
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضع كتابي إذا أتاك إلى الأر
ض وقلبـه فـي يـديك لمامـا
فعلـى ختمـه وفـي جـانبيه
قبــل قــد وضـعتهن تؤامـا
كـان قصـدي بهـا مباشرة الأر
ض وكفيـك بالتثـامي إذا ما
محمد بن مكرم بن علي بن أحمد بن أبي القاسم بن حقة بن منظور الأنصاري الرويفعي الإفريقي ثم المصري القاضي جمال الدين أبو الفضل من ولد رويفع بن ثابت الصحابي، اللغوي الكبير البحاثة صاحب "لسان العرب" والمشهور عند المتاخرين بابن منظور، وقد رفع نسبه في مادة (جرب) إلى آدم (ع) انظر ذلك في ترجمة صفحة ديوان أبيه (جلال الدين المكرّم) ولا شك عندي أن انتسابه إلى رويفع بن ثابت (ر) فاتح مدينة جربة كان الهاجس الذي صاحبه طوال سنوات بحثه فلم يترك كتابا كبيرا من كتب التاريخ والأدب إلا نظر فيه وراجعه ولخص الكثير منها، وترك بخطه ما مجموعه خمسمائة مجلدة وما زال يقرأ كما يقول الصفدي حتى أضر وفقد نظره فترجم له في "نكت الهميان في نكت العميان" وقال في ترجمته: (سمع الحديث ... وتفرد وعمر وكبر وأكثروا عنه، وكان فاضلاً وعنده تشيع بلا رفض، وخدم في الإنشاء بمصر ثم ولي نظر طرابلس) وأسفر عمله في كتابة الإنشاء للسلطان قلاوون بمصر عن تذكرته الضخمة والتي ينقل عنها القلقشندي في صبح الأعشى فمن ذلك قوله: (وهذه نسخة يمين حلف عليها العساكر للسلطان الملك المنصور "قلاوون" في سنة ثمان وسبعين وستمائة له ولولده ولي عهد الملك الصالح علاء الدين "علي"أوردها ابن المكرم في تذكرته؛ وهي...إلخ) (وهذه نسخة يمين حلف عليها الفرنج المعاقدون على هذه الهدنة أيضاً، في التاريخ المقدم ذكره على ما أورده ابن مكرم أيضاً؛ وهي: ..) ومن ذلك نص الهدنة المبرمة بين الظاهر بيبرس وبين دون حاكم الريدأرغون، صاحب برشلونة من بلاد الأندلس، في شهر رمضان سنة سبع وستين وستمائة على مقتضى ما أورده ابن المكرم في تذكرته). ولما توفي استقر مكانه ابنه قطب الدين ابن المكرم، وفي صبح الأعشى إشارة إلى ذلك وهي قوله (وهذه نسخة طرخانية كتب بها عن الملك الناصر محمد بن قلاوون للقاضي قطب الدين بن المكرم أحد كتاب الدرج الشريف بالأبواب الشريفة، عند إقامته بالحجاز الشريف، بأن يستقر طرخاناً بنصف معلومه الذي كان له على كتابة الدرج الشريف وأن يقيم حيث شاء وهي ..إلخ) وهذه النسخة من أهم الوثائق في معرفة علاقة أسرة بني المكرم ببني قلاوون وفيها (ثم يستقر ذلك لأولاده من بعده، ثم لأولاد أولاده بالسوية إعانة له على بلوغ قصده ورغائبه، واستعانة بحاضر الجود دون غائبه، وإكراماً لجانبه؛ وطالب وجه الله تعالى يعان على الفوز بكنوز مطالبه. وما كنا لنسمح ببعده عن أبوابنا الشريفة، ولا نجيبه لمفارقة ما بيده من وظيفة، أنه ما يدرك أحداً من أبناء عصره مده ولا نصيفه؛ ولديوان إنشائنا جمال بعقود كتابته النظيفة ومعاني ألفاظه اللطيفة؛ وإنما لإقباله على الآجلة، وإعراضه عن العاجلة، واستيعاب أوقاته بأداء الفريضة والنافلة، أسعفنا سؤاله بالإجابة، وأعناه على الإنابة، وأجزلنا سهمه من الإحسان فبلغ سهمه الإصابة، ومن أحسن سبيلاً ممن أخذ لنفسه قبل الحين، ونفض يديه من الدنيا فراح بالخير مملوء اليدين، فنظر إلى معاده فأقبل على الله قرير العين؛ وها نحن قد كرمنا في وقت واحد بإنشاء ولدين. فليشكر لصدقاتنا هذه النعم المتزايدة، والصلات العائدة، والإحسان إليه وإلى بنيه جملة واحدة، وليدع لدولتنا القاهرة حين يقوم لله قانتاً، وحين يقول ناطقاً وحيث يفكر صامتاً، وعند فطره من صومه، وفي أعقاب الصلوات في ليلته ويومه ...إلخ)قال: (وهذه نسخة تذكرة سلطانية كتب بها عن السلطان الملك الصالح علي، ابن الملك المنصور قلاوون الصالحي، لكافل السلطنة بالديار المصرية، الأمير زين الدين كتبغا، عند سفر السلطان الملك المصور إلى الشام، واستقرار كتبغا المذكور نائباً عنه في سنة تسع وسبعين وستمائة، من إنشاء محمد بن المكرم بن أبي الحسن الأنصاري، أحد كتاب الدرج يومئذ ومن خطه نقلت؛ وهي: تذكرة نافعة، للخيرات جامعة، يعتمد عليها المجلس العالي، الأميري، الزيني، كتبغا المنصوري، نائب السلطنة الشريفة - أدام الله عزه - في مهمات الديار المصرية وأحوالها ومصالحها، وما يترتب بها، وما يبت ويفصل في القاهرة ومصر المحروستين وسائر أعمال الديار المصرية، صانها الله تعالى، وما تستخرج به المراسيم الشريفة، المولوية، السلطانية، ...إلخ) وهي تذكرة طويلة تتالف من 24 فصلا وصف فيها كل ما يجب على النائب فعله لتحقيق استقرار الأمن،، وفيها: (وتحلق لحى الأسارى كلهم: من فرنج وأنطاكيين وغيرهم، ويتعهد ذلك فيهم كلما تنبت، ..ولا يخرج أحد منهم لحاجة تختص به ولا لحمام ولا كنيسة ولا فرجة، وتتفقد قيودهم وتوثق في كل وقت. ويضاعف الحرس في الليل على خزانة البنود بإظهار ظاهرها وعلوها وحولها وكذلك خزانة الشمائل وغيرها من الجيوش. ... والأماكن التي يجتمع فيها الشباب وأولو الدعارة ومن يتعانى العيث والزنطرة، لا يفسح لأحد في الاجتماع بها في ليل ولا نهار، ويكفون الأكف اللئام بحيث تقوم المهابة وتعظم الحرمة، وينزجر أهل الغي والعيث والعبث...فصل: خليج القاهرة ومصر المحروستين يرسم بعمله وحفره وإتقانه في وقته: بحيث يكون عملاً جيداً متقناً من غير حيف على أحد، بل كل أحد يعمل ما يلزمه عملاً جيداً ... وعليه أن يرتب من البلد إلى البلد خفراء ينزلون ببيوت شعر على الطرقات على البلدين، يخفرون الرائح والغادي؛ وأي من عدم له شيء يلزمه دركه، وينادى في البلاد أن لا يسافر أحد في الليل ولا يغرر، ولا يسافر الناس إلا من طلوع الشمس إلى غروبها، ويؤكد في ذلك التأكيد التام)ولصديقه أبي حيان الأندلسي (654 – 745) قصيدة في تقريظ كتابه "لسان العرب" تقع في 19 بيتا وفيها قوله بعدما ذكر أئمة اللغة الذين جمع جمال الدين معاجمهم في كتابه:تَجمَّــع فيـهِ مـا تَفَـرَّقَ عِنـدَهُم وَأَربـى عَلَيهِـم بِالعلوم الأثائِثِبنثرٍ كَشِبهِ الزَهرِ غِبَّ سَمائِهِ = وَنَظمٍ كَمثلِ الزَهرِ بِالسحرِ نافثِ#لَـهُ قـدمٌ فـي ساحةِ الفَضلِ راسِخٌ وَمَجـدٌ قَـديمٌ لَيـسَ فيـهِ بِحـادثِوَنسـبةُ علـمٍ كـابِراً بَعـدَ كابرٍ فَمِـن خَيـرِ مَوروثٍ إِلى خَيرِ وَارثِحَفيـظٍ لِأَسـرارِ المُلـوكِ أَمينهـا عَليـمٍ بِتَصـريفِ الخُطوبِ الكَوارثِبِـهِ افتخـرت قحطانُ وَاشتَدَّ أَزرُها وَبـاهت بِـهِ الأَملاكَ أَبنـاءُ يافثِوَلا بَرِحَــت روحُ الجَمــالِ مُقيمَـةً بِعَدنٍ لَدى الحُورِ الحِسانِ الأَواعثِ