
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَملوكُــكَ اليَــومَ أَبــو حُبِّــهِ
مُجتَهِـــدٌ فـــي خِســَّةِ النَفــسِ
يُزاحِــمُ الجَمــالَ فــي قــوتِهِ
وَيَخـــزِنُ الفَلـــسَ عَلا الفَلــسِ
يَأكُــلُ وَالغِلمــانَ فــي يَـومِهِ
فَضــلَةَ مــا قَــد كـانَ بِـالأَمسِ
يَـــوَدُّ يُمســي عِرضــُهُ مُطلَقــاً
وَمــالُهُ المَوفــورُ فــي حَبــسِ
لا يَعــــرِفُ الحَمّـــامَ لَكِنَّـــهُ
في البَيتِ يَحمي الماءَ في الشَمسِ
إِذا رَأى فـــي قَـــدرِهِ لَحمَــةً
تَلا عَليهـــا آيَـــةَ الكُرســـي
وَإِن رَأى فـــي بَيتِـــهِ فــارَةً
بادَرَهـــا بِالســـَيفِ وَالتُــرسِ
يُجِــــلَّ أَن تُـــدرِكَ رُغفـــانَهُ
حَــواسُ مَــن يَــأتيهِ بِــالخَمسِ
بِالســَمعِ وَالأَبصـارِ وَالشـَمِّ قَـد
تُـــدرَكُ دونَ الــذَوقِ وَاللَمــسِ
يُقفِــلُ عِنــدَ الأَكــلِ أَبــوابَهُ
خَوفـاً عَلـى الـزادِ مِـنَ الكَبـسِ
فَــإِن أَتــى ضــَيفٌ عَلــى غِـرَّةٍ
قـــابَلَهُ بِـــالتَعسِ وَالنُكـــسِ
يَلقـاهُ بِـالتَرغيبِ فـي الاِحتِمـا
وَبَعـــدَهُ بِـــالخُبزِ وَالـــدُبسِ
فَـــإِنَّ تَعَـــدَّ أَكلُـــهُ لُقمَــةً
رَأَيـــتَ فـــي أَضــلاعِهِ رَفســي
فَهَــــذِهِ الأَوصـــافُ مَكســـوبَةٌ
أَدرَكَهـــا فــي غُربَــتي حِســّي
قَـد عَلِـمَ السـُلطانُ مِـن قَبلِهـا
أَنِّـــيَ مِـــن ذَلِـــكَ بِــالعَكسِ
وَلَــم أَزَل فــي رَحــبِ أَكنـافِهِ
أَقـــولُ بِاللَـــذّاتِ وَاللُبـــسِ
وَإِن تَــراءَت فــي يَــدي بَـدرَةٌ
أَتلَفتُهــا فــي مَجلِــسِ الأُنــسِ
فَمُـذ ثَنـاني الـدَهرُ عَـن رَبعِـهِ
وَلَــم يَكُــن ذَلِــكَ فــي حَدسـي
وَجُــزتُ فـي المَتجَـرِ مَـع مَعشـَرٍ
هَمُّهُــمُ فــي الضــَبطِ وَالبَخــسِ
طَـوراً عَلـى الـرومِ أَرى بَينَهُـم
وَتـــارَةً فـــي بَلَــدِ الفُــرسِ
فَصــِرتُ مِــن أَبنـاءِ جِنـسٍ لَهُـم
وَاِســـتَرَقَت أَخلاقَهُـــم نَفســـي
أُحِــبُّ مِــن فــي نَفســِهِ خِســَّةٌ
وَالجِنــسُ مَيّــالٌ إِلــى الجِنـسِ
وَلَــم أَكُــن مُســتَحدِثاً نِعمَــةً
أَفضــى بِــيَ السـَعدُ إِلـى نَحـسِ
لَكِــنَّ شــَمسَ الـدينِ مُـذ مَلَّنـي
صــــَوَّحَ نَبـــتي وَذَوى غَرســـي
كَــذاكَ كُــلُّ النَبـتِ مِـن شـَأنِهِ
يُفســِدُهُ البُعــدُ عَــنِ الشــَمسِ
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و(درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و(الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.