُ بعــد الوصـل فُرقَتَـهُ
لأنَّ عُمْــرَ الفــتى مُفْــضٍ إلــى أَجَـل
إنْ خِفـتُ رَوْعـةَ هِجـران الحـبيب فقـد
أَمِنْــتُ فــي حُبِّـه مـن رَوْعَـة العَـذلَ
إسماعيل بن سلطان بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ. شرف الدولة أبو الفضل الكناني الشزري، الأمير. شاعر من شعراء خريدة العصر، وهو ابن عم والد أسامةقال العماد:إسماعيل بن أبي العساكر سلطان بن علي بن منقذ ، كان أبوه ابن عم مؤيد الدولة أسامة أمير شيزر ، وسمعت أنه كان شابّاً فاضلاً ، وسكن بعد أخذ شيزر منهم بدمشق ،وتوفي سنة إحدى وستين قبل وصولي إليها بسنة ، سمعت من شعره قوله : (ومُهَفْهَفٍ كتب الجَمالُ بِخَدِّه ...إلخ)إلى آخرالقصيدة.وترجم له الذهبي في التاريخ وفيات سنة 561 قال:أديب فاضل، وشاعر كامل. كان أبوه صاحب شيزر وابن صاحبها، فلما مات أبوه وليها أخوه تاج الدولة، وأقام هو تحت كنف أخيه إل أن خربتها الزلزلة، ومات أخوه وطائفة تحت الردم. وتوجه نور الدين فتسلمها، وكان إسماعيل غائباً عنها. فانتقل إلى دمشق وسكنها.وكانت الزلزلة في سنة اثنتين وخمسين. ولما سقطت القلعة على أخيه وأولاده وزوجة أخيه خاتون بنت بوري أخت شمس الملوك، وسلمت خاتون وحدها، وأخرجت من تحت الردم. وجاء نور الدين فطلب منها أن تعلمه بالمال، وهددها، فذكرت له أن الردم سقط عليها وعليهم، ولا تعلم شيئاً وإن كان شيء فهو تحت الردم. فلما حضر إسماعيل وشاهد ما جرى عمل:نزلت على رغم الزمان ولو حوت عيناك قائم سيفها لم تنزلفتبدلت عن كبرها بتواضع وتعرضت عن عزها بتذلل